سُورَةُ الْعَادِيَاتِ مَكِّيَّةٌ وَهِيَ إِحْدَى عَشَرَةَ آيَةً مكيّة و هى احدى عشرة اية بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اخرج البزاز و الدار قطنى و الحاكم و ابن ابى حاتم عن ابن عباس قال بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم خيلا فلبث شهرا الا يأتيه فيها خيرا فنزلت _________________________________ ١ وَ الْعادِياتِ قرأ ابو عمرو بالإدغام الكبير بين التاء و الضاد اقسم بخيل الغزاة التي تعدو فى سبيل اللّه كذا قال ابن عباس و مجاهد و عكرمة و الحسن و الكلبي و قتادة و مقاتل و ابو العالية و غيره و لهذا التأويل و بما ذكرنا من سبب النزول يظهر ان السورة مدنية لانه لم يكن قبل الهجرة جهاد و جاز ان يكون القسم بها بمنزلة الاخبار لوجودها فى الاستقبال على تقدير كونها مكية ضَبْحاً اى تضبح ضبحا مصدر موقع الجملة التي وقعت حالا من فاعل العاديات و هى صوت أنفاس الخيل إذا عدون قال ابن عباس لا يضبح من الحيوانات غير الفرس و الكلب و الثعلب و ما يضبحن الا إذا تغير حالهن من التعب و قال على العاديات هى الإبل فى الحج تعدو من عرفة الى مزدلفة و من مزدلفة الى منى و قال كانت أول غزوة فى الإسلام بدرا و ما كان معنا الا فرسان فرس الزبير و فرس المقداد بن الأسود فكيف تكون العاديات و اليه ذهب ابن مسعود و محمد بن كعب و السدى و على هذا معنى قوله ضبحا يعنى تمد أعناقها فى السير مدا. ٢ فَالْمُورِياتِ الخيل التي نورى النار إذا سارت ليلا فى ارض ذات حجارة قَدْحاً يعنى تقدح اى تفك الحجارة بحوافرها قدحا. ٣ فَالْمُغِيراتِ قرأ ابو عمرو و خلاد بالإدغام بين التاء و الصاد اى الخيل التي تغير بفرسانها على عدو و الاغارة سرعة سير صُبْحاً ظرف للمغيرات اى التي تغير فى وقت الصبح هذا قول اكثر المفسرين و قال القرظي هى الإبل تدفع بركبانها يوم النحر من جمع بمنى وقت الصبح و هو السنة بل الواجب ان لا يدفع حتى يصبح و قد رخص رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم للنساء و الضعفاء بالدفع بعد طلوع الفجر من ليلة النحر. ٤ فَأَثَرْنَ عطف على مضمون صلة اللام الموصول يعنى اللاتي عدون قادرين فاغرن فاثرن اى هيجن بِهِ الباء بمعنى فى و الضمير عائد الى الزمان المفهوم تضمنا من مضمون الصلة اى اثرن فى ذلك الوقت اى وقت الاغارة على العدو او الى المكان المفهوم منه اقتضاء اى اثرن فى مكان العدو نَقْعاً غبارا مفعول لاثرن. ٥ فَوَسَطْنَ اى فوسطن تلك الخيل بِهِ الضمير عائد الى النقع اى متلبسا بالنقع او الى الوقت او المكان كما مر فى ذلك الوقت او المكان جَمْعاً من جموع الأعداء و جواب القسم. ٦ إِنَّ الْإِنْسانَ أريد به الجنس نظرا الى اكثر افراده حيث قال اللّه تعالى و قليل من عبادى الشكور لِرَبِّهِ متعلق بما بعده قدم لرعاية الفواصل لَكَنُودٌ ج اى لكنود لنعمة ربه بلسان مضر كذا قال ابن عباس و مجاهد و قتادة او العاصي بلغة كنده او البخيل بلغة بنى مالك قال ابو عبيدة هو قليل الخير و الأرض الكنود مالا ينبت شيئا. ٧ وَ إِنَّهُ قال ابن كيسان الضمير للانسان اى و ان الإنسان عَلى ذلِكَ اى على كونه كفورا عاصيا بخيلا لَشَهِيدٌ ج يشهد به على نفسه عند ادنى تأمل بظهور اثره او يشهد على نفسه و يعترف بذنبه فى الاخرة يقول لم نك من المصلين و لم نك نطعم المسكين و قال اكثر المفسرين ضمير انه راجع الى ربه يعنى و ان ربه على كونه كنود الشهيد لا يعزب عنه شى ء فيواخذ به فهو وعيد. ٨ وَ إِنَّهُ اى الإنسان لِحُبِّ الْخَيْرِ اى المال كما فى قوله تعالى ان ترك خيرا لَشَدِيدٌ ط لقوى مبالغ فيه فلا ينفقه فى سبيل المنعم شكرا للنعمة او المعنى البخيل شديد و على هذا فاللام فى لحب الخير للتعليل اى لاجل حب المال لبخيل و على الاول لام الصلة. ٩ أَ فَلا يَعْلَمُ همزة الاستفهام للتعجب و الفاء للعطف على محذوف تقديره الا ينظر الإنسان فلا يعلم و معناه لينظر و ليعلم الان ما سيعلم غدا ان ربهم خبير لهم يجازيهم على ما يفعلون يوم نبعث من فى القبور و يبرز ما فى الصدور إِذا بُعْثِرَ اى بعث و اثير ما فِي الْقُبُورِ من الموتى أورد لفظ ما بمعنى من لمشاكلة ما فى الصدور او لانه فى هذه الحالة مما لا يعقل لكونه موتى ملحقا بالجمادات. ١٠ وَ حُصِّلَ اى جمع محصلا فى الصحف او ميز و ابرز ما فِي الصُّدُورِ اى ما فى صدورهم يعنى صدور جنس الإنسان من الخير و الشر و تخصيص ما فى الصدور بالذكر دون اعمال الجوارح لانه الأصل إذا بعثر شرط حذف جزاءه لتوسط فى جملة تدل على جزائه تقديره إذا بعثر ما فى القبور يعلم و الجملة الشرطية معترضة للتهديد و الفظاعة. ١١ إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ ع هذه الجملة قائم مقام المفعولين ليعلم لدخول اللام على الخبر او يقال مفعولاه محذوفان يدل عليهما هذه الجملة يعنى انا نجازيه وقت ما ذكروا بهم و يومئذ متعلق بمضمون خبير خص ذلك اليوم بالذكر و هو عالم بهم فى جميع الا زمان لان الجزاء يقع يومئذ فيظهر كونه خبيرا يومئذ او يقال الخبير مجاز عن المجازى و المعنى ان ربهم يجازى بهم يومئذ كذا قال الزجاج و اللّه تعالى اعلم. |
﴿ ٠ ﴾