١٧

إِنَّا بَلَوْناهُمْ يعنى اهل مكة بالقحط و الجوع لما دعى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عليهم و قال اللّهم اجعل عليهم سنين كسنى يوسف حتى أكلوا العظام و الجيف جملة مستانفة فى جواب سوال مقدر اى ما فعل لهم حين كذبوا النبي صلى اللّه عليه و سلم و قالوا مجنون كَما بَلَوْنا أَصْحابَ الْجَنَّةِ صفة مصدر محذوف و الاضافة و اللام للعهد اخرج ابن ابى حاتم عن ابن جريح ان أبا جهل قال يوم بدر خذوهم أخذا فاربطوهم فى الجبال و لا تقتلوا منهم أحدا فنزلت انا بلوناهم فى قدرتهم عليهم كما باونا اصحاب الجنة فى اقتدارهم عليهم روى محمد بن مروان عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس قال كان بستان اليمن يقال له الصروان دون صنعاء بفرسخين غرسه رجل صالح و كان يترك للمساكين إذ اصرموا تخلهم كل شى ء تعداه المنجل فاذا طرح من فوق النخل الى البساط فكل شى ء يسقط عن البساط يترك ذلك ايضا للمساكين و إذا حصدوا زرعهم فكل شى ء تعداه المنجل فهو للمساكين و إذا داسوه كان لهم كل شى ء ينتشره ايضا فلما مات الرجل ورثه ثلثة بنيه فقالوا و اللّه ان المال لقليل و ان العيال كثير و انما كان هذا الأمر يفعل إذا كان المال كثير او العيال قليلا فاذا قل المال و كثر العيال فانا لا نستطيع ان نفعل هذا فتحالفوا بينهم إِذْ أَقْسَمُوا اى حلفوا متعلق ببلونا لَيَصْرِمُنَّها جواب قسم اى ليقطعن ثمرها اى الجنة مُصْبِحِينَ داخلين فى الصباح قبل ان يعلم المساكين حال من فاعل ليصرمنها.

﴿ ١٧