٢ لِيَغْفِرَ لَكَ اللّه علة غائية للفتح من حيث انه مسبب عن جهاد الكفار و السعى فى فغز ازاحة الشرك و إعلاء الدين و تكميل النفوس الناقصة قهرا ليصير ذلك بالتدريج اختيار او تخليص الضعفة عن أيدي الظلمة و قيل اللام لام كى اى لكى يجتمع لك مع المغفرة تمام النعمة و الفتح و قال حسين بن الفضل اللام متعلق بقوله تعالى فى سورة محمد صلى اللّه عليه و سلم وَ اسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ كما قيل كذلك فى تعلق لِإِيلافِ قُرَيْشٍ بقوله تعالى فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ فى سورة الفيل و هذا بعيد جدا و قيل اللام متعلق بمحذوف تقديره فاشكر ليغفر لك اللّه او فاستغفر ليغفر لك اللّه كذا قال محمد ابن جرير حيث قال هو راجع الى قوله تعالى إِذا جاءَ نَصْرُ اللّه وَ الْفَتْحُ اى قوله و استغفره ليغفر لك اللّه ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ ما تَأَخَّرَ اى جميع ما فرط منك قديما فى الجاهلية قبل الرسالة و حديثا بعد الرسالة اى نزول السورة مما يصح ان يعاتب عليه و هذا لا يستلزم ارتكاب المعصية قال حسنات الأبرار سيات المقربين و قال سفيان الثوري ما تقدم يعنى ما عملت فى الجاهلية و ما تأخر كل شى ء لم يعمله يذكر مثل ذلك على طريق التأكيد كما يقال اعطى لمن راه و من لم يره و ضرب من لقيه و من لم يلقه و قال عطاء الخراسانى ما تقدم من ذنبك يعنى ذنب أبويك آدم و حواء ببركتك و ما تأخر ذنوب أمتك بدعوتك وَ يُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وعد بإتمام النعمة و إكمال الدين و اظهار كلمة الإسلام و هدم منار الجاهلية بحيث يحجوا و يعتمروا مطمئنين لا يخالطهم أحد من المشركين الذي ذكر إنجازها فى سورة المائدة بقوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي و تمام النعمة هذه مسبب للفتح فتح مكة و صلح الحديبية- وَ يَهْدِيَكَ صِراطاً مُسْتَقِيماً فى تبليغ الرسالة و اقامة مراسم الملك و النبوة و الرياسة قيل معنى يهديك يهدى بك و قيل معنى يهديك يثبتك عليه او المعنى ليجتمع لك مع الفتح تمام النعمة بالمغفرة و الهداية الى كمال الدين بحيث لا يجوز نسخه بعد ذلك-. |
﴿ ٢ ﴾