سُورَةُ ”الْمُنَافِقُونَ“ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ إِحْدَى عَشَرَةَ آيَةً مدنية و هى احدى عشرة اية و فيها ركوعان بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اخرج البخاري و غيره عن زيد بن أرقم قال سمعت عبد اللّه بن ابى يقول لاصحابه لا تنفقوا على من عند رسول اللّه حتى ينفضوا و لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فذكرت ذلك لعمى فذكر ذلك عمى لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدعانى النبي صلى اللّه عليه و سلم فحدثته فارسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الى عبد اللّه بن ابى و أصحابه فحلفوا ما قالوا فكذبنى و صدقه فاصابنى شى ء لم يصبنى قط مثله فقال عمى ما أردت الا ان كذبك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و مقتك فانزل اللّه عز و جل إذا جاءك المنافقون فبعث الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقرأها ثم قال ان اللّه صدقك و ذكر محمد بن اسحق و غيره من اهل السير أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بلغه ان بنى المصطلق يجتمعون لحربه و قايدهم الحارث بن ضرار ابو جويرية زوج النبي صلى اللّه عليه و سلم فلما سمع بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم استخلف على المدينة زيد بن الحارثة فيما قال محمد بن عمرو و ابن سعد و قال ابن هشام أبا ذر الغفاري و خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قاد المسلمون ثلثين فرسا منه عشرة للمهاجرين منهما فرسان لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و خرج مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بشر كثير من المنافقين ليصيبوا من عرض الدنيا فلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بنى المصطلق على ماء من مياههم يقال له المريسيع من ناحية قد يد الى الساحل و تهيا الحارث للحرب فصف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمر بن الخطاب فهادى فى الناس قولوا لا اله الا اللّه تمتعوا بها أنفسكم و أموالكم ففعل ذلك عمر قالوا فتراموا بالنبل و تزاحف الناس فاقتتلوا فهزم اللّه سبحانه بنى المصطلق و قتل من قتل منهم و نقل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أبنائهم و نسائهم و أموالهم فافاءها اللّه عليه فبينما الناس على ذلك الماء إذ وردت واردة الناس و مع عمر بن الخطاب أجير له من بنى غفار يقال له جهجاه بن سعيد الغفاري يقود له فرسه فازدحم جبجاه؟؟؟ و سنان بن وبرة الجهني حليف ابن عوف بن الخزرج على الماء فاقتتلا و ضرب جهجاه سنانا فسال الدم فصرخ الجهني يا معشر الأنصار و صرخ الغفاري يا معشر المهاجرين و أعان جهجاه رجل من المهاجرين يقال له جعال فاقبل جمع من الحنين و شهر السلاح حتى كادت ان يكون فتنة عظيمة فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال ما بال دعوى الجاهلية فاخبرها بالحال فقال دعوها فانها فتنة اى مذمومة فى الشرع و لينصر الرجل أخاه ظالما كان او مظلوما ان كان ظالما فلينهه فانه ناصر و ان كان مظلوما فلينصره ثم ان جماعة من المهاجرين كلموا عبادة بن الصامت و جماعة من الأنصار فكلموا سنانا فترك حقه و كان عبد اللّه بن ابى بن سلول جالسا و عنده عشرة من المنافقين مالك و سويد و قاعس و و أوس بن قبطى و زيد بن الصلت و عبد اللّه بن نبيل و معتب بن قشير و فى القوم زيد بن أرقم رض غلام حديث السن فقال ابن ابى افعلوها فقد نافرونا و تكاثرونا فى بلادنا و اللّه ما مثلنا و مثلهم الا كما قال القائل سمن كلبك يا كلك أنا و اللّه لئن رجعنا الى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل يعنى بالأعز نفسه و بالأذل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم اقبل على من حضره من قومه فقال هذا ما فعلتم بانفسكم اجللتموهم بلادكم و قاسمتوهم أموالكم و اللّه لو امسكتم من جعال و دونه فضل الطعام لم يركبوا رقابكم و ليتحولوا الى غير بلادكم فلا تنفقوا عليهم حتى ينقضوا من حول محمد فقال زيد بن أرقم رض أنت و اللّه الذليل القليل المبغض فى قومك و محمد صلى اللّه عليه و سلم فى عز من الرحمن و مودة من المسلمين فقال عبد اللّه بن ابى اسكت فانما كنت العب فمشى زيد بن أرقم الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاخبره الخبر و كره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خبره و تغير وجهه فقال يا غلام لعلك كذبت عليه فقال لا و اللّه يا رسول اللّه لقد سمعت فقال لعله اخطأ سمعك فقال لا و اللّه يا رسول اللّه قال لعله شبه عليك قال لا و اللّه يا رسول اللّه و شاع فى العسكر قول ابن ابى و ليس فى الناس حديث الا ما قال ابن ابى و جعل الرهط من الأنصار يلومون الغلام و يقولون عمدت الى سيد قومك تقول عليه ما لم يقل و قد ظلمت و قطعت الرحم فقال زيد رض و اللّه لقد سمعت ما قال و اللّه ما كان فى الخزرج رجل أحب الى ابى من عبد اللّه بن ابى و لو سمعت هذه المقالة من ابى لنقلتها الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و انى لا رجو ان ينزل اللّه على نبيه ما يصدق حديثى فقال عمر بن الخطاب رض دعنى اضرب عنقه يا رسول اللّه و فى رواية قال عمر مر عباد بن بشيرا و قال محمد بن مسلمة فلياتك راسه قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكيف يا عمر إذا يحدث الناس ان محمدا يقتل أصحابه و لكن اذن بالرحيل و ذلك فى ساعة لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يرتحل فيها فانه كان فى حر شديد و لم يكن يرتحل حتى يبرد و لم يشعر العسكر الا و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد طلع على ناقته القصوى فارتحل الناس و أرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الى عبد اللّه بن ابى فاتاه فقال أنت صاحب هذا الكلام الذي بلغني فقال عبد اللّه و اللّه الذي انزل عليك الكتاب ما قلت شيئا من ذلك و ان زيد الكاذب و كان عبد اللّه فى قومه شريفا عظيما فقال من حضر من الأنصار من أصحابه يا رسول اللّه عسى ان يكون الغلام او هم فى حديثه و لم يحفظ ما قاله فعذره النبي صلى اللّه عليه و سلم و فشت الملامة من الأنصار لزيد رض و كذبوه فقال له عمه و كان زيد معه ما أردت الا ان كذبك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الناس و مقتوك و كان زيد بسائر النبي صلى اللّه عليه و سلم فاستحى بعد ذلك ان يدنوا من النبي صلى اللّه عليه و سلم فلما استقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و سار فكان أول من لقيه سعد بن عبادة و يقال أسيد بن حضير و به جزم بن اسحق فقال السلام عليك ايها النبي و رحمة اللّه و بركاته فقال عليه السلام و عليك و رحمة اللّه و بركاته قال يا رسول اللّه قد رحلت فى ساعة منكرة لم تكن نزحل فيها فقال او لم يبلغك ما قال صاحبك قال اى صاحب يا رسول اللّه قال ابن ابى زعم انه ان رجع الى المدينة اخرج الأعز منها الأذل فقال فانت يا رسول اللّه تخرجه ان شئت فهو الأذل و أنت أعز و العزة للّه و لك و للمؤمنين ثم قال يا رسول اللّه ارفق به فو اللّه لقد جاء اللّه بك و ان قومه ينظمون له الخرز فما بقيت عليهم إلا خرزة واحدة عند يوشع اليهودي فدارب بهم فيها لمعرفته بحاجتهم إليها ليتوجوه فجاء اللّه بك على هذا الحديث فلا يرى الا ان قد سلبته ملكه و بلغ عبد اللّه ابن ابى مقالة عمر بن الخطاب فجاء الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال يا رسول اللّه ان كنت تريد ان تقتل فيما بلغك عنه فمرنى به فو اللّه لاحملن إليك راسه قبل ان تقوم من مجلسك هذا و اللّه لقد علمت الخزرج ما كان رجل فيها ابر بوالديه منى و انى لا خشى يا رسول اللّه ان تامر به غيرى فيقتله فلا تدعنى نفسى انظر الى قاتل ابى يمشى فى الناس فاقتله فاقتل مومنا بكافر فادخل النار و عفوك أفضل منك و أعظم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يا عبد اللّه ما أردت قتله و ما أمرت به و نحسن صحبة ما كان بين أظهرنا فقال عبد اللّه يا رسول اللّه ان ابى كانت اهل هذه البحيرة قد اتقوا عليه ليتوجوه عليهم فجاء اللّه بك فوضعه و رفعنا بك و معه قوم يطوفون به يذكرون أمورا قد غلب اللّه تعالى