سُورَةُ الْحَاقَّةِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ اثْنَتَانِ وَخَمْسُونَ آيَةً مكّيّة و هى اثنان و خمسون اية بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ _________________________________ ١ الْحَاقَّةُ اى القيامة لانها حق و ثابت وقوعها لا ريب فيه او لانها يحق فيها الأمور اى يعرف حقيقتها او لانها يحق الجزاء على الأعمال يقال حق عليه الشي ء إذا وجب قال اللّه تعالى حقت عليه كلمة العذاب على الكافرين و الاسناد مجازى مبتداء و خبره. ٢ مَا الْحَاقَّةُ و الرابط المظهر فى مقام المضمر و الاستفهام لتفخم شانها و التهويل. ٣ وَ ما أَدْراكَ ما مبتدأ و ادراك خبره و الاستفهام للانكار مَا الْحَاقَّةُ جملة الاستفهامية للتهويل مفعول لادراك معنى الاية الحاقة ما هى اى شى عظيم الهول انك لا تعلم كنهها فانها أعظم من ان يبلغها ادراك أحد. ٤ كَذَّبَتْ ثَمُودُ قوم صالح عليه السلام وَ عادٌ هود عليه السلام بِالْقارِعَةِ اى بالساعة التي تقرع الناس بالاقراع و الإحرام بالانفطار و الانتثار و هى القيامة التي مر ذكرها بلفظ الحاقة فههنا وضع المظهر موضع المضمر بلفظ مرادف لما سبق مع زيادة فى وصف شدتها بيانا لذلك الزيادة و الجملة خبر للحاقة الاولى بعد خبر او الجملتان السابقتان معترضتان للتهويل او هذه الجملة مستانفة موكدة بعنوان المبتدا الاولى اى تحققها و ثبوتها فان مضمون هذه الجملة مع ما عطف عليها ان إنكارها و تكذيبها يوجب الهلاك و الاستيصال. ٥ فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ اما تفصيل لما أجمل و الجملة معطوفة على كذبت الفاء للسببية تقديره كذبت ثمود و عاد بالقارعة فاهلكوا بسبب تكذيبها اما ثمود فاهلكوا بالطاغية اى بالصيحة التي جاوزت مقادير الصياح فاهلكتهم كذا قال قتادة و هو الصحيح و ذلك ان جبرئيل عليه السلام صاح صيحة واحدة فهلكوا جميعا و قيل أتتهم صيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة و صوت كل شى ء فى الأرض فتقطفت قلوبهم فى صدورهم و قيل الطاغية مصدر كالعافية بمعنى الطغيان اى اهلكوا لطغيانهم من التكذيب و قتل الناقة و غير ذلك و قيل المراد بالطاغية قذار بن سالف عاقر ناقة صالح و التاء للمبالغة او الجماعة التي اتفقت على عقر الناقة و بعثت قذارا لعقرها فانها كانت سبب هلاكهم و ذلك ان اللّه تعالى بعث صالحا الى ثمود فدعاهم الى اللّه تعالى فابوا و طلبوا منه ان يخرج ناقة عشراء من هذه الصخرة و اشاروا الى صخرة اية حتى يؤمنوا به فدعا صالح ربه فخرجت منها ناقة عظمة مسافة ما بين جنبيها مائة و عشرون ذراعا عشراء و ولدت فى الحال ولدا مثلها فلم يومنوا و قالوا هذا من سحره فجعل اللّه تعالى تلك الناقة نقمة لهم حيث كانوا قليل الماء فكانت الناقة تشرب ماءهم يوما و تترك الماء لهم يوما و كذا الكلاء فاجمع جماعة منهم على قتلها فبعثوا أشقى الناس و هو قذار بن سالف فعقروا الناقة و عتوا عن امر ربهم و قالوا يا صالح ائتنا بما تعدنا ان كنت من الصادقين فقال صالح تمتعوا فى داركم بعد قتلها ثلثة ايام تصفر وجوهكم فى اليوم الاول و تحمر فى اليوم الثاني و تسود فى الثالث و يصبحكم العذاب فى الرابع فكان كذلك و أخذت الذين ظلموا الصيحة فاصبحوا فى ديارهم جاثمين كان لم يغنوا فيها لكن هذه التأويلات اى القول بان المراد طاغة المصدر او عاقر الناقة لا يصاعده العطف باما فى قوله تعالى. ٦ وَ أَمَّا عادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ فان فيه الباء للاستعانة فلا بد ان يكون فيما قبله ايضا كذلك حتى يكون الجملتان تفصيلا لجمل صَرْصَرٍ شديد البرد او شديد الصوت كذا فى القاموس عاتِيَةٍ تجاوزه عن الحد فى الشدة و البرودة قال فى القاموس عتى استكبر و جاوز الحد فهو عات-. ٧ سَخَّرَها اى سلطها اللّه سبحانه بقدرته استيناف او صفة جئ به لنفى ما يتوهم من انها كانت من اتصالات فلكية و نحو ذلك عَلَيْهِمْ اى على عاد سَبْعَ لَيالٍ وَ ثَمانِيَةَ أَيَّامٍ من صبيحة الأربعاء الى غروب الشمس من الأربعاء الاخر قال وهب فى الأيام التي تسميها العرب الأيام العجوز ذات برد و رياح شديد سميت عجوزا لانها عجز الشتاء الى آخره و قيل سميت بذلك لان عجوزا من قوم عاد دخلت سربا فتبعها الريح فقتلها فى اليوم الثامن نزول العذاب و انقطع العذاب حُسُوماً حال من مفعول سخر بمعنى متتابعات جمع حاسم من حسام الكي و هو ان يتتابع على موضع الداء بالمكواة حتى يبرأ كذا قال مجاهد و قتادة او نحسات كما فى قوله تعالى فى ايام نحسات اى حسمت كل خير و استأصله من أصله كذا قال عطية او قاطعات قطعن دابر هم كذا قال الزجاج و النضر بن شميل و يجوز ان يكون مصدرا منصوبا على العلية او على المصدرية من فعل مقدر اى يحسمهم حسوما فَتَرَى اى المخاطب الغير المعين حكاية عن الحال الماضية الْقَوْمَ اى عادا فِيها اى فى تلك الليالى و الأيام او فى بينهما صَرْعى جمع صريع بمعنى مصروع مفعول ثان لترى ان كان من روية القلب و الا فهو حال من المفعول كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ اصول نَخْلٍ خاوِيَةٍ متاكلة الأجواف جملة كانهم حال بعد حال مفرد و لذلك و ايضا لكونها مصدرة بكان ترك الواو. ٨ فَهَلْ تَرى استفهام تقرير اى حمل المخاطب على الإقرار لَهُمْ اى لعاد مِنْ باقِيَةٍ ٩ وَ جاءَ فِرْعَوْنُ وَ مَنْ قَبْلَهُ قرأ ابو عمرو الكسائي بكسر القاف و فتح الباء بمعنى الجانب اى من معه من جنوده و اتباعه و الباقون بفتح القاف و سكون الباء اى من تقدمه من الأمم الكافرة وَ الْمُؤْتَفِكاتُ اى قرى قوم لوط قلبت عليهم من افك بمعنى قلب و المراد بها أهلها او المعنى الأمم الذين ايتفكوا يعنى قوم لوط بِالْخاطِئَةِ بالخطاء و المعصية يعنى الشرك او بفعلة او افعال خاطئة ذات خطاء. ١٠ فَعَصَوْا رَسُولَ رَبِّهِمْ يعنى عصى فرعون موسى عليه السلام و كل أمته كافرة نبيها عطف تفسيرى على جاء فَأَخَذَهُمْ معطوف على ما سبق و الفاء للسببية أَخْذَةً رابِيَةً زائدة فى الشدة على كل اخذة مفعول مطلق لبيان النوع. ١١ إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ اى جاوز حده حتى على كل شى ء و ارتفع فوقه فى زمن نوح عليه السلام لما ظرف متعلق بما بعده حَمَلْناكُمْ اى حملنا ابائكم و أنتم فى أصلابكم فِي الْجارِيَةِ فى سفينة نوح عليه السلام جارية فى الماء. ١٢ لِنَجْعَلَها السفينة او الفعلة و هى إنجاء المؤمنين الذين فى السفينة مع طغيان الماء و تجاوزه عن حده لَكُمْ تَذْكِرَةً عبرة و عظة لدلالتها على قدرة الصانع و حكمته و كمال قهره و رحمته وَ تَعِيَها اى تحفظها و تعقلها و تتفكر فيها قرا الجمهور بكسر العين و فتح الياء و روى عن ابن كثير باختلاس العين قال صاحب التيسير لا يصح ذلك أُذُنٌ قرا نافع اذن بالتخفيف و الجمهور بالضمتين واعِيَةٌ الوعى صفة القلب و النفس و انما أسند الى الاذن مجازا للتسبب او المراد اصحاب اذن واع حذف المضاف و أجرى على المضاف اليه ما كان يجرى على المضاف و التنكير فى واعية للدلالة على قلتها و ان من هذا شانه فهو مع قلته سبب الانجاء الجم الغفير و ادامة نسلهم عن ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان هذه القلوب اوعية فخيرها أوعاها روى الطبراني ثم لما بالغ فى تهويل القيامة و ذكر مال المكذبين بها عاد الى شرحها فقال. ١٣ فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ عن عبد اللّه بن عمر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال الصور قرن ينفخ فيه روى الترمذي و ابو داود و الدارمي نَفْخَةٌ واحِدَةٌ احسن اسناد الفعل الى المصدر لتقييده حسن تذكيره للفصل و المراد بها نفخة الصعق و اختلفوا فى عدد النفخات فقيل ثلث نفخات نفخة الفزع و نفخة الصعق و نفخة البعث لقوله تعالى و يوم ينفخ فى الصور ففزع من فى السموات و من فى الأرض الا من شاء اللّه و كل أتوه داخرين و نفخ فى الصور فصعق من فى السموات و الأرض الا من شاء اللّه ن ثم نفخ فيه اخرى فاذا هم قيام ينظرون و اختار هذا القول ابن العربي و كذا ورد صريحا فى حديث طويل عن ابى هريرة بلفظة فينفخ فيه ثلث نفخات الاولى نفخة الفزع و الثانية نفخة الصعق و الثالثة نفخة القيام لرب العالمين روى ابن جرير فى تفسيره و الطبراني فى المطولات و ابو يعلى فى مسنده و البيهقي فى البعث و غيرهم و قيل بل نفختان فقط و نفخة الفزع نفخة الصعق لان الامرين متلازمان اى فزعوا فزعا ماتوا عنه و هذا القول صححه القرطبي و استدل بانه استثنى فى نفخة الفزع كما استثنى فى نفخة الصعق فدل على انهما واحد فى اكثر الأحاديث ذكر اثنتين فقط و ما بينهما أربعون عاما و الحديث الطويل فى اسناده من تكلم فيه و اختلف الناس فى تصحيحه فصححه ابن العربي و القرطبي و ضعفه البيهقي و عبد الحق و مدار هذا الحديث على اسمعيل بن رافع قاضى المدينة و قد تكلم فيه قال السيوطي فى بعض سياقه نكارة و قد قيل انه جمعه من طرق و أماكن متفرقة مساقة سياقا واحدا و اللّه تعالى اعلم و المراد بالظرف اعنى قوله تعالى إذا نفخ الزمان الطويل الذي سماه اللّه تعالى فى كتابه بالحاقة و القارعة و القيامة و الواقعة و غيرها من الأسماء الكثيرة و ابتداء ذلك الزمان النفخة الاولى و انتهائه دخول اهل الجنة الجنة و اهل النار النار اخرج ابن عساكر عن زياد ابن مخراق قال سال الحجاج عكرمة مولى ابن عباس عن يوم القيامة أمن الدنيا هو او من الاخرة قال صدر ذلك من الدنيا و آخره من الاخرة فعلى هذا جاز اضافة ذلك الزمان الى النفخ فى الصور النفخة الاولى و الى كل ما وقع فى ذلك اليوم من الصعق و النشور و الحساب و الشقاق السموات و انتشار الكواكب و دخول الجنة و النار و غير ذلك فقوله تعالى إذا نفخ فى الصور نفخة واحدة بيان لابتداء ذلك الوقت و قوله تعالى فهو فى عيشة راضية الى آخره و قوله تعالى خذوه فغلوه الى آخره كلاهما بيان للانتهاء به. ١٤ وَ حُمِلَتِ اى رفعت الْأَرْضُ وَ الْجِبالُ من أماكنها فَدُكَّتا اى الأرض و الجبال دَكَّةً واحِدَةً الدك الدق و الهدم كذا فى القاموس و قال الجوهري أصله الكسر كذا ذكر البغوي و قال الجوهري ايضا الدك الأرض اللينة السهلة قوله تعالى دكت الجبال دكّا اى جعلت بمنزلة الأرض اللينة و الحاصل ان الأرض جعلنا مستوية دفعة واحدة لا ترى فيها عوجا و لا امتا و اخرج البيهقي عن ابى بن كعب فى قوله تعالى و حملت الأرض و الجبال فدكتا دكة واحدة قال يصيران غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين و ذلك وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة و جزاء الشرط محذوف اى إذا نفخ فى الصور و حملت الأرض انقضت الدنيا و حقت الحاقة. ١٥ فَيَوْمَئِذٍ ظرف لما بعده بدل من إذا نفخ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ اى الساعة المنتظرة التي وجب وقوعها بالكتاب و السنة او المعنى وقعت الأمور الواقعة الواجبة الوقوع من الحسنات و الجزاء. ١٦ وَ انْشَقَّتِ السَّماءُ عطف على وقعت فَهِيَ اى السماء يَوْمَئِذٍ ظرف لما بعده واهِيَةٌ ضعيفة مسترخية ليست على الشدة و القوة