|
٢٣ إِنْ هِيَ الضمير للاصنام فان كان المراد بالأصنام اجرام الحجارة فالمعنى ما تلك الحجارة باعتبار الالوهية شيئا مستحقا للالوهية إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما أَنْزَلَ اللّه بِها مِنْ سُلْطانٍ ط جملة سميتموها إلخ و جملة ما انزل اللّه صفتان لاسماء و الضمير للاصنام مبتداء و المستثنى المفرغ خبره و المعنى ما تلك الحجارة الهة الا الهة اسمية باصطلاحكم من غير داع اليه و ما جعل اللّه على الوهيتها و استحقاقها للعبادة حجة و جاز ان يكون الضمير للاصنام باعتبار ما يدعى الكفار انها حقائق ملكيته او غير ذلك حالة فتلك الأصنام و هى بنات اللّه و شفعاء فالمعنى ما هى شيئا فى الواقع الا اسماء بلا مسمى تخيلتم وجودها و سميتموها بأسماء مثل اللات و العزى و بنات اللّه و شفعاء و حالة فى الأصنام ما انزل اللّه على وجودها برهانا و جاز ان يكون الضمير راجعا الى الأسماء المذكورة و المعنى ليست الأسماء المذكورة من اللات و العزى شيا الا اسماء مجعولة لكم من غير استحقاق و منشأ انتزاع فانهم يطلقون اللات باعتبار استحقاقها الالوهية و العكوف عليها و العزى بعزتها و مناة لاستحقاقها التقرب إليها بالقرابين و جاز ان الضمير راجعا الى الصفة التي يصفونها بها من كونها الهة و بنات اللّه و شفعاء يعنى ليست تلك الصفات التي تصفونها بها الا اسماء من غير حقيقة و صدق فى نفس الأمر إِنْ يَتَّبِعُونَ اى الكفار فى تسميتها إِلَّا الظَّنَّ الحاصل بتقليد الآباء من غير دليل صحيح او المعنى الا توهما بإطلاق وَ ما تَهْوَى الْأَنْفُسُ ج يعنى فاتشتهيه أنفسهم الجملة بيان او بدل من قول ما انزل اللّه بها من سلطن فيه التفات من الخطاب الى الغيبة و اشارة الى ترك مخاطبة هولاء السفهاء كما يصرح فيما بعد بقوله فاعرض عمن تولى وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدى اى ما يهتدى به الى الحق القطعي يعنى الرسول و الكتاب فلم يتبعوه و تركوه و الجملة معترضة. |
﴿ ٢٣ ﴾