١٤

لا يُقاتِلُونَكُمْ اى الكفار و المنافقون جَمِيعاً اى مجتمعين على عزم و اجتهاد و لا لقاء اللّه تعالى الرعب فى قلوبهم إِلَّا فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ بالاروب و الخناديق يعنى لا يبرزون لقتالكم رهبة منكم أَوْ مِنْ وَراءِ جُدُرٍ ط قرا ابن كثير و ابو عمرو جدارا بكسر الجيم و فتح الدال و الف بعدها على التوحيد و امال ابو عمر و فتح الدال و الباقون بضم الجيم و الدال على الجمع بَأْسُهُمْ يعنى صبرهم و شجاعتهم بَيْنَهُمْ يعنى فى مقابلة الكفار بعضهم بعضا شَدِيدٌ يعنى ليس ذلك الرهبة منكم لضعفهم و جنبهم فانهم أشد بأسا ان حارب بعضهم بعضا بل لقذف اللّه الرعب فى قلوبهم معجزة لرسوله و إظهارا لدينه فان الشجاع يجبن و العزيز يذل إذا حارب اللّه و رسوله تَحْسَبُهُمْ يا محمد جَمِيعاً مجتمعين متفقين على حربكم وَ قُلُوبُهُمْ شَتَّى اى متشتة بسبب إلقاء الرعب فان فى حالة شدة الخوف لا يتقرر قلبه على نهج مستقيم بل قد يريد الحرب نظرا الى مصالح دنيوية و قد يريد الفرار لاستيلاء الرعب و الخوف ذلِكَ التشتت بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ ج الحق من الباطل و لا يتدبرون و لا يفهمون ان هذا الرعب انما استولى عليهم لكفرهم و محاربتهم بالنبي المحق صلى اللّه عليه و سلم.

﴿ ١٤