٢ وَ لا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ و المعنى فيهما القسم و جواب القسم محذوف دل عليه ما بعده اى لتبعثن و لتحاسبن و ليجزين كل نفس بما كسبت ان خير فخير و ان شر فشر و قال ابو بكر بن عياش هو تأكيد للقسم قال البيضاوي إدخال لا النافية على فعل القسم للتاكيد شائع فى كلام العرب قلت و فيه اشعار بان هذا الأمر ظاهر مستغن عن التأكيد بالقسم و ذلك لان من له عقل و فهم لو تأمل بعد ما يرى من الناس من هو كافر للمنعم ظالم على الخلق قاطع للرحم مرتكب الأمور بجزم العقل بقبحها و هو فى نعمة و رغد من العيش و من هو شاكر للّه تعالى راض عنه الخلق فى محبته و بلاء يحكم ان للجزاء دارا غير هذا الدار و الا يلزم من اللّه تعالى ترجيح الشنيع على المليح و ذلك شنيع يستحيل انصاف الصانع به تعالى عن ذلك علوا كبيرا و النفس اللوامة المراد بها اما الجنس قال الفراء ليس من نفس برة و لا فاجرة الا و هى تلوم نفسها يعنى فى الاخرة ان كانت عملت خيرا قالت هلازدت و ان عملت سوءا قالت ليتنى لم افعل و قال الحسن هى النفس المؤمنة قال ان المؤمن و اللّه ما تراه الا يلوم نفسه يعنى فى الدنيا ما أردت بكلامي و ما أردت باكلى و ان الفاجر لا يحاسب نفسه و لا يعاتبها و قال مقاتل النفس الكافرة تلوم نفسه فى الاخرة على ما فرط فى امر اللّه تعالى فى الدنيا و قيل المراد به الذي يقول لو فعلت كذا و لو لم افعل كذا لكان كذا و لا يرضى بالقضاء قائلا ما شاء اللّه و يقدر اللّه و قالت الصوفية النفس امارة بالسوء ثم إذا اجتهد فى الذكر و تداركه الجذب من اللّه تعالى يظهر له قبائح نفسه و يرى مشتغلا لغير اللّه سبحانه و لا يقدر على القطع عنه بالكلية فحينئذ تلوم نفسها و يقال لها النفس اللوامة ثم إذا حصل له الفناء و البقاء و انخلع عما سوى اللّه و اطمئن بذكره فحينئذ يقال له النفس المطمئنة. |
﴿ ٢ ﴾