٥٣ سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ قال ابن عباس يعنى منازل الأمم الخالية وَ فِي أَنْفُسِهِمْ يعنى يوم بدر و كذا قال قتادة و قيل فى أنفسهم البلايا و الأمراض و قال مجاهد و السدىّ فى الآفاق ما يفتح القرى على محمد صلى اللّه عليه و سلم و المسلمين و فى أنفسهم فتح مكة و قال عطاء و ابن زيد فى الآفاق يعنى فى أقطار السماوات و الأرض من الشمس و القمر و النجوم و النبات و الأشجار و الأنهار و فى أنفسهم من لطيف الصنعة و بديع الحكمة- قال البيضاوي فى الآفاق يعنى ما أخبرهم النبي صلى اللّه عليه و سلم من الحوادث الآتية و اثار النوازل الماضية و ما يسر اللّه له و لخلفائه من الفتوح و الظهور على ممالك الشرق و الغرب على وجه خارق للعادة و فى أنفسهم ما ظهر فيما بين اهل مكة و ما حلّ بهم او ما فى بدن الإنسان من عجائب الصنع الدالة على كمال القدرة حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ اى القران من عند اللّه و الرسول مؤيد من اللّه او التوحيد مؤيد من اللّه و دين اللّه حق او اللّه هو الحق أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ الباء زائدة و ربك فى محل الرفع على الفاعلية و لا تزاد الباء فى الفاعل الا مع كفى أَنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ (٥٣) بدل من الفاعل و المعنى او لم يكف ان ربك على كلّ شى ء شهيد و الاستفهام للانكار و الواو للعطف على محذوف تقديره أ تشك فى عاقبة أمرك و لم يكف انه تعالى على كل شى ء شهيد محقق فيحقق أمرك بإظهار الآيات الموعودة كما حقق سائر الأشياء الموعودة او انه تعالى مطلع فيعلم حالك و حالهم او المعنى ا لم ينته الإنسان عن المعاصي و لم يكف له رادعا انه تعالى مطلع على كل شى ء لا يخفى عليه خافية فيجازيه عليها و قال مقاتل او لم يكف بربك شاهدا على ان القران من اللّه شهادته على ذلك جعله معجزا و قال الزجاج معنى الكفاية ان اللّه تعالى قد بين من الدلائل ما فيه كفاية يعنى او لم يكف بربّك شاهدا لانه على كل شى ء شهيد لا يغيب عنه شى ء-. |
﴿ ٥٣ ﴾