التي كانت عليها قال الفراء وهيها تشققها و فى القاموس الوهي الشق فى الشي ء يقال و هى إذا انشق و استرخى رباطها. ١٧ وَ الْمَلَكُ اى الجنس المتعارف بالملك عَلى أَرْجائِها اى جوانب السماء و أطرافها التي بقيت بعد الانشقاق وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ اضافة العرش الى اللّه تعالى لتعظيمه و لاختصاصه بتجلى مخصوصة فَوْقَهُمْ الضمير يعود الى الثمانية لتقدمها فى المرتبة او الى الملائكة الذين هم على ارجاء السماء يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ اى ثمانية أفلاك روى ابو داود و الترمذي عن العباس بن عبد المطلب زعم انه كان جالسا فى البطحاء فى عصابة و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم جالس فيهم فمرت سحابة فنظروا إليها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما تسمون هذه قالوا السحاب قال و المزن قالوا و المزن قال و العنان قالوا و العنان قال هل تدرون ما بعد ما بين السماء و الأرض قالوا لا ندرى قال ان بعد ما بينهما اما واحدة او اثنان او ثلث و سبعون سنة و السماء التي فوقها كذلك حتى عد سبع سموات ثم فوق السماء السابعة بحر بين أعلاه و أسفله كما بين السماء الى السماء ثم فوق ذلك ثمانية او عال بين اطلاقين و دركهن مثل ما بين سماء الى سماء ثم على ظهورهن العرش بين أسفله و أعلاه ما بين سماء الى سماء ثم اللّه فوق ذلك و روى البغوي هذا الحديث نحوه غير انه ذكر ما بين السماء و الأرض و كذا ما بين كل سماء الى سماء مسيرة خمسمائة سنة و كذا ما بين أعلى البحر و أسفله و اطلاق الا و عال و دركهن و اختلاف المسافة باختلاف اعتبار السائرين و اللّه تعالى اعلم قال البغوي جاء فى الحديث انهم اليوم رابعة فاذا كان يوم القيامة أيدهم اللّه تعالى باربعة أخروهم على صورة او عال ما بين إطلاقهم و دركهم كما بين سماء الى سماء و جاء فى الحديث ان الواحد منهم وجه رجل و الاخر وجه اسدد و الا خروجه ثور و الا خروجه نسر و روى عن ابن عباس انه قال يحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية اى ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدتهم الا اللّه تعالى. ١٨ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ ايها الناس كافة على اللّه تعالى للحساب و هذا بعد نفخة البعث و الجملة مستانفة كانها فى جواب ما يفعل بنا ذلك اليوم لا تَخْفى قرأ الجمهور بالتاء نظرا الى تأنيث الفاعل و حمزة و الكسائي بالياء للفصل مِنْكُمْ خافِيَةٌ اى فعله سريرة و جملة لا يخفى اما بدل اشتمال من تعرضون او حال من فاعله قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يعرض الناس يوم القيمة ثلث عرضات اما عرضان فجدال و معاذير و اما الثالثة فعند ذلك تظاهر الصحف فى الأيدي فاخذ بيمينه و أخذ بشماله رواه الترمذي عن ابى هريرة و ابن ماجة عن ابى موسى الأشعري و البيهقي عن ابن مسعود قال الحكيم الترمذي الجدال للاعداء يجادلون لانهم لا يعرفون ربهم فيظنون انهم إذا جادلوه نجوا و قامت حجتهم و المعاذير للّه تعالى يعتذر الى آدم و أنبيائه و يقيم حجة عندهم على الأعداء ثم يبعثهم الى النار و اما العرضة الثالثة للمومنين و هو العرض الا ان يخلوبهم فيعاتب مزيد عتابه فى تلك الخلوة حتى يذوق الحياء و الخجل ثم يغفر لهم و يرضى منهم. ١٩ فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ و ذلك هو المؤمن و الجملة معطوفة على تعرضون تفصيل للعرض اى العرضة الثالثة فَيَقُولُ ذلك المؤمن تحجا بحج خبر لمن هاؤُمُ اسم لخذ يقال هاء يا رجل و يا رجلان و يا امرأة و يا امرأتان و هاؤم يا رجال و هاؤن يا نساء اقْرَؤُا