٤

لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ اللام للجنس او للعهد على ما قيل انها نزلت فى ابى الأشر اسمه أسيد بن كلدة بن حج و كان شديدا قويا يصنع الأديم العكاظي تحت قدميه فيقول من ازالنى عنه فله كذا و كذا فلا يطاق ان ينزع من تحت قدميه الا قطعا و يبقى موضع قدميه فِي كَبَدٍ على تقدير كون المراد من الإنسان الجنس فالمراد من كبد النصب و المشقة كذا روى عن ابن عباس و قتادة قال عطاء عن ابن عباس فى شدة حمله و ولايته و رضاعته و قطامه و معاشه و حيوته و موته و قال عمرو بن دينار منه نبات أسنانه قلت و ما ذكر من المكابد يشارك فيها الإنسان و غيره من الحيوانات فتخصيصه بالذكر لاجل عقله و شعوره فان مشقة تحمل المكايد مع كمال الشعور أشد منها ما كان و عندى ان المراد بالمكابد حمل ميثاق الامانة التي ابى عن تحملها السموات و الأرض و الجبال و حملها الإنسان انه كان ظلوما جهولا فان ادى ما وجب فاز و يتوب اللّه على المؤمنين و المؤمنات و ان صبها تردى فى مكابد الاخرة ليعذب اللّه المنافقين و المنافقات و الكافرين و الكافرات فعلى هذا النظير الاية فى المعنى قوله تعالى و ما خلقت الجن و الانس الا ليعبدون و فيه تسلية للنبى صلى اللّه عليه و سلم على تحمل المكابد من قومه فيما وجد عليه من التبليغ و قال مقاتل بناء على نزول الاية فى ابى الأشد ان معنى فى كبد فى قوة و شدة.

﴿ ٤