١٣

أَ أَشْفَقْتُمْ الاستفهام للتقرير و المعنى خفتم الفقر من أَنْ تُقَدِّمُوا او المعنى خفتم التقديم لما يعدكم الشيطان عليه من الفقر بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ ط ما جمع الصدقات لجمع المخاطبين او لكثرة التناجي قال على فيما روى الترمذي عنه فخفف اللّه عن هذه الاية فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا التصدق لاجل الفقر او البخل وَ تابَ اللّه عَلَيْكُمْ تجاوز عنكم و لم يعاقبكم او المعنى رجع بكم عنها و خفف بنسخ الصدقة و رخص لكم ان لا تفعلوه و فيه اشعار بان اشفاقكم ذنب تجاوز اللّه عنه و إذ هنا بمعناه و قيل تقدير الكلام فاذ لم تفعلوا و تاب اللّه عليكم تجاوز عنكم و نسخ الصدقة قال مقاتل بن حبان كان ذلك عشر ليال و قال الكلبي ما كانت الا ساعة من النهار- فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ المكتوبة وَ آتُوا الزَّكاةَ المفروضة و لا تهاونوا فى أدائها وَ أَطِيعُوا اللّه وَ رَسُولَهُ فى ساير الأوامر و دوموا عليها فان القيام بها كالجابر للتفريط فى ذلك وَ اللّه خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ ع ظاهرا و باطنا فيجازيكم عليه روى احمد و البزاز و ابن جرير و الطبراني و الحاكم من حديث ابن عباس رض انه صلى اللّه عليه و سلم كان فى حجرة من حجراته و فى رواية كان فى ظل حجرة و قد كان الظل يتقلص فقال يدخل عليكم رجل جبار و فى رواية قلبه قلب جبار و ينظر بعيني الشيطان فاذا جاءكم فلا تكلموه فلم يلبثوا ان طلع عليهم رجل ازرق اعور فدعاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال حين راه على ما تشتمتى أنت و أصحابك فقال ذرنى آتك فانطلق فدعاهم فحلفوا له ما قالوا و ما فعلوا فانزل اللّه هذه الاية.

﴿ ١٣