سُورَةُ النَّصْرِ مَدَنِيَّةٌ وَهِيَ ثَلاَثُ آياَتٍ مدنيّة و هى ثلث آيات بِسْمِ اللّه الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اخرج عبد الرزاق فى مصنفه عن معمر عن الزهري قال لما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة عام الفتح بعث خالد بن وليد فقاتل بمن معه صفوف قريش بأسفل مكة حتى هزمهم اللّه ثم امر بالسلاح فرفع عنهم فدخلوا فى الدين فانزل اللّه تعالى _________________________________ ١ إِذا جاءَ نَصْرُ اللّه اى إظهاره إياك على أعدائك و على تقدير نزول هذا السورة بعد فتح مكة يعنى يوم الفتح فاذا هاهنا بمعنى إذ كما فى قوله تعالى حتى إذا جاء أمرنا و فار التنور و قوله تعالى حتى إذا بلغ مغرب الشمس وَ الْفَتْحُ يعنى فتح مكة روى الطبراني عن ابى سعيد الخدري قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوم الفتح هذا ما وعدني ربى ثم قرا إذا جاء نصر اللّه و الفتح و كانت قصة الفتح على ما ذكر اصحاب الاخبار ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما صالح قريشا عام الحديبية على وضع الحرب عشر سنين يأمن فيه الناس و انه من أحب ان يدخل فى عقد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دخل فيه و من أحب ان يدخل فى عقد قريش دخل فيه فدخلت بنو بكر فى عقد قريش و خزاعة فى عقد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و كان بينهما شر قديم ثم ان بنى نفاثة من بنى بكر عدت على خزاعة فخرج نوفل بن معاوية الديلمي منهم حتى بيت خزاعة بالوتير موضع أسفل مكة و قاتلوهم حتى دخلوا الحرم و ما تركوا القتال و امدت قريش بنى بكر بالسلاح و قاتل بعضهم معهم ليلا مستخفيا منهم صفوان بن امية و عكرمة بن ابى جهل و سهيل بن عمرو و شيبة بن عثمن و خويطب بن عبد العزى مع عبيدهم ثم ندم قريش على نقض العهد و لام بعضهم بعضا و خرج عمرو بن سالم الخزاعي فى أربعين راكبا بعد القتال الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يخبرونه بالذي أصابهم و يستنصرونه و اخبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يوقفه بنى نفاثة و خزاعة قبل بلوغ الخبر و قال ينقضون العهد لامر يريد اللّه قالت عائشة خير قال خير روى محمد بن عمرو عنها و الطبراني عن ميمونة نحوها و لما قدم عمرو بن سالم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يجر رداءه و يقول لا نصرت ان لم أنصرك يا عمرو و بما انصر به نفسى و ذلك فى شعبان على راس اثنين و عشرين شهرا من صلح الحديبية فارسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حمزة الى قريش يخبرهم بين امور ثلثة ان أدوا دية قتلى خزاعة و هم ثلثة و عشرون قتيلا او نيروا من خلف من نقض الصلح و هم بنو نفاثة او ينبذ إليكم على سواء فاختلف قول قريش ثم ال أمرهم الى نبذ الصلح و رجع حمزة بالنبذ و شاور النبي صلى اللّه عليه و سلم أبا بكر و عمر فاشار ابو بكر بالصلح و اللين و قال هم قومك حتى راى انه سيتبعنى و أشار عمر بالحرب و قال هم راس الكفو زعموا انك ساحر كاهن كذاب و لم يدع شيئا مما كان يقولونه و قال لا تذل العرب حتى يذل اهل مكة فاختار النبي صلى اللّه عليه و سلم راى عمر فخير رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مخفيا امره و حرض العرب فجاء اسلم و غفار و مزنية و حرفية و أشجع و سليم فمنهم من وافاه بالمدينة و منهم من لحقه فى الطريق و المسلمون عشرة آلاف و قيل اثنا عشر الفا و يجمع بان العشرة حين الخروج من المدينة و تلاحق به الفان ثم ندم قريش على نبذ الصلح فبعث أبا سفيان و دخل على ابنته أم حبيبة فلما ذهب ليجلس على فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم