٢٧

وَ لَوْ بَسَطَ اللّه الرِّزْقَ لِعِبادِهِ

قال البغوي قال خباب بن الأرت فينا نزلت هذه الاية و ذلك انا نظرنا الى بنى قريظة و النضير و بنى قينقاع فتمنّيناها فانزل اللّه عز و جل و لو بسط اللّه الرّزق لعباده لَبَغَوْا اى لتكبروا و أفسدوا فِي الْأَرْضِ بطرا او لبغى بعضهم على بعض استيلاء و استعلاء و قال ابن عباس بغيهم طلبهم منزلة بعد منزلة و مركبا بعد مركب و ملبسا بعد ملبس و اصل البغي التجاوز عن الاقتصاد فيما يتجزى كمية و كيفية وَ لكِنْ يُنَزِّلُ أرزاقهم بِقَدَرٍ يقتضيه حكمته ما يَشاءُ الموصول مفعول لينزل و بقدر حال منه مقدم عليه إِنَّهُ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ (٢٧) يعلم خفايا حالهم و ما يؤل اليه أمرهم اخرج الحاكم و صححه عن على رضى اللّه عنه قال نزلت هذه الاية فى اصحاب الصفة و ذلك انهم قالوا لو ان لنا فتمنووا الغنى

و اخرج الطبراني عن عمرو بن حريث مثله روى البغوي بسنده عن انس بن مالك عن النبي صلى اللّه عليه و سلم عن جبرئيل عن اللّه تعالى قال يقول اللّه عزّ و جلّ من أهان لى وليّا فقد بارزني بالمحاربة و انى لا غضب لاوليائى كما يغضب الليث الحرد و ما «القطع- منه ره» تقرّب الىّ عبدى المؤمن بمثل أداء ما افترضت عليه و ما زال عبدى المؤمن يتقرّب الىّ بالنوافل حتى أحبه فاذا أحببته كنت له سمعا و بصرا و يدا و مؤيدا ان دعانى أجبته و ان سالنى أعطيته و ما ترددتّ فى شى ء انا فاعله ترددى فى قبض روح عبدى المؤمن يكره الموت و انا اكره مساءته و لا بد له منه و ان من عبادى المؤمنين لمن يسئلنى الباب من العبادة فاكفه عنه لا يدخله عجب فيفسده ذلك و ان من عبادى المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه الا الغنى و لو أفقرته لافسده ذلك و ان من عبادى المؤمنين لا يصلح إيمانه الا الفقر و لو أغنيته لافسده ذلك و ان من عبادى المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه الا الصحة و لو أسقمته لافسده ذلك و ان من عبادى المؤمنين لمن لا يصلح إيمانه الا السقم و لو اصححته لافسده ذلك انى أدبر امر عبادى بعلمي فى قلوبهم انى عليم خبير ( «١»).

(١) هكذا بياض فى الأصل.

﴿ ٢٧