سُورَةُ الْمَاعُونِ مَكِّيَّةٌ

وَهِيَ سَبْعُ آياَتٍ

مكّيّة و هى سبع آيات

 بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

_________________________________

١

أَ رَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ الاستفهام للتعجب و الروية بمعنى الابصار و المعرفة فاقتصر على مفعول واحد و هو الموصول مع الصلة و قال فى البحر المواج الاستفهام للتقرير و الروية بمعنى العلم و الموصول خبر محذوف يعنى ذلك تقديره ارايت ذلك الذي يكذب بالدين قال مقاتل نزلت فى العاص بن وائل السهمي و قال السدى و مقاتل و ابن كيسان هو الوليد بن مغيرة و قال الضحاك نزلت فى عمرو بن عائذ المخزومي فصدر السورة على هذا الأقوال مكية و اخر السورة مدنية كذا قيل و قال عطاء عن ابن عباس ارايت الذي يكذب بالدين نزلت فى رجل من المنافقين فالموصول للعهد و قيل للجنس بِالدِّينِ ط اى بالإسلام او بالجزاء.

٢

فَذلِكَ خبر مبتداء محذوف تقديره فهو ذلك و الفاء للسببية و الجملة فى مقام التعليل للجملة السابقة و قيل الفاء جزائية و الشرط محذوف تقديره ارايت و عرفت الذي يكذب بالدين فان لم تعرفه فهو ذلك الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ اى يقهره و يدفعه عن حقه و الدع و الدفع بالعنف.

٣

وَ لا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ ط اى لا يأمر نفسه و اهله و غيره باطعامه لانه يكذب بالجزاء.

٤

فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ

٥

الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ ساهُونَ الفاء جزائية يعنى إذا كان عدم المبالات باليتيم من ضعف الدين و الموجب للذم و التوبيخ فالسهو عن الصلاة التي هى عماد الدين و الريا الذي هو شعبة الكفر و منع الزكوة التي هى قنطرة الإسلام اولى بذلك و لذلك رتب عليه الويل او للسببية على معنى فويل لهم و انما وضع المصلين موضع الضمير للدلالة على معاملتهم مع الخالق و ساهون اى غافلون غير مبالين به روى البغوي بسنده عن مصعب بن سعد بن ابى وقاص عن أبيه قال سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم هم عن صلاتهم ساهون قال اضاعة الوقت و فى رواية ابن جرير و ابى يعلى قال هم الذين يوخرون الصلاة عن وقتها قال ابو العالية صلوتها لمواقيتها و لا يتمون ركوعها و سجودها و قال قتادة سأه عنها لا يبالى صلى او لم يصل قيل لا يرجون ثوابا ان صلوا و لا يخافون عليها عقابا ان تركوا

و قال مجاهد غافلون فيها متهاونون بها و قال الحسن و هو الذي عليها ان صليها رياء و ان فاتته لم يندم.

٦

الَّذِينَ هُمْ يُراؤُنَ مفاعلة من الروية اى يراؤن الناس أعمالهم ليردوا الثناء عليها قال عليه الصلاة و السلام من صلى يراى فقه أشرك و من صام يراى فقد أشرك و من تصدق يراى فقد أشرك رواه احمد عن شداد بن أوس.

٧

وَ يَمْنَعُونَ الْماعُونَ ع قال قطرب الماعون فى الأصل الشي ء القليل و المراد هاهنا الزكوة كذا روى عن على و ابن عمر و الحسن و قتادة و الضحاك و انما سمى الزكوة ماعونا لكونها قليلا من الكثير و قال ابن مسعود الماعون الفاس و الدلو و القدر و أشباه ذلك و هى رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس

و قال مجاهد الماعون العارية و قال عكرمة أعلاها الزكوة المفروضة و أدناها عارية المتاع و قال محمد بن كعب و الكلبي الماعون المعروف الذي يتعاطاه الناس فيما بينهم و قيل الماعون ما لا يحل منعه مثل الماء و الملح و النار قال قلت يا رسول اللّه هذا الماء فما بال الملح و النار قال يا حميراء من اعطى نارا فكانما تصدق بجميع ما أنضجت تلك النار من اعطى ملحا فكانما تصدقت بجميع ما طيب تلك الملح و من سقى مسلما شربة من ماء حيث يوجد الماء فكانما أعتق رقبة و من سقى مسلما شربة من ماء من حيث لا يوجد الماء فكانما أحياها رواه ابن ماجة

و اخرج ابن المنذر من طريق ابى طلحة عن ابن عباس قال قوله تعالى فويل للمصلين الذين إلخ نزلت فى المنافقين كانوا يراؤن المؤمنين بصلوتهم إذا حضروا و يتركونها إذا غابوا و يمنعون العارية قال فى المدارك روى عن انس و الحسن قالا الحمد للّه الذي قال عن صلاتهم ساهون و لم يفل فى صلاتهم لان معنى عن سهو ترك و اعراض عنها و قلة التفات إليها و ذلك فعل المنافقين و معنى فيما يقع فى الصلاة من حديث النفس و وسوسة الشيطان و الحكم فى ذلك التعوذ و دفع الوسوسة ما استطاع و العفو فيما لم يستطع عن عثمن ابن ابى العاص قال قلت يا رسول اللّه ان الشيطان قد حال بين صلوتى و بين قراءتى يلبسها على فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذاك شيطان يقال لها خسرت فاذا احسسته فتعوذ باللّه منه و اتفل عن يسارك ثلثا ففعلت ذلك فاذهبه اللّه عنى رواه مسلم و عن القاسم بن محمد ان رجلا ساله فقال انى أهم فى صلوتى فيكثر ذلك على فقال امض فى صلوتك فانه لم يذهب ذلك عنك حتى تنصرف و تقول ما أتممت صلوتى و اللّه تعالى اعلم.

﴿ ٠