٢

فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ الضمير راجع الى الرجعيات من المطلقات و ذكر حكم خاص ببعض ما تناوله الصدر لا يبطل عموم الصدر كما فى قوله تعالى و المطلقات يتربّصن بانفسهن ثلثة قروء الى قوله بعولتهن أحق بردهن و المعنى قرين من انقضاء عدتهن فَأَمْسِكُوهُنَّ اى راجعوهن بِمَعْرُوفٍ أَوْ فارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ فتبين منكم من غير ضرار بان يراجعها ثم يطلقها تطويلا للعدة وَ أَشْهِدُوا على الرجعة او الفرقة ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ تبريا عن الريبة و قطعا للتنازع و الأمر بالإشهاد امر استحباب و لا يشترط الشهود للرجعة عند ابى حنيفة و مالك و احمد فى رواية و عند الشافعي فى أصح قوليه و فى قول للشافعى و رواية احمد يشترط الشهود للرجعة و الأمر امر إيجاب

قلنا ايضا الاشهاد على الطلاق ليس بواجب اجماعا فالامر للاستحباب كما فى قوله تعالى و اشهدوا إذا تبايعتم و لا يمكن ان يكون الأمر للوجوب فى حق الرجعة و للاستحباب فى حق الفرقة و الا يلزم الجمع بين الحقيقة و المجاز وَ أَقِيمُوا الشَّهادَةَ ايها الشهود إذا دعيتم إليها للّه اى خالصا لوجهه لا لغرض دنيوى ذلِكُمْ الذي ذكر يُوعَظُ بِهِ مَنْ كانَ يُؤْمِنُ بِاللّه وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ط فانه هو المنتفع به و المقصود تذكيره اخرج ابن مردوية من طريق الكلبي عن ابى صالح عن ابن عباس قال جاء عوف ابن مالك الأشجعي فقال يا رسول اللّه ان ابني اسره العدو جزعت امه فما تأمرني قال أمرك و إياها ان تستكثر من قول لا حول و لا قوة الا باللّه فقالت المرأة نعم ما أمرك فجعلا يكثران فغفل عنه العدو فاستاق غنمهم فجاء بها الى أبيه

قال البغوي و هى اربعة آلاف شاه فنزلت و من يتق اللّه الاية

قال البغوي اتى عوف بن مالك النبي صلى اللّه عليه و سلم فقال يا رسول اللّه اسرا العدو ابني و شكى اليه ايضا الفاقة فقال النبي صلى اللّه عليه و سلم اتق اللّه و اصبر و اكثر من قول لا حول و لا قوة الا باللّه ففعل الرجل ذلك فبينما هو فى بيته إذ أتاه ابنه و قد غفل عنه العدو فاصاب ابلا فجاء بها الى أبيه

و اخرج ابن جرير مثله عن سالم بن ابى الجعد و السدى و أخرجه الحاكم من حديث ابن مسعود

و اخرج ايضا عن جابر قال نزلت فى رجل من أشجع كان فقيرا خفيف ذات اليد كثير العيال فذكر مثله

و اخرج الخطيب فى تاريخه من طريق جرير عن الضحاك عن ابن عباس و أخرجه الثعلبي من وجه اخر ضعيف و ابن ابى حاتم من وجه اخر مرسل فقد صح الحديث بكثرة الشواهد فلا بأس بما قال الذهبي فى حديث جابر انه حديث منكر و معنى الاية وَ مَنْ يَتَّقِ اللّه فى المصيبة و البلاء فيصبر و يترك الجزع و ارتكاب المحرم يَجْعَلْ اللّه لَهُ مَخْرَجاً من ذلك البلاء و المصيبة.

﴿ ٢