سُورَةُ قُرَيْشٍ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ أَرْبَعُ آياَتٍ

مكيّة و هى اربع آيات بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

_________________________________

١

لِإِيلافِ قُرَيْشٍ قرأ ابن عامر لالاف بغير ياء بعد الهمزة و ابو جعفر ليلاف بغير همزة و الباقون بهمزة و ياء بعدها و اللام للتعجب عند الكسائي و الأخفش متعلق بمحذوف اى اعجبوا لايلاف قريش و قال الزجاج هى مردودة الى ما بعدها تقديره فليعبدوا رب هذا البيت لايلاف قريش و الفاء للجزاء لان الكلام فى معنى الشرط إذ المعنى ان نعم اللّه عليهم لا تحصى فان لم يعبدوا لساير نعمته فليعبدوا لايلاف قريش لكن يرد عليه ان ما فى حيز الجزاء لا يعمل قبله فالاولى ان يقال حينئذ الفاء زائدة و جاز ان يكون متعلقا بما قبله فى السورة السابقة كالنظمين فى الشعر و هو ان يتعلق معنى البيت التالي بالذي قبله تعلقا لا يصلح الا به و المعنى انه أهلك اصحاب الفيل و جعلهم كعصف مأكول لايلاف قريش رحلة الشتاء و الصيف اى ليتسامع الناس ذلك الإهلاك لاجلهم فيحرموهم فضل إحرام حتى ينتظم لهم الا من فى رحيلتهم فلا يجترئ عليهم أحد و لاجل هذا التعلق المعنوي عد بعض الناس سورة الفيل و هذه السورة سورة واحدة منهم ابى بن كعب لافضل بينهما فى مصحفه فاللام على هذا متعلق بجعل و قريش هم ولد النضر بن كنانة فمن ولده النضر فهو قريش و من لم يلده فليس بقريش سموا قريشا من القرش و التقرش و هو التكسب و الجمع يقال فلان يقرش لعياله و يتقرش اى يكتسب و هم كانوا تجارا حراصا على جمع المال و الإفضال و سأل معاوية عن عبد اللّه بن عباس لم سميت قريشا قال الدابة فى البحر من أعظم الدواب يقال لها القرش لا تمر بشى من الغيث و السمين الا أكلته و هى تأكل و لا توكل تعلو و لا تعلى و فى القاموس قرشه اى قطعه و جمعه من هاهنا و هاهنا و ضم بعضه الى بعض و منه قريش لتجمعهم الى الحرم و لانهم كانوا يتفرشون البياعات فيشترونها و لان نضر بن كنانه اجتمع فى ثوبه يوما فقالوا تقرش او لانه جاء الى قومه فقالوا كانه جمل قريش اى شديدا و لانهم كانوا يقرشون الحاج فيسدون خلتها او سميت؟؟؟

القرش و هى دابة بحرية يخافها دواب البحر كلها (فائدة) عن واثلة بن الاشقع قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ان اللّه اصطفى كنانة من بنى اسمعيل و اصطفى من بنى كنانة قريشا و اصطفى من قريش بنى هاشم و اصطفاني من بنى هاشم رواه البغوي و عن ابى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم الناس تبع بقريش فى هذا الشان مسلمهم و كافرهم متفق عليه و عن جابر مرفوعا الناس تبع لقريش فى الخير و الشر رواه مسلم قلت لعل المراد من الحديث الاول قوة استعداد قريش و من ثم ترى أفضل الصحابة و اكثر اولياء منهم و بالآخرين انه تعالى لما بعث خاتم النبيين منهم فكانهم هم المخاطبون اولا بالشرائع و الايمان و ساير الناس تبع لهم قال اللّه تعالى و ما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم و قال اللّه تعالى و انذر عشيرتك الأقربين فمن أمن منهم سن سنة حسنة باتباع الرسول فلهم أجرهم و اجر من تبعهم و لذا صاروا أفضل الناس بعد الأنبياء و من كفر منهم و سلك طريق مخالفة النبي صلى اللّه عليه و سلم فى بدو الأمر ثم مات على ذلك فعليه اثم من كفر بعدهم كما ان قابيل أول من قتل يقاسم اهل النار بضعف عذاب جهنم قسمه صحابا أخرجه البيهقي عن ابن عمرو قد مر فى سورة و الشمس فى حديث انه أشقى الناس و عن ابن عمر مرفوعا قال لا يزال هذا الأمر فى قريش ما بقي منهم اثنان متفق عليه و عن معاوية قال سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول ان هذا الأمر فى ق ريش لا يعاديهم أحد إلا كبه اللّه على وجهه ما أقاموا الدين رواه البخاري قلت المراد بالأمر الخلافة و الغرض من حديث ابن عمر و جواب استخلاف قريش و ليس الغرض منه الاخبار و الغرض من حديث معاوية الدعاء بالسوء على من نبى من خليفة قريشى عادل و عن سعد رض عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال من يرد هو ان قريش اهانه اللّه رواه الترمذي و عن ابن عباس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فضل اللّه قريشا بسبع خصال لم يعطها أحدا قبلهم و لا يعطها أحدا بعدهم فضل اللّه قريشا انى منهم و ان النبوة فيهم و ان الحجابة فيهم و ان السقاية فيهم و نصرهم على الفيل و عبدوا اللّه عشر سنين لم يعبدوه غيرهم و انزل اللّه فيهم سورة من القران لم يذكر فيها أحدا غيرهم ليلاف قريش رواه الحاكم و الطبراني و البخاري فى التاريخ و عن زبير بن العوام مثله غير انه لم يذكر انى منهم بل ذكران فيهم النبوة و الخلافة و الحجابة و السقاية و الثلاثة النصر على الفيل و عبدوا اللّه عشر سنين و نزلت فيهم ليلاف قريش رواه الطبراني فى الأوسط.

﴿ ١