١١ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ الاية و اخرج ابن ابى حاتم عنه انها أنزلت يوم جمعة و قد جاء ناس من اهل بدر فذكر نحوه و قال البغوي قال الكلبي نزلت فى ثابت بن قيس بن شماس و قد ذكر فى سورة الحجرات قصته و اخرج ابن جرير عن قتادة قال كانوا إذا راوا من جائهم مقبلا بمجلسهم عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فنزلت يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا توسعوا و ليقسحوا بعضكم عن بعض من قولهم افسح عنى اى تنح فِي الْمَجالِسِ قرأ عاصم على صيغة الجمع بالألف و الباقون المجلس بغير الف على التوحيد و المراد بالمجلس حينئذ الجنس او مجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فانهم كانوا يتنافسون على القرب من النبي و يحرصون على استماع كلامه فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللّه لَكُمْ ج مجزوم فى جواب الأمر اى يوسع اللّه لكم فيما تريدون الوسعة من المكان و الرزق و الصدر و يوسع لكم الجنة روى البغوي بسنده عن عبد اللّه ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يخلفه فيه و لكن تفسحوا و توسعوا و روى ايضا من طريق الشافعي عن جابر بن عبد اللّه ان النبي صلى اللّه عليه و سلم قال لا يقيمن أحدكم أخاه يوم الجمعة و لكن ليقل افسحوا و قال ابو العالية و القرظي و الحسن هذا فى مجالس الحرب و مقاعد القتال كان الرجل يأتي القوم فى الصف فيقول توسعوا فيابون عليه لحرصهم على القتال و رغبتهم فى الشهادة وَ إِذا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا قرأ نافع و ابن عمرو و عاصم بخلاف عن ابى بكر بضم الشين فيها و يبتدون بهمزة الوصل و الباقون بكسر الشين و يبتدون بكسر الهمزة و المعنى ارفعوا عن مواضعكم حتى توسعوا لاخوانكم و قال البغوي قال عكرمة و الضحاك كان رجال يتناقلون عن الصلاة إذا نودى بها فانزل اللّه هذه الاية معناه إذا نودى للصلوة فانهضوا لها و قال مجاهد و اكثر المفسرين معناه إذا قيل لكم انهضوا الى الصلاة و الى الجهاد و الى كل خير و حق فقوموا لها و لا تقصروا يَرْفَعِ اللّه مجزوم فى جواب الأمر الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ بالنصر و حسن الذكر و مهابتهم فى أعين الناس و غير ذلك فى الدنيا و ايوائهم فى غرف الجنان فى الاخرة الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ العلماء منهم خاصة دَرَجاتٍ ط تميز من نسبة الرفع الى المفعول تقديره يرفع اللّه درجات الذين أمنوا فى الجنة بما جمعوا من العلم و العمل فان العمل إذا صدر من اهل العلم يوتى من الاجر ما لا يوتى غيره لانه يقتدى به دون الجاهل فله اجره و اجر من يقتدى به من غير ان ينقص من أجورهم شيئا قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من سن فى الإسلام سنة حسنة فله أجرها و اجر من عمل بها من بعده من غير ان ينقص من أجورهم شى الحديث رواه مسلم من حديث جرير قال عليه الصلاة و السلام فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و ان العلماء ورثة الأنبياء و ان الأنبياء لم يورثوا دينار او لا درهما و انما ورثوا العلم فمن اخذه أخذ بحظ وافر رواه احمد و اصحاب السنن عن كثير بن قيس و سماه الترمذي قيس ابن كثير قال قال عليه الصلاة و السلام فضل العالم على العابد كفضل الأعلى على أدناكم رواه الترمذي من حديث ابى امامة الباهلي عن عبد اللّه بن عمر ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من مجلسين فى مسجده فقال كلاهما على خير واحدهما أفضل من صاحبه اما هؤلاء فيدعون اللّه و يرغبون اليه فان شاء أعطاهم و إنشاء منعهم اما هؤلاء فيتعمون الفقه او العلم و يعلمون الجاهل فهم أفضل و انما بعثت معلما ثم جلس فيهم رواه الدارمي قال الحسن قرا ابن مسعود هذه الاية و قال ايها الناس افهموا هذه الاية و لترغبكم فى العلم فان اللّه يقول يرفع اللّه المؤمن العالم فوق الذي لا يعلم درجات و فى هذه الاية اشارة الى ان النفر من اهل بدر مستحقون لما عوملوا من الإكرام و النبي صلى اللّه عليه و سلم مصيب فيما امر و أولئك المؤمنون مثابون فيما ايتمروا وَ اللّه بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فيجازيكم عليه فيه ترغيب لمن عمل و تهديد لمن لم يمتثل الأمر و استكرهه اخرج ابن ابى حاتم عن طريق على بن ابى طلحة عن ابن عباس ان مسلمين أكثروا المسائل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى شقوا عليه فاراد اللّه ان يخفف عن نبيه فانزل اللّه تعالى. |
﴿ ١١ ﴾