|
٩ فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى بحذف المضافين ان كان مقدار قربه قاب قوسين او ادنى و جملة ثم دنى عطف على علمه قال البغوي روينافى قصة المعراج عن شريك بن عبد اللّه بن انس و دنى الجبار رب العزة فتدلى حتى كان منه صلى اللّه عليه و سلم قاب قوسين او ادنى قال الشيخ محمد حيات السندي فى رسالته هذا حديث غريب و مثله عن ابن عباس رواه ابو سلمة عنه واو هاهنا ليس للشك بل بمعنى بل كما فى قوله تعالى وَ أَرْسَلْناهُ إِلى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ يعنى بل يزيدون قالت الصوفية العلية المراد بقوسين قوس الوجوب و قوس الإمكان فالصوفى فى مرتبة دنوه قاب قوسين يبقى فى نظره مرتبتى الوجوب و الإمكان كلتيهما و فى دنوه أدنى من قوسين يستر عن بصيرته قوس الإمكان مطلقا لا يرى نفسه عينا و لا اثرا و القاب و القيبة و القاد و القيد عبارة عن المقدار و هاهنا كناية عن كمال القرب و أصله ان الحليفين من العرب كانا إذا أراد عقد الصفا و العهد خرجا بقوسيهما و ألصقا بينهما يريدان بذلك انهما متظاهران يحامى كل واحد منهما عن صاحبه و مراتب الدنو و التدلي و ما كنى بقاب قوسين او بما هو ادنى منه درجات قرب للعهد من اللّه تعالى فى تجلياته سبحانه يدركه الصوفي و من لم يذق لم يدر و قد ذكروا هذه الدرجات فى كتب التصوف فى كلماتهم اكثر مما تحصى و قال الضحاك معناه دنى محمد من ربه فتدلى يعنى فاهوى للسجود و هذا يستلزم انتشار الضمائر. |
﴿ ٩ ﴾