عليهم ثم سار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالناس يومهم ذلك حتى امسى و ليلتهم حتى أصبح و صدر يومهم حتى اذتهم الشمس ثم نزل بالناس فلم يلبثوا ان وجدوا مس الأرض فوقعوا نياما و انما فعل ذلك ليشغل الناس عما كان من قول ابن ابى ثم راح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى نزل على ماء بالحجاز فوق البقيع يقال له البقعاء روى مسلم عن جابر بن عبد اللّه قال قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما كانت قربت المدينة فهاجت الريح تكاد تدفن الراكب فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بعثت هذه الريح لموت منافق فلما قدمنا المدينة إذا هو قد مات عظيم من عظماء المنافقين قال محمد بن عمر و لما اخذتهم الريح قالوا لم تهج هذه الريح الا لامر قد حدث بالمدينة و انما بالمدينة الذراري و الصبيان و كان بين النبي صلى اللّه عليه و سلم و بن عيينة بن حصين مده و كان ذلك عند انقضائها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليس عليكم منها بأس ما بالمدينة درب إلا ملك يحرسها و ما كان يدخلها عدد حتى تأتوها و لكن قد مات الذي بالمدينة منافق عظيم النفاق و لذلك عصفت الريح و كان المنافقين بموته غيظ شديد و هو زيد بن رفاعة بن التابوت مات ذلك اليوم كان كهفا للمنافقين قال محمد بن عمر عن جابر كانت الريح أشد ما كانت قط الى ان زالت الشمس ثم سكنت اخر النهار و ذكر اهل المدينة انهم وجدوا مثل ذلك الريح حتى دفن عدو اللّه ثم سكنت قال عبادة بن الصامت يومئذ لابن ابى مات مات خليلك الذي من موته فتح للاسلام و اهله زيد بن رفاعة بن التابوت قال يا ويلاء كان و اللّه كان قال من أخبرك يا أبا وليد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أخبرنا انه مات هذه الساعة فسقط فى يديه و انصرف كيبا حزينا قال محمد بن عمر من حديث ابن عمر انه فقدت ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم القصوى من بين الإبل فجعل المسلمون يطلبونها من كل وجه فقال زيد بن الصلت و كان منافقا و هو فى جماعة و الأنصار منهم عبادة ابن بشر بن وقس و أسيد بن حضير فقال اين يذهب هؤلاء فى كل وجه قالوا يطلبون ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد ضلت قال أ فلا يخبره اللّه تعالى بمكانها فانكر عليه القوم فقالوا قاتلك اللّه يا عدو اللّه نافقت ثم اقبل عليه أسيد بن حضير فقال فو اللّه لو لا انى لا أدرى ما يوافق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ذلك لانفذت حصك بالرمح يا عدو اللّه فلم خرجت معنا و هذا فى نفسك قال خرجت لا طلب عرض الدنيا و لعمرى ان محمدا ليخبرنا بأعظم من شان الناقة يخبر عن امر السماء و تعودوا به جميعا فقالوا و اللّه لا يكون منك سبيل ابدا و لا يظلنا و إياك أظل ابدا و لو علمنا ما فى نفسك ما صبحنا فوثب هاربا منهم ان يقعوا به و نبذوا متاعه فعمد الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجلس معه فرارا من أصحابه متعوذا به و قد جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جبرئيل بالوحى فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و المنافق يسمع ان رجلا من المنافقين قال أ لا ضلت ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال لا يخبر اللّه بمكانها فلعمرى ان محمدا يخبرنا بأعظم من شان الناقة و لا يعلم الغيب الا اللّه و ان اللّه سبحانه قد أخبرني بمكانها و انها فى الشعب مقابلكم قد تعلق زمامها بشجرة فاعمدوا نحوها فاتوا بها من حيث قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما نظر إليها سقط فى يده فقام سريعا الى رفقائه الذين كانوا معه فاذا رجله منبوذ و إذا هم جلوس لم يقم رجل منهم من مجلسه فقالوا له حين دنى لا تدن منا أكلمكم فدنى فقال أنشدكم اللّه هل اتى منكم أحد محمدا فاخبره بالذي قلت قالوا لا و اللّه و لا قمنا من مجلسنا قال انى قد وجدت عند القوم ما تكلمت به و تكلم به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاخبرهم عما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و انى كنت فى شك فى شان محمد فاشهد ان محمدا رسول اللّه فكانى لم اسلم الا اليوم قالوا له فاذهب الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستغفر لك فذهب الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و استغفر له و اعترف بذنبه و لما انتهى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الى وادي العقيق تقدم عبد اللّه بن عبد اللّه بن ابى فجعل يتصفح الركاب حتى مر أبوه فاناخ به ثم وطى يد راحلته فقال أبوه ما تريد يا لكع قال و اللّه لا تدخل حتى يأذن لك رسول اللّه و تعلم أيهما الأعز من الأذل أنت او رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فمن مر به من المسلمين يسرع عبد اللّه و يمر غير ذلك فيقول تصنع هذا بأبيك حتى مر به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسال عنه فقيل عبد اللّه بن أبى يابى لابيه حتى تأذن له فمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عبد اللّه واطئ على يد راحلة أبيه و ابن ابى يقول لانا أذل من الصبيان لانا أذل من النساء فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خل عن أبيك فخلى عنه روى محمد بن عمر عن رافع بن خديج قال سمعت عبادة بن الصامت يقول يومئذ لابن ابى قبل ان ينزل فيه القران ايت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستغفر لك قال فرايت يلوى راسه معرضا يقول عبادة و اللّه لينزلن اللّه تعالى فى لى راسك قرانا يصلى به قال فبينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يسير من يومه و زيد بن أرقم يعارض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم راحلته يريد وجهه فى السير إذا نزل عليه الوحى قال زيد ابن أرقم فما هو الا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يأخذ البرحات و يعرق جبينه و يثقل يد راحلته عرفت ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوحى اليه و رجوت ان ينزل اللّه لصدقى قال زيد فسرى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاخذ بأذني و انا على راحلتى حتى ارتفعت عن مقعدى و يرفعهما الى السماء و هو يقول وفت اذنك يا غلام و صدق اللّه حديثك و نزلت سورة المنافقين فى ابن ابى من أولها الى آخرها وحده و جعل بعد ذلك ابن ابى إذا حدث حدثا كان قومه هم الذين يعاتبونه و يأخذونه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعمر بن الخطاب حين بلغه شانهم كيف ترى يا عمر قال انى و اللّه لقد علمت لامر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بركة أعظم من بركته فهذه الرواية تدل على ان سورة المنافقين نزلت فى السفر قبل حلول المدينة و قال البغوي فلما وافى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بالمدينة قال زيد بن أرقم جلست فى البيت لما بي من الهم و الحياء فانزل اللّه تعالى سورة المنافقين فى تصديق زيد و تكذيب عبد اللّه بن ابى فلما نزلت أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بإذن زيد و قال يا زيد ان اللّه صدقك و اوفى بإذنك قالوا فلما نزلت الاية و بان كذب عبد اللّه بن ابى قيل له يا أبا خباب انه قد نزل فيك آي شداد فاذهب الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يستغفر لك فلوى راسه قال أمرتموني ان أومن فامنت فامرتمونى ان اعطى زكوة مالى فقد أعطيت فما بقي الا ان اسجد لمحمد فانزل اللّه وَ إِذا قِيلَ لَهُمْ تَعالَوْا يستغفر لكم رسول اللّه لووا رؤسهم الاية و لما دخل ابن ابى المدينة لم يلبث الا أياما قلائل حتى اشتكى و مات (فائده) كانت تلك الوقعة فى شعبان سنة ست كذا قال ابن اسحق و به جزم خليفة بن خياط و الطبري و قال قتادة و عروة كانت فى شعبان سنة خمس و فى ذلك الوقعة تزوج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جويرية بنت الحارث بن ابى ضرار روى محمد بن اسحق و احمد و ابو داود و محمد بن عمر عن عائشة قالت كانت جويرية امرأة حلوة ملاحة لا يكاد يراها أحدا لا أخذت بنفسه فبينا النبي صلى اللّه عليه و سلم عندى على الماء إذ دخلت جويرية تساله فى كتابتها