طوته عنه و قالت هو فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال و اللّه لقد أصابك يا بنية بعدي شر قالت هدانى اللّه للاسلام و أنت يا أبت سيد قريش و كبيرها كيف يسقط عنك الدخول فى الإسلام و تعبد حجرا لا يسمع و لا يبصر فقام من عندها فدخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فكلمه فلم يرد عليه شيئا ثم ذهب الى ابى بكر فكلمه و ان يكلم له رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال ما انا بفاعل ثم اتى عمر فكلمه فقال و اللّه لو لم أجد الا الذر لجاهدتكم به فدخل على على و عنده فاطمة و الحسن فقال يا على انك أمس القوم منى رحيما اشفع لنا الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال ويحك يا أبا سفيان لقد عزم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما يستطيع أحد ان يكلمه فالتفت الى فاطمة فقال هل لك ان تامرى نبيك هذا فيجبر بين الناس فابت فقال يا أبا الحسن اشتد الأمر على فانصحنى فقال و اللّه لا اعلم شيئا يغنيك و لكنك سيد بنى كنانة فقم فاجر بين الناس ثم الحق بأرضك قال و ترى ذلك مغنيا عنى شيئا قال لا و لكن لا أجد غير ذلك فقام ابو سفيان فى المسجد فقال يايها الناس انى قد اجرت بين الناس ثم ركب بعيرة فانطلق و قدم على قريش و قضى القصة قالوا و اللّه ان أراد على الا ان لعب لك فاستخلف النبي صلى اللّه عليه و سلم على المدينة ابن أم كلثوم و قيل أبا ذر الغفاري و هو الصحيح رواه الطبراني خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الأربعاء لعشر خلون من رمضان سنة ثمان من الهجرة و قيل غير ذلك و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اللّهم خذ العيون و الاخبار عن قريش روى البخاري عن على يقول بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انا و زبير او المقداد فقال انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ فان بها ظعينة معها كتاب فخذوا منها قال فانطلقنا تتعادى بنا خيلنا حتى اتينا روضة فاذا نحن بالظعينة قلنا اخرجى الكتاب قالت ما معى كتاب فقلنا لتخرجى الكتاب او لتلقين الثياب فاخرجته من عقاصها فاتينا به رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فاذا فيه من حاطب بن بلتعة الى الناس بمكة من المشركين يخبرهم ببعض امر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال يا حاطب ما هذا قال يا رسول اللّه لا تعجل علىّ انى كنت امرأ ملصقا فى قريش و كان من معك من المهاجرين من لهم قرابات يحمون أهليهم و أموالهم فاحببت إذا فاتنى ذلك من انتسب فيهم ان اتخذوا عندهم هذا يحمون قرابتى و لم افعله ارتدادا عن دينى و لا رضا بالكفر بعد الإسلام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اما انه قد صدقكم فقال عمر يا رسول اللّه دعنى اضرب عنق هذا المنافق فقال انه قد شهد بدرا و ما يدريك يا عمر ان اللّه تعالى عز و جل اطلع على من شهد بدرا فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم فرقت عينا عمر فانزل اللّه تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَ عَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ الى قوله سواء السبيل و صام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و صام الناس معه فلما بلغ الكديد أفطروا فطروا فلم يزل مفطرا حتى انسلخ الشهر و خرج العباس بن عبد المطلب مهاجرا فلقيه بالجحفة و كان قبل مقيما بمكة على سقاية برضاه و لقيه بالأبواء ابو سفيان بن الحارث ابن عمه و ابنه جعفر بن ابى سفيان و أسلما قبل دخول مكة قيل بل لقيه هو و عبد اللّه بن امية ابن عمته عاتكة فاعرض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عنهما