كِتابِيَهْ تنازع الفعلان هاؤم و اقرأوا فى مفعولية كتابيه فاعمل الثاني لقربه و حذف المفعول الاول و لو كان الأمر على العكس لقيل اقرؤوه و الهاء فيه و فى حسابيه و ماليه و سلطانيه للسكت تثبت فى الوقف و نسقط فى الوصل و استحب الوقف لثباتها فى الأيام الخالية و لذلك قرئ بإثباتها فى الوصل ايضا. ٢٠ إِنِّي ظَنَنْتُ اى علمت و أيقنت و لما كان اليقين بالحساب مستلزما للاتيان باعمال الصالحة كنى به عنه كانه قال انى عملت صالحا و انما لم يقل كذلك هضما لنفسه و لاجل ذلك عبر عن العلم بالظن استحقارا لنفسه عن دعوى العلم بحضرت ذى الجلال علام الغيوب قال البيضاوي لعله عبر عنه بالظن اشعارا بانه لا يقدح فى الاعتقاد الهجس فى النفس من الخطرات التي لا ينفك عنها العلوم النظرية أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ مفعول لظننت قائم مقام المفعولين اخرج ابن المبارك عن ابى عثمان النهدي قال ان المؤمن ليعطى كتابه فى ستر من اللّه تعالى فيقرأ سيئاته فيتغير لونه لم يقرأ حسناته فرجع عليه لونه ثم ينظر فاذا سيئاته قد بدلت حسنات فعند ذلك يقول هاؤم اقرأوا كتابيه. ٢١ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ قال فى القاموس اى مرضية يقال رضيت لعيشة بالبناء للمفعول و لا يقال رضيت بالفتح على البناء الفاعل قال البيضاوي اى ذات رضاء على النسبة بالصيغة او جعل الفعل لها مجازا. ٢٢ فِي جَنَّةٍ متعلق بظرف مستقر قبله عالِيَةٍ رفيعة الرتبة عند اللّه تعالى من حيث القرب الذي كيف له او رفيعة المكان فانها فى السماء او رفيعة الدرجات و الابنية و الأشجار و لما كان رفعة الأشجار موهما لبعد الثمار و كونها غير سهل للاخذ عقبه اللّه تعالى بصفة اخرى بعد صفة فقال. ٢٣ قُطُوفُها اى ثمارها جمع قطف دانِيَةٌ قريبة بحيث يدون مناتنا و لها قائما و قاعدا او راقدا. ٢٤ كُلُوا وَ اشْرَبُوا هَنِيئاً اى أكلا هنيئا و شربا هنيئا و الهني ء كل ما لا يلحق به مشقة و لا تعب و خامة او المعنى يهنئهم هنيئا و هذه الجملة بتقدير القول خبر بعد خبر بهو و جمع الضمير نظرا الى المعنى اى هو فى جنة و هم يقال لهم كلوا و اشربوا او مستانفة فى جواب ما يقال لهم فيها بِما أَسْلَفْتُمْ متعلق بكلوا و اشربوا على التنازع اى بما قدمتم من الأعمال الصالحة و السلف المتقدم من الشي ء فِي الْأَيَّامِ الْخالِيَةِ الماضية من الأيام الدنيا فان الخالي فى الزمان و المكان ما لا يكون له مشاغل فهو من الزمان ما لم يبق اهله و يلزمه المضي و الذهاب فيعبر عن الماضي بالخالي قال اللّه تعالى قد خلت من قبله الرسل. ٢٥ وَ أَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ و هو الكافر يجعل شماله وراء ظهره فياخذ بها كتابه كذا اخرج البيهقي عن مجاهد قال ابن اسائب يلوى يده اليسرى خلف ظهره ثم يعطى كتابه و قيل ينزع يده اليسرى من صدره الى خلف ظهره فَيَقُولُ لقبيح ما يرى فيه من الأعمال و سوء العاقبة يا لَيْتَنِي المنادى محذوف اى يا قوم ليتنى لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ ٢٦ وَ لَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ جملة استفهامية فى محل المفعول للم أدر و جملة لم أوت مع ما عطف عليه خبر ليت. ٢٧ يا لَيْتَها الضمير عائد الى النفخة او الى غير مذكور اى يا قوم ليت الموتة التي فى الدنيا او الحالة التي كنت عليها من العدم بعد الوجود كانَتِ الْقاضِيَةَ القاطعة للحيوة مطلقا بحيث لم احيى بعدها قال قتادة يتمنى الموت و لم يكن عذره فى الدنيا شى ء اكره من الموت و لما كانت جملة يا ليتنى متمنى عدم الحساب و إيتاء الكتاب و هو من حيث المعنى كناية عن تمنى عدم البعث