سُورَةُ الْجَاثِيَةِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ سَبْعٌ وَثَلاَثُونَ آيَةً مكّيّة و هى سبع ثلاثون اية ربّ يسّر و تمّم بالخير بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ _________________________________ ١ حم (١) ٢ تَنْزِيلُ الْكِتابِ ان جعلت حم مبتدا خبره تنزيل الكتاب و ان جعلتها تعديدا للحروف و كان تنزيل مبتدا خبره مِنَ اللّه الْعَزِيزِ فى انتقامه الْحَكِيمِ (٢) فى تدبيره و على التأويل الاول من اللّه صلة لتنزيل و قيل حم مقسم به و تنزيل الكتاب صفة و جواب القسم. ٣ إِنَّ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لَآياتٍ دالة على قدرة اللّه و وحدانيته لِلْمُؤْمِنِينَ (٣) يحتمل ان تكون الاية على ظاهرها و ان يكون المعنى ان فى خلق كما فى قوله. ٤ وَ فِي خَلْقِكُمْ اى فى خلق كل منكم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة الى ان صار إنسانا وَ ما يَبُثُّ مِنْ دابَّةٍ جاز ان يكون عطفا على الضمير المجرور و الأحسن ان يقال انه معطوف على خلقكم فان بثه و تنوعه و استجماعه لما يتم به معاشه الى غير ذلك آياتٌ دلائل على وجود الصانع المختار و وحدته و كمالاته قرا حمزة و الكسائي و يعقوب آيات منصوبا بكسر التاء عطفا على اسم ان و الباقون بالرفع عطفا على محلها- لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٤) انه لا اله الا اللّه و ان البعث حق. ٥ وَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَ النَّهارِ صيفا و شتاء و فى ذهابها و مجيئها وَ ما أَنْزَلَ اللّه مِنَ السَّماءِ مِنْ رِزْقٍ اى مطر سماه رزقا لكونه سببه فَأَحْيا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها اى جعلها مخضرة بعد يبسها وَ تَصْرِيفِ الرِّياحِ باختلاف جهاتها و أحوالها قرا حمزة و الكسائي «و خلف- ابو محمد» الرّيح على الافراد باعتبار الجنس و الباقون على الجمع باعتبار جهاتها قبولا و دبورا و جنوبا و شمالا آياتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٥) الدلائل فيؤمنون او المعنى لقوم اولى عقل فان الكفار كالانعام بل هم أضل قرا حمزة و الكسائي و يعقوب آيات منصوبا بكسر التاء و الباقون بالرفع و هو عطف على معمولى عاملين مختلفين كلمة فى مع معنى الابتداء او كلمة انّ و المجرور مقدم الا يضمر فى او ينصب آيات على الاختصاص او ترفع بإضمار هى قال البيضاوي اختلاف الفواصل الثلاث لاختلاف الآيات فى الدقة و الظهور و الظاهر انه لتفنن العبارة و الا فالايمان و الإيقان واحد و هو من ثمرات العقل فان العقل السليم يقتضى الايمان بمبدع السماوات و الأرض و ما بينهما. ٦ تِلْكَ الآيات آياتُ اللّه دلائل قدرته مبتدا و خبر نَتْلُوها عَلَيْكَ حال عاملها معنى الاشارة او خبر ثان بِالْحَقِّ متلبسين به او متلبسة به فَبِأَيِّ حَدِيثٍ الفاء جزائية تقديره فان لم تؤمنوا بايات اللّه فباىّ حديث بَعْدَ اللّه اى بعد كتاب اللّه وَ آياتِهِ الدالة على وجوده يُؤْمِنُونَ (٦) اى كفار مكة اى لا يؤمنون قرا ابن عامر و حمزة «و خلف و ابو محمد» و الكسائي و ابو بكر و يعقوب «اى رويس- ابو محمد» بالتاء الفوقانية على الالتفات من الغيبة الى الخطاب و الباقون بالتحتانية على الغيبة-. ٧ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ كذاب أَثِيمٍ (٧) كثير الإثم أريد به النضر بن الحارث هذه الجملة الى آخرها معترضة. ٨ يَسْمَعُ آياتِ اللّه صفة لاثيم تُتْلى عَلَيْهِ حال من الآيات او من الضمير المرفوع ثُمَّ يُصِرُّ عطف على يسمع و ثم لاستبعاد