و قال لا حاجة لى بهما فقد هتكا عرضى و قالا لى ما قالا فالجئا و كلمت أم سلمة فيهما فاذن لهما فلما كان لقديد عقد الالوية و الرايات و دفعها الى القبائل و راية النبي صلى اللّه عليه و سلم مع الزبير ثم نزل بمر الظهران عشاء و قد عميت الاخبار عن قريش فخرج تلك الليلة ابو سفيان بن حرب و حكم بن حزام و بديل بن ورقة يتجسسون الاخبار و امر النبي صلى اللّه عليه و سلم أصحابه فاوقدوا عشر آلاف نارا و قال العباس بن عبد المطلب ليلتئذ و وا صباح قريش و اللّه لئن دخل النبي صلى اللّه عليه و سلم مكة عنوة انها لهلاك قريش الى اخر الدهر فخرج عباس على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ليرى حطابا او صاحب لبن او ذا حاجة يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فيستامنونه قبل ان يدخلها عليهم عنوة فسمع عباس صوت ابى سفيان يقول و اللّه ما رايت كالليل نيرانا فقال عباس ويحك يا أبا سفيان هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد جاء بما لا قبل لكم به فقال ما الحيلة فقال عباس يا أبا سفيان لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب فى عجز هذه البغلة حتى اتى بك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتستامنه فرجع فكلما مرا بنار نظروا اليه و قالوا هذا عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم حتى مرا بنار عمر فلما راى عمر أبا سفيان قام عمر فقال هذا ابو سفيان عدو اللّه الحمد للّه الذي أمكن منه بغير عهد و لا عقد فاشتد نحو رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فدخل عباس مع ابى سفيان على رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و دخل عليه عمر ما تصنع هذا الا انه رجل من بنى عبد مناف و لو كان من بنى كعب ما قلت هذا قال مهلا يا عباس لاسلامك يوم أسلمت كان أحب الى من اسلام الخطاب فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اذهب به يا عباس الى رحلك فلما أصبح غدا به عباس الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال ويحك يا أبا سفيان أ لم يأن لك ان تعلم ان لا اله الا اللّه قال بابى أنت و أمي ما أحلمك و أكرمك و أوصلك و اللّه لقد ظننت ان لو كان مع اللّه غيره لقد اغنى شيئا بعد قال ويحك يا أبا سفيان أ لم يأن ان تعلم انى رسول اللّه قال بابى أنت و أمي ما أحلمك و أكرمك و أوصلك اما هذه ففى نفسى منها شى ء قال عباس ويحك اسلم و اشهد ان لا اله الا اللّه قبل ان يضرب عنقك فشهد شهادة الحق و اسلم و اسلم حكيم و بديل قبل ابى سفيان هذا رواية اسحق بن راهويه بسند صحيح و عند الطبراني ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قال يعنى يا عباد اللّه ان أبا سفيان بالأراك فخذوه و عند ابن ابى شيبة ان أبا سفيان و أصحابه أخذهم حرس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من الأنصار و كان الحرس تلك الليلة عمر فقال احبسوه فحبسوه حتى أصبح و عند ابن ابى شيبة قال ابو سفيان دلونى على العباس و فى رواية فيهم عباس فذهب به الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الى اخر القصة و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من دخل دار ابى سفيان فهو أمن و من دخل المسجد فهو أمن و من اغلق بابه فهو أمن فصرخ ابو سفيان فى المسجد يا على صوته يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به و اخبر بما اتى به من الامان فتفرق الناس الى دورهم و الى المسجد و لما اسلم حكيم بن حزام و بديل بن ورقاء و بايعاه بعثهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بين يديه الى قريش يدعوهم الى الإسلام و بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الزبير و أعطاه الراية و امره على خيل المهاجرين و الأنصار و امره ان يركز راية با على مكة بالجحون و قال لا تبرح حتى امرتك و من ثم دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و ضربت هناك قبت و امر خالد بن وليد فيمن اسلم من قضاعنة و بنى سليم ان يدخل من أسفل مكة و بها بنو بكر قد استنفرتهم قريش و بنو الحارث بن عبد مناف و من كان من الأحابيش امرتهم قريش ان يكونوا بأسفل مكة و قال النبي صلى اللّه عليه و سلم لخالد و الزبير حين بعثهما لا تقاتلا الا من قاتلكم و امر سعد بن عبادة ان يدخل فى بعض الناس من كداء و أعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم راية فقال سعد حين توجه داخلا اليوم يوم الملحمة اليوم يستحل الحرمة فسمعها رجل من المهاجرين فقال يا رسول اللّه اسمع ما قال سعد بن عبادة من ابن يكون له فى قريش صولة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لعلى أدركه فخذ الراية فكن أنت تدخل بها فذهب على بالراية حتى غرزها عند الركن و روى ابو يعلى عن الزبير ان النبي صلى اللّه عليه و سلم دفع الراية اليه فدخل مكة بلوائين فلم يكن بأعلى مكة من قبل الزبير فقال و اما خالد ابن وليد فلما دخل من أسفل مكة منعه من كان هناك من المشركين قريش و غيرهم ان تشتهروا له السلاح و رموه بالنبل و قالوا لا تدخلها عنوة فصاح خالد فى أصحابه فقاتلهم و قتل منهم اربعة و عشرون رجلا من قريش و اربعة من هذيل و قال ابن اسحق أصيب من المشركين اثنى او ثلاثة عشر و انهزموا أقبح الانهزام حتى قتلوا بالحروة و هم مولون من كل وجه و انطلقت طائفة منهم فوق رؤس الجبال و اتبعهم المسلمون و لم يقتل من المسلمين الا رجل من جهينة يقال له سلمة بن الميلاء من خيل خالد بن الوليد و رجلان يقال لهما كرز بن جابر الفهري و حبيش بن خالد بن ربيعة كانا فى خيل خالد بن الوليد فشذا عنه و سلكا طريقا غير طريقه فقتلا جميعا و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم قد عهد الى امرائه من المسلمين حين أمرهم ان يدخلوا بمكة ان لا تقتلوا أحدا الا من قاتلهم الا نفر أسماهم فامرهم بقتلهم و ان وجدوا تحت أستار الكعبة عبد اللّه بن ابى سرح كان اسلم ثم ارتد فشفع فيه عثمن يوم الفتح فحقن دمه و اسلم بعد ذلك و عكرمة ابن ابى جهل فقبل إسلامه و حويرث بن نقيد كان يوذى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و نحن نرهب حين هاجرت الى المدينة فقتله على و مقيس بن صبابة كان اسلم ثم اتى على رجل من الأنصار فقتله و كان الأنصاري قتل أخاه هشاما خطاء فى غزوة ذى قردة ظنه من العدو فجاء مقيس فاخذ الدية ثم ارتد فقتله غيلة بن عبد اللّه رجل من قومه و هبار بن الأسود كان شديد الأذى للمسلمين و عرض لزينب بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فتحس بها فاسقطت و لم يزل ذلك المرض بها حتى ماتت اسلم يوم الفتح فعفا عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الحارث بن الطلاطل الخزاعي قتله على رض ذكره .... ابو معشر و كعب بن الزبير الشاعر كان يهجو فاسلم و مدح رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ذكره الحاكم و وحش ابن حرب قاتل بن حمزة فهرب الى الطائف ثم جاء فاسلم و عبد اللّه بن حنظل كان اسمه عبد العزى كان قد اسلم و سماه رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عبد اللّه و بعثه ساعيا و بعث معه رجلا من خزاعة و كان يصنع له طعاما و يخدمه فنزلا منزلا و امره ان يذبح له .... و يصنع طعاما و قام نصف النهار فاستيقظ و لم يضع له شيئا قعدا عليه فقتله ثم ارتد و هرب الى مكة و كانت له قينتان تغنيان