٣ غافِرِ الذَّنْبِ وَ قابِلِ التَّوْبِ للمؤمنين مصدر تاب يتوب توبة و قيل التوب جمع توبة مثل دومة و دوم و حومة و حوم قال ابن عباس غافر الذّنب لمن قال لا اله الا اللّه قابل التّوب ممن قال لا اله الا اللّه محمد رسول اللّه صفتان للّه تعالى و الاضافة فيهما معنوية لانه لم يرد زمان مخصوص بل الاستمرار و توسيط الواو لافادة الجمع بين محو الذنب و قبول التوبة او تغائر الوصفين إذ ربما يتوهم الاتحاد او تغائر موقع الفعلين لان الغفر هو الستر فيكون الذنب باقيا و ذلك لمن لم يتب و التائب كمن لا ذنب «١» له- رواه ابن ماجة مرفوعا عن ابن مسعود و الحكيم عن أبيّ و ابن النجار عن على و ابن عساكر و البيهقي عن ابن عباس فهو دليل على جواز المغفرة لمن لم يتب شَدِيدِ الْعِقابِ لمن لم يقل لا اله الا اللّه ذِي الطَّوْلِ (١) عن يزيد بن الأصم ان رجلا كان ذا بأس و كان عمر يعد لبأسه و كان من اهل الشام و ان عمر فقده فسال عنه فقيل له تتابع فى هذا الشرب فدعا كاتبه فقال اكتب من عمر بن الخطاب الى فلان سلام عليكم فانى احمد إليك اللّه الذي لا اله الا هو غافر الذّنب و قابل التّوب شديد العقاب ذى الطّول لا اله الّا هو اليه المصير ثم دعا و امر من عنده فيدعو له ان يقبل اللّه عليه بقلبه و ان يتوب عليه- فلمّا أتت الرجل جعل يقرأها و يقول غافر الذّنب قد وعد فى اللّه ان يغفر لى و قابل التّوب شديد العقاب قد حذرنى عقابه ذى الطّول و الطول الخير الكثير اليه للصير فلم يزل يرددها على نفسه حتى بكى ثم نزع فاحسن النزع- فبلغ عمر امره فقال هكذا فاصنعوا إذا رايتم أخا لكم ذلّ ذلّة فسددوه و وفقوه و ادعوا اللّه له ان يتوب عليه و لا تكونوا أعوانا للشيطان عليه- و عن قتادة قال كان شاب بالمدينة صاحب عبادة و كان عمر محبّا له فانطلق الى مصرف فسد فجعل لا يمتنع من شر فقدم الى عمر بعض اهله فساله حتى ساله عن الشاب فقال لا تسئلنى عنه قال لم قال انه فسد و خلع فكتب اليه عمر الى فلان حم تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم الاية فجعل يقرأها على نفسه فاقبل بخير- و عن ابى إسحاق السبيعي قال جاء رجل الى عمر فقال يا امير المؤمنين انى قتلت فهل لى من توبة فقرأ عليه حم تنزيل الكتاب من اللّه العزيز العليم غافر الذّنب و قابل التّوب و قال اعمل و لا تيئس ١٢ منه نور اللّه مرقده- [.....]. قال مجاهد اى ذى السعة و الغنى و قال قتادة ذى النعم و قيل ذى القدرة و قال الحسن ذى الفضل قيل غافر الذنب و ما بعدها ابدال ليست بصفات و اضافة الثلاثة منها لفظية لا تفيد التعريف فلا تصلح كونها صفات و على هذا ذى الطّول ايضا بدل لامتناع تقدم البدل على الصفة و قال صاحب الكشاف و البيضاوي هى كلها صفات كالاولين و الاضافة فيها حقيقية لما ذكرنا انه لم يرد زمان مخصوص و أريد بشديد العقاب مشددة فالاضافة فيه ايضا حقيقية إذ هو فى الأصل الشديد عقابه فحذف اللام للازدواج و الامن من اللبس فهو معرف باللام و جعله وحده بدلا مشوش للنظم و قال الزجاج شديد العقاب بدل ليس بصفة و به قال صاحب المبارك للقطع بكونه نكرة و حذف اللام لا يجوز و على هذا ذى الطّول ايضا بدل و ما قال البيضاوي اولى من حيث المعنى لان كلها توابع تدل على معان فى متبوعها أوردت للمدح و الترغيب و الترهيب و الحثّ على ما هو المقصود منه و المقصود بالنسبة انما هو اللّه لا غير. لا إِلهَ إِلَّا هُوَ فيجب الإقبال الكلى على عبادته قال صاحب المدارك هذا صفة اخرى كذى الطّول و الظاهر انه استئناف إِلَيْهِ الْمَصِيرُ (٣) فيجازى المطيع و العاصي. |
﴿ ٣ ﴾