الإصرار بعد سماع الآيات مُسْتَكْبِراً عن الايمان كَأَنْ مخففة من الثقيلة و حذف ضمير الشأن اى كانّه لَمْ يَسْمَعْها الجملة فى موضع الحال اى يصر مشابها لغير السامع فَبَشِّرْهُ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٨) الفاء للسببية و البشارة خبر يظهر السرور على بشرته و استعمل هاهنا تهكما فى خير يظهر الحزن على بشرته. ٩ وَ إِذا عَلِمَ عطف على يسمع مِنْ آياتِنا شَيْئاً يعنى إذا بلغه شى ء من القران الظرف متعلق بقوله اتَّخَذَها الضمير لشئ لانه بمعنى الاية او لاياتنا بمعنى آياتنا كلها هُزُواً مهزوّا به يعنى بادر الى الاستهزاء أُولئِكَ لَهُمْ اى لكل أفاك عَذابٌ مُهِينٌ (٩) ذو اهانة فى القبور جملة مستانفة. ١٠ مِنْ وَرائِهِمْ جَهَنَّمُ حال من هم فى أولئك لهم و الوراء اسم للجهة التي يوازيها الشخص من خلف او قدام و جهنم قدام باعتبار انهم متوجهون اليه و خلفه من حيث انه بعد اجالهم وَ لا يُغْنِي اى لا يدفع عَنْهُمْ ما كَسَبُوا من الأموال و الأولاد شَيْئاً من عذاب اللّه وَ لا يغنى عنهم مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّه أَوْلِياءَ اى ما عبدوه من الأصنام او الذين اتبعوهم من الرؤساء ما مصدرية او موصولة و جملة لا يغنى الى آخرها حال اخر من ضمير لهم فى أولئك لهم وَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (١٠) حال اخر. ١١ هذا اى القران هُدىً اى ما به الهداية من الضلالة جملة معترضة وَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ و هو أشد العذاب أَلِيمٌ (١١) قرا ابن كثير و يعقوب و حفص بالرفع على انه صفة عذاب و الباقون بالجر على انه صفة رجز و جملة و الّذين كفروا عطف على هذا هدى-. ١٢ اللّه الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ مبتدا و خبر اى جعله أملس السطح يطغو عليه ما يتخلخل كالاخشاب و لا يمنع الغوص فيه لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ بتسخيره وَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ الأرزاق بالتجارة و الغوص و الصيد من فضله حال من المفعول المحذوف لتبتغوا وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (١٢) عطف على لتبتغوا اى لتشكروا هذه النعمة و جملة اللّه الّذى سخّر لكم البحر متصل بما سبق من آيات قدرته تعالى و ما بينهما معترضات. ١٣ وَ سَخَّرَ لَكُمْ عطف على سخر ما فِي السَّماواتِ من شمس و قمر و نجم و ماء و ثلج و غيرهما وَ ما فِي الْأَرْضِ من حيوان و نبت و معدن و عين و نهر جَمِيعاً تأكيد او حال يعنى جعلها مسخرات لامور يعود نفعها إليكم مِنْهُ حال من ما اى سخرها جميعا كائنة منه تعالى او خبر لمحذوف اى هى جميعا منه او خبر لما فى السّموت مع ما عطف عليه سخّر لكم تكرير لتأكيد الاول او خبر لما فى الأرض قال ابن عباس جميعا منه اى كل ذلك رحمة منه و قال الزجاج كل ذلك تفضل منه إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (١٣) فى عجائب صنعه تعالى فيومنون قال البغوي قال ابن عباس و قتادة ان رجلا من بنى غفار شتم عمر رضى اللّه عنه بمكة فهم عمران يبطش به فانزل اللّه. ١٤ قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا حذف المقول لدلالة جواب الأمر عليه و هو قوله يَغْفِرُوا اى قل لهم اغفروا ان تقل لهم اغفروا يغفروا اى يعفوا و يصفحوا لِلَّذِينَ لا يَرْجُونَ اى لا يتوقعون و لا يخافون أَيَّامَ اللّه اى وقائعه باعدائه من قولهم ايام العرب لوقائعهم يعنى لا يتوقعون الأوقات التي وقتها اللّه لنصر المؤمنين و ثوابهم و قال البغوي