|
٩ رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ على قرأة الجر اشارة الى التصور احاطته تعالى بالممكنات ذكر النفي و الإثبات و كلا التكريرين اساسان بطريقة ارباب كمالات الولايات و على هذا التأويل يثبت المغايرة بين المعطوف و المعطوف عليه اعنى قم الليل و رتل القران و اذكر اسم ربك و يظهران كلا من الأمور الاربعة الصلاة و تلاوة القران و ذكر اسم الذات و النفي و الإثبات مدار لحصول مراتب القرب و الدرجات غير ان الأولين لاهل الانتهاء و الآخرين لاهل الابتداء و انما قدم الأولين على الآخرين لان المخاطب اولا هو النبي صلى اللّه عليه و سلم و هو أكمل اهل الانتهاء و اللّه تعالى اعلم رَبُّ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ قرأ نافع و ابن كثير و ابو عمرو و حفص بالرفع على انه خبر مبتداء محذوف اى هو رب المشرق و المغرب او مبتداء خبره لا إِلهَ إِلَّا هُوَ و قرا الباقون بالجر على البدل من ربك و قيل بإضمار حرف القسم و جوابه لا اله الا هو فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا الفاء للسببية فان كونه ربا لجميع المخلوقات و توحده بالالوهية يقتضى ان يوكل اليه الأمور كلها و فى هذه الاية دفع توهم ان التبتل عن الخلق يوشك ان يخل فى أموره المعايشة فان الإنسان مدنى الطبع لا يستغنى بعضهم عن بعض فابطل هذا الوهم بانه تعالى رب المشرق و المغرب و ما بينهما من العباد و البلاد و أفعالهم و منافعهم و القلوب كلها بيده يصرفها كيف يشاء لا اله الا هو لا يتصور النفع و لا الضرر من أحد الا باذنه و إرادته فاتخذه وكيلا حسبك عن غيره و نعم الوكيل عن عمر بن الخطاب قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لو انكم تتوكلون على اللّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير فغدو خماصا و تروح بطانا رواه الترمذي و ابن ماجة و قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان روح القدس نفث فى روعى ان نفسا لم تمت حتى تستكمل رزقها الا فاتقوا اللّه و اجملوا فى الطلب رواه البغوي فى شرح السنة و البيهقي فى الشعب و عن ابى ذر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال الزهادة فى الدنيا ليس بتحريم الحلال و اضاعة المال و لكن الزهادة فى الدنيا ان لا يكون بما فى يديك أوثق مما فى يد اللّه و ان تكون فى ثواب المصيبة إذا أنت أصبت بها ارغب فيها لو انها أبقيت لك رواه الترمذي قال الشيخ الاجل امامنا و قبلتنا يعقوب الكرخي رض ان من أول السورة الى هذه الاية اشارة الى مقامات السلوك من الخلوة بالليل و الاشتغال بالقران و ذكر الرحمن و نفى ما سواه و التوكل به ثم أشار الى أعلى مقامات السلوك و هو ابصر على جفاء الأعداء فقال. |
﴿ ٩ ﴾