٣

وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ كما فى حديث عمر متعلق باذكر إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ يعنى حفصة حَدِيثاً ج هو تحريم العسل كما ورد فى الصحيحين فى حديث عبيد بن عمير عن عائشة رض فى اخر الحديث المذكور أولا و إذا سرّ النّبىّ الى بعض أزواجه حديثا لقوله بل شربت عسلا او تحريم أمته مارية و هو الأرجح عند اهل التفسير و اللّه اعلم بالحكمة فى الاسرار يظهر الحكمة فى الاسرار فيما رواه ابن سعد من طريق شعبة مولى ابن عباس عنه قال خرجت حفصة من بيتها يوم عائشة فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بجارية القبطية بيت حفصة فجاءت فرقبته حتى خرجت الجارية فقالت له اما انى قد رأيت ما صنعت قال فاكتمى علىّ و هى حرام فانطلقت حفصة الى عائشة فقالت اما يومى؟؟؟

فتعرس فيه بالقبطية و تسلم لنسائك ساير ايامهن فنزلت الاية فانه يعلم من هذا الحديث ان الاسرار كان لئلا تغضب عائشة بتعريسه صلى اللّه عليه و سلم بالقبطية فى يومها و قال سعد بن جبير عن ابن عباس اسرار الخلافة بعده فحدثت به حفصة قال الكلبي اسر إليها ان أباك و أبا عائشة يكونان خليفتين على أمتي من بعدي اخرج الواحدي عن ابن عباس قال و اللّه ان امارة ابى بكر و عمر لفى كتاب اللّه تعالى قال اللّه تعالى وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلى بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِيثاً قال لحفصة أبوك و ابو عائشة اولياء الناس بعدي ماياك ان تخبري به أحدا و له طرق و كذا روى عن على و ميمون بن مهران و حبيب بن ثابت و عن الضحاك و مجاهد و قال ميمون بن مهران أسر أن أبا بكر خليفتى من بعدي فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ الضمير راجع الى بعض أزواجه يعنى أخبرت بذلك اسر حفصة عائشة وَ أَظْهَرَهُ اللّه عَلَيْهِ اى اطلع اللّه نبيّه على افشائها سره فيه دليل على ان عائشة لما غضبت بتعريسه صلى اللّه عليه و سلم بالقبطية لم يقل ان حفصة أطلقتني على هذا الأمر حتى اطلعه اللّه ان حفصة افشأت سره عَرَّفَ بَعْضَهُ قرأ الكسائي بتخفيف الراء جازاه على الفعل الذي فعلت من افشاء السر من قول القائل لمن أساء اليه لاعرفن لك ما فعلت اى لأجازينك عليه و جاز إهابه عليه بان طلقها فلما بلغ ذلك عمر قال لو كان فى ال الخطاب خير لما طلقك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فجاء جبرئيل و ابره لمراجعتها و اعتزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نساءه شهرا و قعد فى مشربة أم ابراهيم مارية رض حتى نزلت اية التخيير كذا

قال البغوي و قال مقاتل بن حيان لم يطلق رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حفصة و انما هم بطلاقها فاتاه جبرئيل فقال لا تطلقها فانها صوامة قوامة و انها من نسائك فى الجنة فلم يطلقها

و قرا الجمهور عرف بالتشديد اى أخبر حفصة ببعض ما قالت بعائشة من سره صلى اللّه عليه و سلم وَ أَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ ج يعنى لم يخبرها به قال الحسن ما استقصى كريم قط قال اللّه تعالى عرف بعضه و اعرض عن بعض و ذلك ان النبي صلى اللّه عليه و سلم لما راى الكراهة فى وجه حفصة لاجل تعريسه صلى اللّه عليه و سلم بالقبطية فى بيتها على فراشها أراد ان يرضيها فاسر إليها الشيئين تحريم الامة على نفسه و بشرها بان الخلافة بعده فى ابى بكر و أبيها عمر فاخبرت به حفصة عائشة و اطلع اللّه عليه نبيه صلى اللّه عليه و سلم عرف حفصة ببعض ما أضمرت به عائشة و هى تحريم الامة و اعرض عن بعض يعنى ذكر الخلافة كره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان ينتشر ذلك فى الناس

و اخرج ابن مردوية من طريق الضحاك عن ابن عباس قال لما دخلت حفصة على النبي صلى اللّه عليه و سلم بيتها فوجدت معه مارية فقال لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة ان أباك يلى هذا الأمر بعد ابى بكر إذا اقامت فذهبت الى عائشة فاخبرتها فقالت له عائشة ذلك و التمست منه ان يحرم مارية محرمها ثم جاء الى حفصة فقال امرتك ان لا تخبري عائشة فاخبرتها فعاتبها و لم يعاتبها على امر الخلافة فلذا قال اللّه تعالى عرف بعضه و اعرض عن بعض

و اخرج الطبراني فى الأوسط و فى عشرة النساء عن ابى هريرة نحوه بتمامها و فى كل منهما ضعف فَلَمَّا نَبَّأَها يعنى اخبر النبي صلى اللّه عليه و سلم حفصة بِهِ اى بما أظهره اللّه عليه من افشائها سره هذه الاية يناسب قراءة الجمهور عرف بالتشديد فانه بمعنى الانباء لكنها لا ينفى قراءة الكسائي بالتخفيف لتحقق الاخبار و المحاذات جمعا و لا منافات بينهما قالَتْ حفصة مَنْ أَنْبَأَكَ هذا ط اى افشاي سرك قالَ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ

﴿ ٣