قال القرظي و السدىّ نزلت فى اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من اهل مكة كانوا فى أذى شديد من المشركين قبل ان يؤمروا بالقتال فشكوا ذلك الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فانزل اللّه هذه الاية ثم نسختها اية القتال لِيَجْزِيَ قرأ ابن عامر و حمزة و الكسائي «و خلف- ابو محمد» بالنون على التكلم و التعظيم و الباقون بالياء التحتانية اى ليجزى اللّه و قرا ابو جعفر بضم الياء التحتانية و فتح الزاء على البناء للمفعول و الفعل حينئذ مسند الى مصدره اى ليجزى الجزاء كذا قال الكسائي و المراد بالجزاء ما يجزى به فان الاسناد الى المصدر سيما عند وجود المفعول به ضعيف و قال ابو عمرو و هو لحن و الجار و المجرور متعلق بقوله يغفروا قَوْماً يعنى يجزى المؤمنين على صبرهم على اذية الكفار او يجزى الكافرين جزاء كاملا لا ينقص منه بالانتقام فى الدنيا او يجزى كليهما بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) من الخير او الشر. ١٥ مَنْ عَمِلَ صالِحاً فَلِنَفْسِهِ اى يعمل لنفسه فان ثوابه لها وَ مَنْ أَساءَ فَعَلَيْها اى يعمل عليها لان و باله يعود عليه ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١٥) يعنى بعد ما استحققتم الثواب او العقاب بالأعمال ترجعون الى ربكم فيجازيكم عليها ان خيرا فخيرا و ان شرا فشرا. ١٦ وَ لَقَدْ آتَيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ الْكِتابَ التورية و الإنجيل و الزبور وَ الْحُكْمَ حيث جعلنا فيهم اهل الحكم من العلماء و الملوك وَ النُّبُوَّةَ خصها بالذكر لكثرة الأنبياء فيهم وَ رَزَقْناهُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ المن و السلوى و غيرهما من الاطعمة اللذيذة الحلال وَ فَضَّلْناهُمْ بمراتب القرب الى اللّه تعالى إرجاع الضمير الى بنى إسرائيل باعتبار كون الأفضلين بعضهم و هم الأنبياء عَلَى الْعالَمِينَ (١٦) اى على عالمى زمانهم قال ابن عباس لم يكن من العالمين أحد فى زمانهم أكرم على اللّه و لا أحب اليه منهم و هذه الاية تدل على ان خواص البشر أفضل من خواص الملائكة. ١٧ وَ آتَيْناهُمْ بَيِّناتٍ مِنَ الْأَمْرِ اى ادلة بينة فى امر الدين بحيث حصل لهم العلم بكل ما يجب به العلم و الاعتقاد و حصل لهم العلم بمبعث محمد صلى اللّه عليه و سلم و علاماته حتى عرفوه كما يعرفون أبناءهم فَمَا اخْتَلَفُوا فى امر الدين او فى امر محمد صلى اللّه عليه و سلم إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْعِلْمُ بحقيقة الحال بَغْياً بَيْنَهُمْ اى عداوة و حسدا و اتباعا للّهوى و الشهوات لابناء على علم مستند الى دليل و هذا يدل على ان افتراق اليهود و النصارى الى احدى و سبعين فرقة او اثنان و سبعين فرقة لم يكن مبنيّا على دليل و كذلك افتراق امة محمد صلى اللّه عليه و سلم الى ثلاث و سبعين ليس مستندا الى دليل بل انما هو باتباع الوهم فى مقابلة النصوص القاطعة كالمعتزلة تشبثوا بأذيال الفلاسفة زعما منهم بان العقل كاف فى كثير من الإدراكات و المجسمة قالوا الموجود لا يكون الا جسما او باتباع الحسد و العناد كالروافض و الخوارج و نحو ذلك إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ بالمؤاخذة و المجازاة يوم الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (١٧) من امر الدين-. ١٨ ثُمَّ جَعَلْناكَ عَلى شَرِيعَةٍ اى طريقة حقة و صراط مستقيم بعت عليها الرسل كلها- على شريعة مفعول ثان لجعلنا مِنَ الْأَمْرِ اى امر الدين فَاتَّبِعْها اى يا محمد الشريعة الحقة