٥١ وَ إِذا أَنْعَمْنا عَلَى الْإِنْسانِ الكافر أَعْرَضَ عن الشكر وَ نَأى بِجانِبِهِ اى ثنى عطفه و قيل الجانب كناية عن النفس كالجنب فى قوله تعالى جنب اللّه يعنى ذهب بنفسه و تباعد عنه بكليته لكمال الغلفة وَ إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعاءٍ عَرِيضٍ (٥١) اى كثير مستعار ممّا له عرض وسيع للاشعار بكثرته و العرب يستعمل الطول و العرض فى الكثرة يقال أطال فى الكلام و الدعاء و اعرض اى اكثر و العريض ابلغ من الطويل إذ الطول أطول الامتدادين فاذا كان عرضه كذلك فما ظنك بطوله و من ثم قال اللّه تعالى جنّة عرضها السّموات- و لا منافاة بين قوله و إذا مسّه الشّرّ فيؤس قنوط و بين قوله فذو دعاء عريض لان الاولى فى قوم آخرين و لعل الاولى فى الكفار و لا يياس من روح اللّه الّا القوم الكافرون و من يّقنط من رّحمة اللّه الّا القوم الضّالّون «١» و الثانية فى الغافلين من المؤمنين. و جاز ان يكون كلا الآيتين فى الكفار و المراد انهم إذا مسّهم شر دعوا مخلصين له الدين فاذا روا تاخرا فى الاجابة يئسوا و قنطوا بخلاف المؤمنين الصالحين فانهم لا يقنطون و يرون فى تأخير الاجابة حكمة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اما ان يجعلها لهم و اما ان يدخرها لهم او يقال يؤس قنوط بالقلب و ذو دعاء عريض باللسان او قنوط الصنم و ذو دعاء من اللّه تعالى (مسئلة) من أحب ان يستجاب دعاؤه فى الشدة فليكثر الدعاء فى الرخاء كذا ورد فى حديث رواه. (١) فى القران الّا الضّالّون ١٢ [.....]. |
﴿ ٥١ ﴾