بهجا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فأمر رسو ل اللّه صلى اللّه عليه و سلم بقتلهما معه فقتلت يوم الفتح إحداهما و هربت الاخرى فقتله سعيد بن حريث المخزومي و ابو برزة الأسلمي اشتركا فى دمه و أسلمت التي هربت و سارة مولاة عمر ابن هاشم كانت مغنية نواحة بمكة و هى التي وجد معها كتاب حاطب بن بلتعة أسلمت و هند بنت ابن عتبة امرأة ابى سفيان تنقت عن كبد حمزة عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم أسلمت فعفى عنها و هرب صفوان بن امية الى جدة ليركب منها الى اليمن فاستامن له عمير بن وهب فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اجعلنى فى امرى بالخيار الى شهرين فخيره رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الى اربعة أشهر ثم اسلم بعد ذلك و دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة و على راسه سواء رواه احمد و مسلم و اربعة فى الصحيحين على راسه المغفر و جمع بانه كان على راسه المغفر ثم نزع المغفر و لبس العمامة و كان يقرأ سورة الفتح يرجع صوته بالقراءة كذا فى الصحيحين فنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و معه أم سلمة و ميمونة روجتيه فى قبة من آدم بالحجون لخيف بنى كنانة حيث تقاسم قريش و كنانة على بنى هاشم و بنى المطلب ان لا يناكحوهم و لا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقيل الا تنزل منزلك من الشعب فقال هل تركت لنا عقيل منزلا و قد باع عقيل منزل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و منزل اخوته من الرجال و النساء بمكة فقيل فانزل فى بعض بيوت مكة غير منازلك فأبى و قال لا ادخل البيوت و كان يأتي فى المسجد لكل صلوة من الحجون فمكث فى منزله ساعة من النهار فاغتسل و سترها فاطمة و صلى ثمان ركعات سبحة الضحى رواه مسلم و عند البخاري عن أم هانى انه صلى اللّه عليه و اله و سلم اغتسل فى بيتها و صلى ثم ركب راحلة و اتى الكعبة و استلم الركن بمحجنه و كبر و كبر المسلمون حتى ارتجت مكة تكبيرا و جعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يشير إليهم ان اسكنوا و المشركون فوق الجبال ينظرون ثم طاف بالبيت على راحلة سبعا يستلم الركن بمحجنه و كان حول الكعبة ثلاثمائة و ستون صنما مرصعة بالرصاص و كان هبل أعظمها و هو وجاه الكعبة على بابها و اساف و نايله حيث ينحرون و يذبحون فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم كلما مر بصنم منها يشير اليه و يطعن فى عينه و يقول جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فما يشير بصنم الا سقط بوجهه او بقفاه من غير ان يمسه و أراد فضالة بن عمر الليثي قتل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و هو يطوف فلما دنى منه قال يا فضالة قال نعم قال ماذا كنت تحدث به نفسك قال لا شى ء كنت اذكر اللّه فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و قال استغفر اللّه ثم وضع يده على صدره فكان فضالة يقول و اللّه ما رفع يده عن صدرى حتى لم يكن شى ء أحب الى منه فلما فرغ من طوافه نزل عن راحلته على أيدي الرجال لم يجد مناخا فى المسجد و أناخ البعير خارج المسجد ثم انتهى الى مقام و هو لاحق بالكعبة و الدرع عليه و المغفر و عمامة بين كتفيه فصلى ركعتين ثم انصرف الى زمزم فاطلع فيها و قال لو لا ان يغلب بنو عبد المطلب لنزعت منها دلوا فنزعه عباس و يقال الحارث بن عبد المطلب دلوا فشرب منه و توضأ المسلمون يتبدرون بوضوئه يصبونه على وجوههم و المشركون ينظرون إليهم و يتعجبون و يقولون ما راينا ملكا قط ابلغ منه فلا سمعنا به امر يهبل فكسر و عن على قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اجلس فجلست الى