الفاء للسببية وَ لا تَتَّبِعْ أَهْواءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (١٨) خطاب للنبى صلى اللّه عليه و سلم و المراد به الخطاب لامته يعنى لا يتبع أمتك أهواء الذين ليس لهم علم من الكتاب سواء كان لهم جهل مركب كالفلاسفة او جهل بسيط مثل رؤساء قريش كانوا يقولون للنبى صلى اللّه عليه و سلم ارجع الى دين ابائك فانهم كانوا أفضل منك او كان لهم علم لكنهم تركوا العمل بالكتاب عمدا او اوّلوه بتأويلات فاسدة فكانّهم لا يعلمون مثل أحبار اليهود و علماء الفرق الضالة بالأهواء من اهل الإسلام. ١٩ إِنَّهُمْ يعنى ان الذين يستتبعونك الى غير الطريق الحق ان اتبعتهم لَنْ يُغْنُوا اى لن يدفعوا عَنْكَ مِنَ عذاب اللّه شَيْئاً منصوب على المفعولية و من اللّه حال مقدم عليه بيان له او على المصدرية اى شيئا من الإغناء و من فى من عذاب اللّه للتبعيض الجملة فى مقام التعليل للنهى عن اتباع اهوائهم وَ إِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إذ المجانسة علة الانضمام فلا تتخذ أنت منهم اولياء وَ اللّه وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ (١٩) فاتخذه وليّا بالتقوى و اتباع الشريعة قيل هذان الجملتان كناية عن قوله و انهم لا يضرونك لانّ الظّالمين بعضهم اولياء بعضهم و اللّه ولىّ المتّقين و كم بين الولايتين فلا يضرنك لقوة ولاية اللّه. ٢٠ هذا اى القران او اتباع الشريعة بَصائِرُ اسباب تبصر لِلنَّاسِ يظهر به وجوه فلاحهم فى الدارين وَ هُدىً من الضلال وَ رَحْمَةٌ من اللّه لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ (٢٠) بانه من اللّه تعالى .. ٢١ أَمْ حَسِبَ عطف على هذا بصائر أم منقطعة و معنى الهمزة فيها انكار الحسبان و التوبيخ و معنى بل الاضراب عن ايقانهم بان القران بصائر و هدى يعنى انهم لا يوقنون ذلك بل حسب الَّذِينَ اجْتَرَحُوا اى اكتسبوا السَّيِّئاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ اى نجعلهم مثلهم و هو ثانى مفعولى نجعل نزلت فى نفر من مشركى مكة قالوا للمؤمنين ان كان ما تقولون اى البعث حقّا لنفضّلن عليكم فى الاخرة كما فضّلنا فى الدنيا سَواءً قرا حمزة و الكسائي و حفص «و خلف ابو محمد» بالنصب على البدل من قوله كالّذين أمنوا بدل اشتمال او على الحال من الضمير فى الكاف او على المفعولية و الكاف حال و مَحْياهُمْ وَ مَماتُهُمْ فاعل لسواء و الضميران للموصول الاول و ان كان الضميران للثانى فسواء حال من الموصول الثاني و جاز ان يكون الضميران للفريقين و سواء بدل من كالّذين أمنوا او حال من الموصول الثاني و ضمير الاول و قرا الباقون سواء بالرفع على انه خبر محياهم و مماتهم مبتدا و الجملة بدل من المفعول الثاني و جاز كون الجملة مفع ولا ثانيا او استئناف يبين المقتضى للانكار او حال و الضميران للفريقين و المعنى انكار ان يستووا بعد الممات فى الكرامة او ترك المؤاخذة كما استووا فى الرزق و الصحة فى الحيوة الدنيا و قيل الضميران للفريقين و الجملة مستأنفة و المعنى المؤمن مؤمن محب للّه تعالى فى الدنيا و الاخرة و الكافر مبغوض للّه تعالى فى الدنيا و الاخرة ساءَ ما يَحْكُمُونَ (٢١) حكمهم هذا بالمساوات قال البغوي قال مسروق قال لى رجل من اهل مكة هذا مقام أخيك تميم الداري لقد و اللّه ذات ليلة أصبح او كرب ان يصبح يقرأ اية من كتاب اللّه يركع بها و يسجد و يبكى أم حسب الّذين اجترحوا السّيّئات ان نجعلهم كالّذين أمنوا و عملوا الصّلحت الاية .. ٢٢ وَ خَلَقَ اللّه السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِالْحَقِّ اى ليدل على وجوده و قدرته و صفات كماله كانه دليل على ما سبق يعنى خلق هذه الأشياء ليس على سبيل اللّهو و العبث بل هو متلبس بالحق المقتضى انتصار المظلوم من الظالم و التفاوت بين المسي ء و المحسن فاذا لم يكن ذلك فى المحيا لا بد ان يكون بعد الممات وَ لِتُجْزى عطف على قوله بالحقّ لانه فى معنى العلة او على علة محذوفة مثل ليستدل الناس بها على الصانع و قدرته و عدله و ليقوموا على طاعته و لتجزى كُلُّ نَفْسٍ محسنة و مسيئة بِما كَسَبَتْ من خير او شر وَ هُمْ لا يُظْلَمُونَ (٢٢) بنقص ثواب او تضعيف عذاب و تسميته ظلما مع ان فعل اللّه تعالى لا يكون ظلما لاجل المشاكلة فانه لو فعله غيره لكان ظلما كالابتلاء و الاختيار .. ٢٣ أَ فَرَأَيْتَ الفاء للعطف على محذوف تقديره أ تهتم ان تهديهم فرأيت مَنِ اتَّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ و من شرطية و جملة اتّخذ مع ما عطف عليه شرط علقت رايت عن العمل فمن يّهديه جزاؤه و هواه مفعول أول لاتّخذ و الهه مفعول ثان يعنى جعل هواه معبوده فانه ترك امتثال او امر اللّه و الانتهاء عن مناهيه و اتبع هواه فكانّه يعبده- قال ابن عباس و الحسن و قتادة ذلك الكافر اتخذ دينه ما يهويه فلا يهوى شيئا الا ركب لانه لا يؤمن باللّه و لا يخافه و لا يحرم ما حرم اللّه. و قال الآخرون معناه اتخذ معبوده هواه فيعبد ما يهويه نفسه اخرج ابن جرير و ابن المنذر و كذا ذكر البغوي قول سعيد بن جبير انه كانت العرب يعبدون الحجارة و الذهب و الفضة فاذا وجدوا احسن من الاول رموه و كسروه و عبدوا الاخر فنزلت هذه الاية قال الشعبي انما سمى الهوى لانّه يهوى صاحبه فى النار وَ أَضَلَّهُ اللّه عَلى عِلْمٍ اى عالما بضلاله و فساد استعداده و قيل على ما سبق فى علمه بانه ضال قبل ان يخلقه روى احمد عن رجل من اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقال له ابو عبد اللّه دخل عليه أصحابه يعودونه و هو يبكى فقالوا له ما يبكيك الم يقل لك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خذ من شاربك ثم أقره حتى تلقانى قال بلى و لكن سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان اللّه عزّ و جلّ قبض بيمينه قبضته و الاخرى باليد الاخرى و قال هذه لهذه و هذه لهذه و لا أبالي- و لا أدرى فى اىّ القبضتين انا وَ خَتَمَ عَلى سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ فلا يسمع الموعظة و لا يتفكر فى الآيات وَ جَعَلَ عَلى بَصَرِهِ غِشاوَةً فلا ينظر بعين الاستبصار و الاعتبار قرا حمزة الكسائي و خلف- ابو محمد غشوة بفتح الغين و سكون الشين و الباقون غشاوة و جاز ان يكون من موصولة و هى مع صلتها أول مفعولى رايت و ثانيهما محذوف تقديره ارايته تهتدى و على هذا قوله فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللّه معطوف على قوله رايت و الاستفهام للانكار و معناه لا تهديه أحد بعد إضلال اللّه إياه و جملة أ فرأيت معترضة أَ فَلا تَذَكَّرُونَ (٢٣) عطف على محذوف تقديره الا تعقلون فلا تذكّرون. اخرج ابن جرير و ابن المنذر عن ابى هريرة قال كان اهل الجاهلية يقولون انما يهلكنا الليل و النهار فانزل اللّه تعالى. ٢٤ وَ قالُوا عطف على مضمون الكلام السابق اى ضل الكافرون باتباع الهوى و قالوا ما هِيَ اى الحيوة شيئا إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا التي نحن فيها نَمُوتُ فى بعض الأوقات وَ نَحْيا فى بعضها بيان لقصر الحيوة على الحيوة الدنيا و قوله نموت و نحيا لا يدل على تعاقب الحيوة بعد الموت فان الواو للجمع