٨

أَ لَمْ تَرَ الم تنظرنا يا محمد إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوى اى المناجاة ثُمَّ يَعُودُونَ مضارع بمعنى الماضي اى عادوا عطف على نهوا و إيراد صيغة المضارع لاستحضار صورة العود الشنيعة لِما نُهُوا عَنْهُ و لم ينتهوا يَتَناجَوْنَ عطف على يعودون قرا حمزة يتنجون و هو يفتعلون من النجوى و الباقون على وزن يتفاعلون بِالْإِثْمِ وَ الْعُدْوانِ وَ مَعْصِيَةِ الرَّسُولِ اى بما هو اثم عند اللّه و عدوان على المؤمنين و تواص بمعصية الرسول و كان نفس النجوى ايضا معصية للرسول فانه عليه الصلاة و السلام نهاهم عنه اخرج احمد و البزاز بسند جيد عن ابن عمران اليهود كانوا يقولون لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم سام عليكم ثم يقولون فى أنفسهم لو لا يعذبنا اللّه بما نقول فنزلت هذه الاية وَ إِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللّه و هو قولهم السام عليكم و السام الموت و هم يوهمونه انهم يقولون السلام عليكم وَ يَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ يعنى فيما بينهم إذا خرجوا من عند النبي صلى اللّه عليه و سلم او يقولون فى قلوبهم لَوْ لا هلا يُعَذِّبُنَا اللّه بِما نَقُولُ من التحية و انه ليس نبى ان كان نبيا لعذبنا اللّه به قال اللّه عز و جل حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ ج عذابا يَصْلَوْنَها ج حال من ضمير حسبهم فَبِئْسَ الْمَصِيرُ جهنم عن عائشة قالت استاذن رهط من اليهود على النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال السام عليكم فقلت بل عليكم السام و اللعنة فقال يا عائشة ان اللّه رفيق يحب الرفق فى الأمر كله قلت او لم تسمع ما قالوا قال قد قلت و عليكم و فى رواية عليكم و لم يذكر الواو متفق عليه و فى رواية البخاري قالت ان اليهود أتوا النبي صلى اللّه عليه و سلم فقالوا السام عليكم قال و عليكم فقالت عائشة السام عليكم و لعنكم اللّه و غضب عليكم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مهلا يا عائشة عليك بالرفق و إياك و العنف و الفحش قالت او لم تسمع ما قالوا قال او لم تسمعى ما قلت رددت عليهم فيستجاب لى فيهم و لا يستجاب لهم فى و فى رواية لمسلم لا تكونى فاحشة فان اللّه لا يحب الفحش و عن ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذ اسلم عليكم اليهود فانما يقول أحدهم السام عليكم فقل و عليك متفق عليه و عن انس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا سلم عليكم اهل الكتاب فقولوا و عليكم متفق عليه.

﴿ ٨