٤٩

لَوْ لا امتناعية أَنْ تَدارَكَهُ فعل ماض بمعنى أدركه و حسن تذكير القول للفصل او مضارع منصوب بحذف تاء التفاعل حكاية عن الحال الماضي مبتداء بتأويل المصدر نِعْمَةٌ فاعل للفعل مِنْ رَبِّهِ صفة له اى رحمته و توفيق التوبة و قبولها و خبر المبتدا محذوف تقديره لو لا تدارك و نعمة ربه إياه موجود لَنُبِذَ جواب لو لا بِالْعَراءِ اى الأرض الخالية عن الشجر و البناء وَ هُوَ مَذْمُومٌ حال من فاعل نبذ يعتمد عليه الجواب و يتوجه النفي الى ذلك اى لو لا الرحمة لنبذ مذموما على عدم التثبت و الخروج من اظهر القوم بغير اذن من اللّه و ترك الاولى يعد ذنبا بالنسبة الى الأنبياء لعظمة شانهم و ان لم يكن ذنبا فى الحقيقة منافيا للعصمة لكن تداركه الرحمة لما نادى اللّه تعالى و تاب فنبذ بالعراء و هو سقيم كما فى سورة الصافات محمودا مرحوما وقع فى رواية العوفى و غيره عن ابن عباس قال كان يونس و قومه يسكنون فلسطين فغزاهم ملك فسبى منهم تسعة و نصفا من الأسباط و بقي سبطان و نصف فاوحى اللّه تعالى الى شعيا النبي ان اسر الى حزقيا الملك و قل له حتى يوجهه متينا قويا فانى القى فى قلوب أولئك حتى يرسلوا معه بنى إسرائيل و كان فى مملكته خمسة من الأنبياء فدعى الملك يونس و امره ان يخرج فقال يونس هل أمرك اللّه باخراجى قال لا قال فهل سمانى قال لا قال فههنا غيرى أنبياء أقويا فالحوا عليه فخرج من بينهم مغاضبا فاتى بحر الروم فركبها الى اخر القصة.

﴿ ٤٩