المطلق كذا قال الزجاج وَ ما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ عطف على نموت و نحيا اى ما يهلكنا الا مرور الزمان فان بمرور الزمان يهرم المرء و يموت و حاصل ذلك انكار الصانع الواجب وجوده و الدهر فى الأصل مدة بقاء العالم من مبدا وجوده الى انقضائه تم يعبر عنه عن كل مدة مديدة بخلاف الزمان فانه يطلق على المدة قليلة كانت او كثيرة وَ ما لَهُمْ بِذلِكَ مِنْ عِلْمٍ فان العلم انما يحصل بالبداهة او بالبرهان و لا شى ء من ذلك بل البرهان قائم على وجود الصانع القديم الحكيم الجملة حال من فاعل قالوا إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٢٤) اى يحكمون بلا علم و بلا دليل تأكيد لما سبق عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا تسبوا الدهر فان اللّه هو الدهر- رواه مسلم و روى البغوي بلفظ قال اللّه تعالى لا تقل ابن آدم يا خيبة الدهر فانى انا الدهر أرسل الليل و النهار و ان شئت قبضتها- و معنى الحديث ان سب الدهر منكم مبنى على زعمكم ان الدهر فاعل النوائب و الحوادث- و جالب الحوادث و منزّلها فى الواقع هو اللّه تعالى لا غيره فسبّكم يرجع الى اللّه تعالى و قيل معنى قوله عليه السلام فان اللّه هو الدهر ان اللّه داهر دهر اى خالق الدهر و ما فيها فسبّكم الدهر زعما منكم بانه الخالق للاشياء مشرك فاجتنبوه و اللّه اعلم-. ٢٥ وَ إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ اى حال كونها واضحات الدلالة على خلاف معتقدهم و على البعث بعد الموت او مبينات لذلك ما كانَ حُجَّتَهُمْ متشبثم لمعارضها شيئا إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٥) فى دعوى البعث و هذا شرط مستغن عن الجزاء بما مضى سماه حجة على حسبانهم او على اسلوب قوله تحيتهم بينهم ضرب وجيع و انه يلزم من عدم حصول الشي ء حالا امتناعه مطلقا و جملة إذا تتلى عليهم عطف على قالوا ما هى الّا حياتنا الدّنيا. ٢٦ قُلِ اللّه يُحْيِيكُمْ الى اىّ وقت شاء ثُمَّ يُمِيتُكُمْ إذا أراد كما دلت الحجج ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ للجزاء إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ كلمة الى زائدة او بمعنى اللام اى ليوم القيامة لا رَيْبَ فِيهِ لان وعد اللّه حق و من قدر على الإبداء قادر على الاعادة و الحكمة يقتضى المجازاة و الجملة تأكيد لما سبق وَ لكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (٢٦) قدرة اللّه على ذلك لقلة تفكرهم و قصور نظرهم على ما يحسبونه جملة قل اللّه يحييكم الى آخرها مستأنفة .. ٢٧ وَ للّه مُلْكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ تعميم للقدرة بعد تخصيصها و الجملة عطف على خلق اللّه السّموت و الأرض وَ يَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ بدل من الاول و الظرف متعلق بقوله يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ (٢٧) اى يظهر خسرانهم بان يصيروا الى النار. ٢٨ وَ تَرى كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً عطف على يخسر قال البغوي جاثية يعنى باركة على الركب و هى جلسة المخاصم بين يدى الحاكم ينتظر القضاء قال على رضى اللّه عنه انا أول من يجثو للخصومة بين يدى اللّه تعالى و قد ذكرنا فى سورة الحج فى تفسير قوله تعالى هذانِ خَصْمانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ- قال سلمان الفارسي ان فى القيامة ساعة و هى عشر سنين يخر الناس فيها جثاة على ركبهم حتى ابراهيم ينادى نفسى لا أسئلك الا نفسى- و قيل معنى كلّ امّة جاثية اى