و جملة يا ليتها كانت القاضية تمنى لعدم البعث صريحا فلاجل كون الجملتين متحدى المعنى معنى لم يعطف إحداهما على الاخرى و جعلت الثانية تاكيدا للأولى. ٢٨ ما أَغْنى عَنِّي ما نافية او استفهامية للانكار مفعول لاغنى مالِيَهْ اى مالى من المال و التبع. ٢٩ هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ ملكى و تسلطى عن الناس او حجة اللتي كنت أحج بها فى الدنيا قرا حمزة عنى مالى و عنى سلطانى بحذف الهائين فى الوصل و الباقون باثباتهما فى الحالين فيقول اللّه عز و جل لخزنة جهنم. ٣٠ خُذُوهُ فَغُلُّوهُ اى اجمعوا يديه الى عنقه. ٣١ ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ و كلمة ثم التفاوت ما بينهما فى الشدة و كذا فيما بعده و قدم المفعول للحصر اى لا تصلوه الا الجحيم و هى النار العظمى و كذا فى قوله تعالى. ٣٢ ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِراعاً فَاسْلُكُوهُ الفاء فى فاسلكوه زائدة لتحسين النظم و ليست عاطفة حتى يلزم اجتماع العاطفتين و معنى فاسلكوه اى أدخلوه فيها اخرج ابن ابى حاتم و البيهقي من طريق العوفى عن ابن عباس قال يسلك فى دبره حتى يخرج من منخريه حتى لا يقوم على رجليه و اخرج ابن ابى حاتم عن طريق ابن جرير عنه قال السلسلة تدخل من استه ثم يخرج من فيه ثم ينظمون فيها كما ينظم الجراد فى العود ثم يشوى قال نوف البكائى الشامي سبعون ذراعا كل ذراع سبعون باعا كل باع ابعد مما بينك و بين مكة و كان فى رحبة الكوفه أخرجه هناد و ابن المبارك قال سفيان كل ذراع سبعون ذراعا قال الحسن اللّه اعلم اى ذراع هو قلت لعله أراد ذراع الملك من خزنة النار او ذراع الكافر فى النار و قد ورد فى الحديث فرأس الكافر فى النار مثل أحد و غلظ جلده مسيرة ثلث رواه مسلم عن ابى هريرة مرفوعا و اخرج احمد و الترمذي و حسنه و البيهقي عن ابن عمر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لو ان رصاصه هذه و أشار الى مثل الجمجمة أرسلت من السماء الى الأرض و هى مسيرة خمسمائة سنة لبلغت الأرض قبل الليل و لو أرسلت من راس السلسلة لسارت أربعين خريفا الليل و النهار قبل ان يبلغ أصلها او قعرها و اخرج ابن المبارك عن كعب قال ان حلقة من السلسلة مثل جميع حديد الدنيا و اخرج ابو نعيم عن محمد بن المنكدر قال لو جمع حديد الدنيا كله ما خلى و ما بقي ما عد لى حلقة من حلق جهنم. ٣٣ إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللّه الْعَظِيمِ استيناف لبيان سبب ذلك العذاب و ذكر العظيم للاشعار بانه تعالى هو المستحق للعظمة فمن تعظم غيره استوجب العذاب عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول اللّه تعالى الكبرياء ردائى و العظمة إزاري فمن نازعنى واحدا منهما أدخلته النار رواه مسلم. ٣٤ وَ لا يَحُضُّ عَلى طَعام ِ الْمِسْكِينِ اى لا يحث على إطعامه فضلا ان يبذل من ماله و يجوز ان يكون ذكر الحض للاشعار بان تارك الحض بهذه المنزلة فكيف تارك الفعل و فيه دليل على ان الكفار يعذبون على فروع الأعمال ايضا و لعل تخصيص الامرين بالذكر لان أقبح القبائح الكفر باللّه و اشنع الشنائع البخل و قسوة القلب. ٣٥ فَلَيْسَ لَهُ الفاء للسببية الْيَوْمَ هاهُنا ظرفان للظرف المستقر- حَمِيمٌ قريب يحمه. ٣٦ وَ لا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ مستتنى مفرغ صفة للطعام و لا زائدة و القصر إضافي و الغسلين غسالة اهل النار صديدهم فعلين من الغسل كذا اخرج ابن ابى حاتم من طريق عكرمة عن ابن عباس قال الغسلين صديد اهل النار و قال الضحاك و الربيع شجر يأكله اهل النار و كذا اخرج ابن ابى حاتم عن طريق مجاهد عن ابن عباس قال ما أدرى