سُورَةُ الْمُدَّثِّرِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سِتٌّ وَخَمْسُونَ آيَةً

مكيّة و هى ست و خمسون اية بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ روى الشيخان فى الصحيحين عن يحى بن كثير قال سألت أبا سلمة بن عبد الرحمن عن أول ما نزل من القران قال يايها المدثر قلت يقولون اقرء باسم ربك قال ابو سلمة سالت جابرا عن ذلك و قلت له مثل الذي قلت لى فقال لى لا أحدثك الا ما حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال جاورت بحراء شهرا فلما قضيت هبطت فنوديت فنظرت عن يمينى فلم ار شيئا و نظرت عن شمالى فلم ار شيئا و نظرت عن خلف فلم ار شيئا فرفعت راسى فرايت شيئا فاتيت خديجة فقلت دثرونى دثرونى و صبوا على ماء باردا فنزلت يايها المدثر قم فانذر و ربك فكبر و ثيابك فطهر و الرجز فاهجر و ذلك قبل ان يفرض الصلاة قلت و المرفوع من الحديث لا يدل على نزول هذه السورة قبل اقرأ و الصحيح ان نزول اقرء قبل ذلك كما سنذكر فى شان نزوله فى تلك السورة ان شاء اللّه تعالى و يدل على هذا ما رواه الشيخان عن جابر ايضا انه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يحدث عن فترة الوحى فبينا انا امشى سمعت صوتا من السماء فرفعت بصرى فاذا الملك الذي جاء فى بحراء قاعد على كرسى بين السماء و الأرض فجئت فيه رعبا حتى هويت الأرض فجئت أهلي فقلت زملونى زملونى فانزل اللّه تعالى يايها المدثر قم فانذر و ربك فكبر و ثيابك فطهر و الرجز فاهجر ثم حمى الوحى و تتابع فان هذه الرواية صريحة فى ان نزول سورة المدثر بعد فترة الوحى و كان روية الملك بحراء قبل ذلك

و اخرج الطبراني بسند ضعيف عن ابن عباس ان وليد بن مغيرة صنع لقريش طعاما فلما أكلوا قالوا ما تقولون فى هذا الرجل فقال بعضهم ساحر و قال بعضهم ليس بساحر و قال بعضهم كاهن و قال بعضهم ليس بكاهن و قال بعضهم شاعر و قال بعضهم ليس بشاعر و قال بعضهم سحر يوثر فبلغ ذلك النبي صلى اللّه عليه و سلم فحزن و رفع راسه و تدثر فانزل اللّه تعالى يايها المدثر الى قوله وَ لِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ...

_________________________________

١

يا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ

﴿ ١