مجتمعة من الجثوة و هى الجماعة ذكر الجزري فى النهاية حديث ابن عمران الناس يصيرون يوم القيامة جثأ اى جماعة تتبع نبيها و تروى هذه اللفظة جثىّ بتشديد الياء جمع جاث و هو الذي يجلس على ركبتيه و اخرج عبد اللّه بن احمد فى زوائد الزهد و البيهقي عن عبد بن ثانية قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كانى أراكم بالكرم دون جهنم جاثين ثم قرا سفيان و ترى كلّ امّة جاثية قال ابن حجر المراد بالكرم المكان العالي الذي عليه امة محمد صلى اللّه عليه و سلم كُلَّ أُمَّةٍ قرأ يعقوب بالنصب على انه بدل من كلّ امّة او تأكيد و ما بعده صفة او مفعول ثان و الجمهور بالرفع على انه مبتدا خبره تُدْعى إِلى كِتابِهَا اى صحيفة أعمالها اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا عن انس عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال الكتب كلها تحت العرش فاذا كان الموقف بعث اللّه الريح فتطيرها بالايمان و الشمائل أول خط فيها اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا- رواه البيهقي الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨) صفة ثانية او خبر ثان لقوله كلّ امّة بتقدير القول اى يقال لهم اليوم تجزون الى قوله تعملون او مستأنفة. ٢٩ هذا كِتابُنا اى صحائف أعمالكم التي كتبها الكرام الكاتبون بامرنا أضاف الى نفسه لتلك الملابسة و كتابنا صفة لهذا و الخبر يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ اى يشهد عليكم بما عملتم او هما خبران لهذا او ينطق حال و العامل معنى الاشارة بِالْحَقِّ اى بالصدق بلا زيادة و نقصان إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ اى نستكتب الحفظة ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٩) و قيل معنى نستنسخ اى نأخذ نسخة و ذلك ان الملكين يرفعان عمل الإنسان فيثبت اللّه منه ما كان له ثواب او عقاب و يطرح منه اللغو نحو قولهم هلم و اذهب و هذه الجملة فى مقام التعليل لينطق-. ٣٠ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ التي جملتها الجنة و الجملة تفصيل لما أجمل فى قوله اليوم تجزون ما كنتم تعملون ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (٣٠) اى الظفر الظاهر لخلوصه عن الشوائب. ٣١ وَ أَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فيقال لهم أَ فَلَمْ تَكُنْ آياتِي تُتْلى عَلَيْكُمْ الاستفهام لانكار النفي و تقرير المنفي و الفاء للعطف على محذوف تقديره الم يأتكم رسلى فلم تكن آياتي تتلى عليكم فحذف قوله فيقال لهم و قوله الم يأتكم رسلى اكتفاء بالمقصود و استغناء للقرينة فَاسْتَكْبَرْتُمْ عن الايمان بها هذه الجملة مع ما عطف على مضمون ما سبق يعنى قد أتاكم رسلى و تليت عليكم آياتي فاستكبرتم عن الايمان بها وَ كُنْتُمْ قَوْماً مُجْرِمِينَ (٣١) اى قوما عادتكم الكفر و الاجرام و كانت المقابلة يقتضى ان يكون الكلام و امّا الّذين كفروا فيدخلكم ربهم فى غضبه الذي من جملتها جهنم لكن عدل الى هذا تنبيها على موجب الغضب. ٣٢ وَ إِذا قِيلَ عطف على قوله استكبرتم يعنى و إذا قيل لكم إِنَّ وَعْدَ اللّه بالبعث حَقٌّ يحتمل الموعود و المصدر يعنى الموعود او متعلق الوعد و هو البعث حقّ كائن لا محالة وَ السَّاعَةُ قرأ حمزة بالنصب عطفا على اسم ان و الباقون بالرفع عطفا على محله لا رَيْبَ فِيها اى فى إتيانها لاستحالة الخلف فيما اخبر اللّه به قُلْتُمْ ما نَدْرِي مَا السَّاعَةُ اى اىّ شى ء الساعة استغرابا لها إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا