٣ وَ ما يُدْرِيكَ ما نافية او استفهامية للانكار و معناه النفي يعنى أنت ما أدريت بحاله و اى شى ء يجعلك داريا بحاله و فيه ايماء إلى العذر فى حق النبي صلى اللّه عليه و سلم يعنى انك لو كنت عالما بحال الأعمى لم تعرض عنه مقبلا على غيره و فى الاية إجلال للنبى صلى اللّه عليه و سلم بوجوه أحدها انه ذكر موجب الإنكار و الاعراض عنه فى بدأ الكلام بلفظ الغيبة و لم يسند ذلك الفعل اليه بالتخاطب إيهاما بان من صدر ذلك الفعل كانه غيره و ليس من شأنه ان يصدر منه مثله و توجيه ذلك ان الأعمال انما هى بالنيات و ما كانت فى نية النبي صلى اللّه عليه و سلم الاعراض عنه مطلقا بل كان غرضه ان هذا الرجل مؤمن لا يضره التأخير فى تعليمه و لا يخاف منه التولي و الانحراف و ان صناديد قر يش عند الاعراض عنهم يذهبون و لا ينظرون و لو انهم أمنوا لا من معهم خلق كثير و تساع كلمة اللّه فبهذا الغرض كانه لم يصدر عن النبي صلى اللّه عليه و سلم التولي عن الأعمى و ان وجد منه صورة التولي و ثانيها انه ذكر الإيماء الى الاعتذار منه صلى اللّه عليه و سلم بانك لم تكن تعلم و الا لما صدر عنك ذلك و ثالثها الالتفات اليه من الغيبة الى التخاطب أينا ساله دفعا للايحاش و إقبالا عليه دفعا لتوهم الاعراض و رابعها اسناد موجب العذر اليه صلى اللّه عليه و سلم بالتخاطب تصريحا بكونه معذورا فيما صدر عنه لَعَلَّهُ يَزَّكَّى أصله يتزكى اى يتطهر بكماله من الشرك الجلى و الخفي و رزائل النفس و هوائها و تعلق القلب بغير اللّه سبحانه و ذهاب الغفلة عن سائر لطايف عالم الأمر و زوال صولة كل عنصر من عناصر عالم الخلق بفيض صحبة النبي صلى اللّه عليه و سلم و بركة أنفاسه الشريفة و اقتباس أنواره الظاهرة و الباطنة. |
﴿ ٣ ﴾