فو اللّه ما هو ان زيتها فكرهت دخولها على النبي صلى اللّه عليه و سلم و عرفت انه سيرى منها مثل الذي رايت فقالت يا رسول اللّه انى امرأة مسلمة اشهد ان لا اله الا اللّه و انك رسول اللّه و انا جويرية بنت الحارث بن ابى ضرار سيد قومه أصابنا من الأمر ما قد علمت و وقعت فى سهم ثابت بن قيس ابن شماس و ابن عمه فتخلصنى من ابن عمه يتخلدت بالمدينة فكاتبنى على ما لا طاقة لى و لا بد ان و ما اكرينى الا انى رجوتك صلى اللّه عليه و سلم فاعنى فى مكاتبتى فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم او خير من ذلك فقالت ما هو يا رسول اللّه قال أؤدي عنك كتابتك و أتزوجك فقالت نعم يا رسول اللّه قد فعلت فارسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الى ثابت بن قيس فطلبها منه فقال ثابت هى لك بابى و أمي فادى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما كان من كتابتها و أعتقها و تزوجها و خرج الى الناس و رجال بنى المصطلق قد اقتسموا و ملكوا وطى نسائهم فقال المسلمون اصهار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاعتقوا ما بايديهم من ذلك الشي ء قالت عائشة فاغتق ماية اهل بيت بتزويج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إياها فلا امرأة أعظم بركة على قومها منها روى محمد بن عمر عن حرام بن هشام بن عروة عن أبيه قال قالت جويرية رايت قبل قدوم النبي صلى اللّه عليه و سلم بثلاث ليال كان القمر يسير من يثرب حتى وقع فى حجرى فكرهت ان أخبرها أحدا من الناس حتى قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فلما سبينا رجوت الرؤيا فلما أعتقني و تزوجنى فو اللّه ما كلمت فى قومى حتى كان المسلمون هم الذين أرسلوهم و ما شعرت الا بجارية من بنات عمى تخبرني الخبر فحمدت اللّه ثم روى الحافظ بن عايد انه اقبل الحارث بن ابى ضرار ابو جويرية فى فدائها فلما كان بالعقيق نظر الى ابله التي يفدى بها ابنته فرغب فى بعيرين منها كانا من أفضلها تغيبهما فى شعب من شعاب العقيق ثم اقبل الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال يا محمد أصبتم ابنتي و هذا فدائها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاين البعيرين الذين غيبت بالعقيق يشعب كذا و كذا فقال الحارث اشهد انك رسول اللّه و لقد كان منى فى البعيرين و ما اطلع على ذلك الا اللّه تعالى فاسلم و روى محمد بن عمر فكان ابو سعيد يقول فقدم علينا وافدهم فافتدوا الذرية و النساء و رجعوا الى بلادهم (فائده) فيما سبق من القصة ان النبي صلى اللّه عليه و سلم دعاهم الى الإسلام قبل القتال و روى الشيخان عن ابن عون كتبت الى نافع اساله عن الدعاء قبل القتال فكتب الى انما كان ذلك فى أول الإسلام قد أغار رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على بنى المصطلق و هم غارون و أنعامهم تسقى على الماء فقتل مقاتلهم و سبى ذراريهم الحديث و فيه حدثنى هذا الحديث عبد اللّه بن عمرو كان فى ذلك الجيش بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ _________________________________ ١ إِذا جاءَكَ الْمُنافِقُونَ عبد اللّه بن ابى و أصحابه قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللّه الشهادة اخبار عن علم من الشهود و هو الحضور و الاطلاع و لذلك صدق اللّه سبحانه المشهود به و كذبهم فى الشهادة لعدم صدور ذلك الاخبار عن علم يقينى فقال وَ اللّه يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ اللّه وَ اللّه يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ فى اخبارهم ان هذا القول صادر عن علمهم و إذعانهم حتى يصدق على هذا القول لفظ الشهادة هذا على تقدير كون كلمة تشهد اخبار او اما لو قيل انه إنشاء للشهادة فهو لا يحتمل الصدق و الكذب و المشهود به اعنى قولهم انك لرسول اللّه كلام صادق البتة لا ريب فيه فمعنى قوله و اللّه يشهد ان المنفقين لكاذبون انهم كاذبون فى زعمهم و اللّه اعلم و زعم النظام من المعتزلة ان الصدق ما طابقته الاعتقاد و الكذب ما لم يطابقه مستدلا بهذه الاية و ليس كما قال. |
﴿ ١ ﴾