سُورَةُ الْفَتْحِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ آيَةً مدنيّة و هى تسع و عشرون اية و اربع ركوعات بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ربّ يسّر و تمّم بالخير روى احمد و البخاري و الترمذي و النسائي و ابن حبان و ابن مردوية عن عمر بن الخطاب رضى اللّه عنه قال كنا مع رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه و اله و سلم فى بعض أسفاره فسألته عن شى ء ثلث مرات فلم يرد علىّ فقلت ثكلتك أمك يا عمر نزرت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثلث مرات كل ذلك لا يجيبك قال عمر فحركت بعيري حتى تقدمت امام الناس و خشيت ان يكون نزل فى القران فما لبثت ان سمعت صارخا يصرخ بي فجئت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسلمت عليه فقال لقد أنزلت علىّ الليلة سورة هى أحب الىّ مما طلعت عليه الشمس ثم قرأ _________________________________ ١ إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً و اخرج الحاكم و غيره من المسور بن مخرمة و مروان بن الحكم قال نزلت سورة الفتح فى شان الحديبية بين مكة و المدينة من أولها الى آخرها و اختلفوا فى هذا الفتح روى عن ابى جعفر الرازي عن قتادة عن انس انه فتح مكة فهى عدة بالفتح جى ء بلفظ الماضي لانها فى تحققها بمنزل الكائنة ففيه معجزة و الصحيح انه صلح الحديبية رواه احمد و ابن سعد و ابى داود و الحاكم و صححه و ابن المنذر و ابن مردوية و البيهقي فى الدلائل عن مجمع بن حارثية الأنصاري قال شهدنا الحديبية مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما انصرفنا عنها الى كراع الغميم فاذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عند كراع الغميم فاجتمع الناس اليه فقرأ عليهم إِنَّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحاً مُبِيناً فقال رجل من اصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم او فتح هو قال و الذي نفسى بيده انه لفتح مبين و سنذكر قول ابى بكر الصديق ما كان فتح فى الإسلام أعظم من صلح الحديبية و كذا ذكر البغوي عن البراء و وجه تسميته فتحا اما انه مقدمة الفتح و اما ان معنى الفتح فتح المنغلق و ذلك ما يصلح مع المشركين بالحديبية و قيل الفتح بمعنى القضاء اى قضينا لك ان تدخل مكة من قابل قال الشعبي فتح الحديبية فيه غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر و أطعموا نخلة خيبر و بلغ الهدى محله و ظهرت الروم اى من عام قابل على فارس و خرج المؤمنون لظهور اهل الكتب على المجوس. قال الزهري لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية و ذلك ان المشركين اختلطوا بالمسلمين فسمعوا كلامهم فتمكن الإسلام فى قلوبهم و اسلم فى ثلث سنين خلق كثير و كثر بهم سواد الإسلام قال الضحاك فتحا مبينا بغير قتال و كان الصلح من الفتح و قال البيضاوي سماه فتحا لانه كان بعد ظهوره على المشركين حتى سالوا الصلح و تسبب بفتح مكة و فرغ به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لسائر العرب فقرأهم و فتح مواضع و ادخل فى الإسلام خلقا عظيما. |
﴿ ١ ﴾