أصله نظن ظنّا فادخل حرف النفي و الاستثناء لاثبات الظن و نفى ما عداه كانّه قال ما نحن الا نظن ظنّا او لنفى ظنهم فيما سوى ذلك او يقال تنكير الظن للتحقير و معناه ان نظن الا ظنا ضعيفا فى مرتبة الوهم فان الظن قد يطلق على العلم كما فى قوله تعالى الْخاشِعِينَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ و قد يطلق على الوهم فالمراد بالأول مطلق العلم و بالثاني الوهم و أكّد نفى الظن بقوله وَ ما نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ (٣٢) ٣٣ وَ بَدا لَهُمْ سَيِّئاتُ ما عَمِلُوا فى الدنيا اى ظهر لهم قبحها او جزاء ما عملوا عطف على مضمون ما سبق يعنى امّا الّذين كفروا فيدخلهم ربهم فى غضبه و يبدو لهم سيئات ما عملوا. وَ حاقَ اى نزل بِهِمْ ما كانُوا بِهِ يَسْتَهْزِؤُنَ (٣٣) اى جزاء استهزائهم .. ٣٤ وَ قِيلَ عطف على بدا لهم الْيَوْمَ نَنْساكُمْ اى نترككم فى العذاب ترك المنسى كَما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا اى كما تركتم عدته و لم تبالوه و اضافة اللقاء الى اليوم اضافة المصدر الى ظرفه اى يوم لقاء ربكم او يوم لقاء جزاء أعمالكم وَ مَأْواكُمُ النَّارُ وَ ما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٣٤) يخلصونكم منها هذان الجملتان اما معطوفتان على مقول قبل او حالان من مفعول ننساكم. ٣٥ ذلِكُمْ الترك فى العذاب بِأَنَّكُمُ اى بسبب انكم اتَّخَذْتُمْ آياتِ اللّه هُزُواً اى مهزوا بها يعنى استهزأتم بها و لم تتفكروا فيها وَ غَرَّتْكُمُ الْحَياةُ الدُّنْيا اى حسبتم ان لا حيوة سواها و لا حساب جملة ذلكم الى آخرها مستأنفة فَالْيَوْمَ لا يُخْرَجُونَ مِنْها قرأ حمزة «و خلف- ابو محمد» و الكسائي بفتح الياء و ضم الراء على البناء للفاعل و الباقون بضم الياء و فتح الراء على البناء للمفعول عطف على قوله و امّا الّذين كفروا وَ لا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٣٥) العتبى بالضم الرضاء كذا فى القاموس و الاستعتاب الاسترضاء اى لا يطلب منهم ان يرضوا ربهم بالتوبة لفوات او انه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا بعد الموت من مستعتب اى ليس بعد الموت من استرضاء لانها بالأعمال و قد انقضت زمانها- و فى النهاية العتبى الرجوع عن الذنب و الاساءة قال البغوي اى لا يطلب منهم ان يرجعوا الى طاعه اللّه تعالى و تقديم المسند اليه مع ان الخبر فعل يدل على التخصيص فان الكفار لا يستعتبون بخلاف المؤمنين-. ٣٦ فَللّه الْحَمْدُ اى الوصف بالجميل على وفائه الوعد في المؤمنين و المكذبين رَبِّ السَّماواتِ بدل من اللّه وَ رَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعالَمِينَ (٣٦) كرر لفظ الرب لان ربوبية كل شى نعمة مستقلة من اللّه تعالى دالّة على كمال قدرته- ذكر العاطف بين الأرض و السماوات لتغائرهما و ترك العاطف فى ربّ العالمين للاتحاد معنى فان السّموت و الأرض معظم افراد العالم فكانّه بمعنى العالمين. ٣٧ وَ لَهُ الْكِبْرِياءُ فِي السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ اى اثار عظمته و كبريائه ظاهرة فيهما او يقال الظرف متعلق بمحذوف اى يحكم بهذا الحكم اهل السماوات و اهل الأرض فيهما وَ هُوَ الْعَزِيزُ الغالب الذي لا يغلبه أحد و لا يجوز لاحد ان يستكبر عليه الْحَكِيمُ (٣٧) فيما قدر و قضى عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول اللّه تعالى الكبرياء ردائى و العظمة إزاري فمن نازعنى واحدا منهما أدخلته النار- و فى رواية قذفته فى النار- رواه مسلم- |
﴿ ٠ ﴾