ما الغسلين و لكنى أظنه الزقوم. ٣٧ لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ مستثنى مفرغ فى محل الفاعل و الجملة صفة لغسلين اى اصحاب الخطايا من خطى الرجل إذا تعمد الذنب لا من الخطاء ضد الصواب. ٣٨ فَلا أُقْسِمُ لظهور الأمر و استغنائه عن التحقيق بالقسم او يقال لا زائدة و معناه اقسم او المعنى فلا اى فليس كما يقول الكفار من ان محمدا صلى اللّه عليه و سلم تقول القران على اللّه تعالى من نفسه و هو شاعر او كاهن و لا بعث و لا نشور اقسم بِما تُبْصِرُونَ بالبصر او البصيرة من المظاهر و المعالي لصفات اللّه تعالى سبحانه. ٣٩ وَ ما لا تُبْصِرُونَ ما لا يدركه الابصار و البصائر من مراتب الصفات و الشئونات و ذات اللّه سبحانه و قيل ما تبصرون الدنيا و ما لا تبصرون الاخرة و قيل ما تبصرون و ما لا تبصرون الأجسام و الأرواح او الانس و الجن و الملائكة او النعم الظاهرة و الباطنة و قيل ما تبصرون ما أظهره اللّه من العلم على خلقه من الملئكة و الجن و الانس و ما لا تبصرون ما استأثر اللّه تعالى بعلمه فلم يطلع عليه أحد. ٤٠ إِنَّهُ يعنى القران لَقَوْلُ رَسُولٍ يبلغه من اللّه سبحانه لا يقول عن نفسه كَرِيمٍ على اللّه تعالى و هو محمد صلى اللّه عليه و سلم او جبرئيل . ٤١ وَ ما هُوَ بِقَوْلِ شاعِرٍ كما تزعمونه تارة قَلِيلًا ما منصوب على المصدرية او الظرفية و ما زائدة لتاكيد القلة متعلق بما بعده- تُؤْمِنُونَ اى تومنون إيمانا قليلا او زمانا قليلا لما يظهر لكم صدقه و قلة ايمانهم المستدعى نفى الايمان كثيرا مبنى على العناد و التعنت فانهم لا يومنون ايمانا كاملا تعنتا و عناد الا غير و قيل أراد بالقليل نفى ايمانهم أصلا كقولك لمن لا يزورك فاما تأتينا أصلا و الجملة معترضة لمذمة الكفار. ٤٢ وَ لا بِقَوْلِ كاهِنٍ لا زائدة و ما بعده معطوف على خبر ما هو قَلِيلًا ما تَذَكَّرُونَ ط ذكر الايمان مع نفى الشاعرية و التذكر مع عدم الكاهنية لان عدم مشابهة القران الشعر امر بين لا ينكرها الا معاند و اما مباينته لكهانة فهو يظهر عند تذكر احوال الرسول و معانى القران المنافية لاحوال الكهنة و معانى أقوالهم قرا ابن كثير و ابن عامر و يعقوب يومنون و يذكرون بالياء على الغيبة و الباقون بالتاء على الخطاب. ٤٣ تَنْزِيلٌ مصدر بمعنى المفعول خبر مبتداء محذوف اى هو منزل مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ على لسان جبرئيل جملة مستانفة فى جواب ما يقال فما هو. ٤٤ وَ لَوْ تَقَوَّلَ اى لو افترى و تكلف و تصنع فى القول عَلَيْنا من غير وحي منا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ جمع أقولة من القول كالاضاحيك سمى بها الأقوال المفتراة. ٤٥ لَأَخَذْنا مِنْهُ اى من المفترى بِالْيَمِينِ متعلق باخذنا اى بيمينه لاذلاله او بيمينا و على التقدير الثاني من زائدة و اليمين من المتشابهات و قد يأول بالقوة و القدرة لان قوة كل شى ء فى يمينه قال ابن عباس لاخذناه بالقوة و القدرة و يحتمل ان يكون من فى قوله تعالى لاخذنا منه هو للسببية و الضمير عائد الى التقول اى لاخذنا من أجل التقول بيمينه او يمينا. ٤٦ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ صلى و هو عرق فى القلب إذا انقطع مات صاحبه. ٤٧ فَما مِنْكُمْ من بيانية لاخذ ظرف مستقر حال منه مِنْ أَحَدٍ اسم ما و من زائدة عَنْهُ اى عن القتل او المقتول المفترى متعلق لما بعده حاجِزِينَ جزما و حمله على أحد لعمومه معنى و جملة فما منكم معطوف على جزاء الشرط اى لاخذنا و الشرطية معترضة بين المعطوف عليه و هو انه لقول رسول كريم و المعطوف اعنى. ٤٨ وَ إِنَّهُ اى القران لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ لانهم هم المنتفعون- (فائدة)- و مقتضى هذه الاية قاله المجدد ان تلاوة القران سبب للترقى بعد فناء النفس و زوال العين و الأثر فان التقوى لا يتصور الا بعد الفناء و كون القران تذكرة مختص بالمتقي يدل عليه لام التخصيص و اما قبل الفناء فالتلاوة داخل فى عمل الأبرار دون المقربين المتقين عن رذائل النفس. ٤٩ وَ إِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ فنجازيهم على تكذيبهم و عدم تذكرهم به. ٥٠ وَ إِنَّهُ لَحَسْرَةٌ اى سبب للحسرة عَلَى الْكافِرِينَ حين يرون ثواب المؤمنين المتذكرين به. ٥١ وَ إِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ اليقين ازاحة الشك كذا فى القاموس و فى الصحاح اليقين من صفة العلم فوق المعرفة و حمله على القران من قبيل زيد عدل اى متيقن كمال اليقين كانه نفس اليقين يعنى ان القران لوضوحه و سطوع برهانه بحيث يتيقن به العاقل و لا يرتاب فيه و الحق ضد الباطل قال صاحب البحر يعنى انه اليقين الحق لا اليقين الباطل الذي هو الجهل المركب فهو اضافة صفة الى موصوفه بالتجريد على طريقة جرد قطيفة فان قيل المراد باليقين هاهنا ما يجب ان يكون متيقنا للعاقل لوضوح امره و سطوع برهانه فاليقين بهذا المعنى هو الحق لا ما يعم اليقين الباطل الذي هو الجهل المركب فلا فائدة فى اضافة الحق اليه قلنا نعم لكن أضيف الحق اليه للتاكيد و زيادة التوضيح و قال البغوي الى نفسه لاختلاف اللفظين. ٥٢ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ ع اى فسبح اللّه بذكر اسمه العظيم تنزيها له عن الرضا بالتقول عليه و عن كل ما لا يليق به و شكرا له على ما اوحى إليك قيل معناه فصل بذكر ربك و امره و قيل الباء زائدة و لفظ الاسم مقحم و معناه فسبح ربك العظيم عن عقبة بن عامر الجهني قال لما نزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فسبح باسم ربك العظيم قال اجعلوها فى ركوعكم فلما نزلت سبح اسم ربك الأعلى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اجعلوها فى سجودكم رواه ابو داود و ابن ماجه و الدارمي و عن حذيفة انه صلى مع النبي صلى اللّه عليه و سلم كان يقول فى ركوعه سبحان ربى العظيم و فى سجوده سبحان ربى الأعلى و ما اتى اية رحمة الا وقف و سأل و ما اتى على اية العذاب الا وقف و تعوذ رواه الترمذي و ابو داود و الدارمي قال الترمذي حديث حسن صحيح و رواه النسائي و ابن ماجة الى نوله الأعلى و عن عون بن عبد اللّه عن ابن مسعود قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم إذا ركع أحدكم فقال فى ركوعه سبحان ربى العظيم ثلث مرات فقدتم ركوعه و ذلك أدناه و إذا سجد فقال فى سجوده سبحان ربى الأعلى ثلث مرات فقدتم سجوده و ذلك أدناه رواه الترمذي و ابو داود و ابن ماجه و قال الترمذي ليس اسناده بمتصل لان عونا لم يلق ابن مسعود و عن ابى هريرة قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان فى الميزان حبيبتان الى الرحمن سبحان اللّه و بحمده سبحان اللّه العظيم متفق عليه و عن جابر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من قال سبحان اللّه العظيم و بحمده غرست له نخلة فى الجنة رواه الترمذي- (مسئله) تسبيحات الركوع و السجود سنة عند الجمهور و ادنى الكمال ثلث تسبيحات و قال احمد واجب و كذا الخلاف فى تكبيرات انتقالات و التسميع و التحميد فى القومة دون رب اغفر لى فى الجلسة فلم يقل أحد بوجوبه احتج احمد بقوله عليه الصلاة و السلام اجعلوها فى ركوعكم قال الأمر للوجوب و فى حديث ابن مسعود علق تمام الركوع به و الجمهور يحملون الأمر على الندب- و اللّه تعالى اعلم بالصواب |
﴿ ٠ ﴾