٤ ما يُجادِلُ فِي آياتِ اللّه اى فى دفع آيات اللّه بالتكذيب او اثبات التناقض او فى الآيات المتشابهات بتأويلات مخالفة للمحكمات او مخالفة لما تواتر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم إِلَّا الَّذِينَ كَفَرُوا عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قوما يتمارون «اى يتجادلون- منه ره» فى القران فقال انما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب اللّه بعضه ببعض و انما نزل كتاب اللّه يصدق بعضه بعضا فلا تكذبوا بعضه ببعض فما علمتم فقولوه و ما جهلتم فوكلوه الى عالمه- رواه البغوي و رواه مسلم بلفظ ان عبد اللّه بن عمرو (يعنى جد عمرو بن شعيب) قال هجّرت الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوما فسمع أصوات رجلين اختلفا فى اية فخرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعرف فى وجهه الغضب فقال انما هلك من كان قبلكم باختلافهم فى الكتاب. و عن ابى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم انه قال ان جدلا فى القران كفر- رواه البغوي و رواه البيهقي فى شعب الايمان و الطيالسي من حديث عبد اللّه ابن عمر و رواه ابو داود و الحاكم و صححه عن ابى هريرة مرفوعا بلفظ المراء فى القران كفر قال البيضاوي لما حقق اللّه سبحانه امر التنزيل سجل بالكفر على المجادلين فيه بالطعن و ادحاض الحق كقوله و جادلوا بالباطل ليدحضوا به الحقّ فاما الجدال «١» فيه لحل عقدة و استنباط حقائقه و قطع تشبث اهل الزيغ و قطع م طاعنهم فيه فمن أعظم الطاعات و لذلك قال عليه السلام ان جدالا فى القران كفر- بالتنكير مع انه ليس جدالا فيه على الحقيقة فَلا يَغْرُرْكَ يا محمد تَقَلُّبُهُمْ فِي الْبِلادِ (٤) يعنى إمهالهم و إقبالهم فى دنياهم و تقلبهم فى بلاد الشام و اليمن بالتجارات المربحة. (١) قال فى النهاية انما جاء هذا فى الجدال و المراء فى الآيات التي ذكر فيها القدر و نحوه من المعاني على مذهب اهل الكلام و اصحاب الأهواء و الآراء دون ما تضمنه من الاحكام و أبواب الحلال و الحرام فان ذلك قد جرى من الصحابة فمن بعدهم من العلماء و ذلك فيما يكون الغرض منه و الباعث عليه ظهور الحق ليتبع دون الغلبة و التعجيز ١٢ منه نور اللّه مرقده. اخرج ابن ابى حاتم عن السدىّ عن ابى مالك انه قال نزلت فى الحارث بن قيس السهمي يعنى انهم مواخذون عن قريب بكفرهم كالذين قبلهم كما قال. |
﴿ ٤ ﴾