جنب الكعبة فصعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ثم قال يا على اصعد على منكبى ففعلت فلما نهض بي خيل الى لو شئت نلت أفق السماء فصعدت فوق الكعبة فقال انقض صنمهم الأكبر و كان من نحاس موتدا باوتاد من حديد الى الأرض فقال عالجة و يقول جاء الحق و زهق الباطل ان الباطل كان زهوقا فرميت به فارسل بلا لا الى عثمن بن طلحة يأتي بمفتاح الكعبة فقال عثمن هو عند أمي فارسل إليها فقالت لا و اللات و العزى لا ادفعه إليك ابدا فقال لها عثمان لا لات و لا عزى ان لم تفعلى قتلت انا و أخي فابطأ عثمن و رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ينتظره فبعث أبا بكر و عمر فلما سمعت صوت ابى بكر و عمر قالت يا بنى خذ المفتاح فان تأخذ أنت أحب الى من ان يأخذوا منه هم عدوى فاخذه عثمن فجاء به رسول اللّه صلى اللّه عليه و اله و سلم فتناول رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم منه المفتاح ففتح الكعبة بيده و كان هو طلحة يقولون لا يفتح الكعبة الا هم فامر رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمر بازالة الصور عن البيت قبل دخوله فتجرد المسلمون فى الأزر و أخذ الولاء و ارتجزوا على زمزم و يغسلون الكعبة ظهرها و بطنها فلم يدعوا اثرا من المشركين الا محوه و غسلوه فدخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الكعبة هو و اسامة بن زيد و طلحة و أغلقوا عليهم الباب فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عمودا عن يمينه و عمودين عن يساره و ثلثة اعمدة نحو باب البيت ورائه بينه و بين الجدار ثلثة ازرع او ذراعين فصلى ركعتين ثم خرج و صلى ركعتين قبل القبلة و قال هذه القبلة ثم قام على باب البيت قال لا اله الا اللّه وحده صدق وعده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده الا ان كل ماثرة و دم او مال يدعى فهو تحت قدمى هاتين و أول دم أضعه دم ربيعة بن الحارث إلا سدانة البيت و سقاية الحاج الا فى قتيل العصاء و السوط و الخطا شبه و العمد الدية المغلظة مائة ناقة منها أربعون فى بطونها أولادها و لا وصية لوارث و ان الولد للفراش و للعاهر الحجر و لا يحل لامراة ان تعطى من مال زوجها الا باذنه و المسلمون يد واحد على من سواهم و لا يقتل مسلم بكافر و لا ذو عهد فى عهده و لا يتوارث اهل ملتين و لا جلب و لا جنب و لا يوخذ صدقات المسلمين الا فى بيوتهم و أفنيتهم و لا تنكح امرأة على عمتها و لا على خالتها و البينة على من ادعى و اليمين على من أنكر و لا تسافر امراة الا مع ذى محرم و لا صلوة بعد العصر و بعد الصبح و أنهاكم عن صوم يومين يوم الفطر و يوم الأضحى و عن اللبستين لا يحتبى فى ثوب واحد و لا يشتمل الصماء يا معشر قريش ان اللّه قد ذهب عنكم الجاهلية و تعظمها بالآباء الناس ابن آدم و آدم خلق من تراب ثم تلا يايها الناس انا خلقناكم من ذكر و أنثى الاية يا اهل مكة ماذا ترون انى فاعل بكم قالوا خير أخ كريم و ابن أخ كريم قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر اللّه لكم و هو ارحم الراحمين اذهبوا فانتم طلقاء فاعتقهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فخرجوا كما نشروا من القبور و روى البخاري عن ابى هريرة ان عام الفتح قتلت خزاعة رجلا من بنى ليث بقتيل لهم فى الجاهلية فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال ان اللّه قد حبس عن مكة الفيل و سلط عليهم رسوله و المؤمنين الا و انها لم تحل لاحد قبلى و لا يحل لاحد بعدي و انما حلت لى ساعة من نهار الا و انها ساعتى هذه حرام لا يختلى شوكها و لا يعضد شجرتها و لا يلتقط ساقطها الا متشدد من قتل له قتيل فهو بخير النظرين اما يودى و اما يقاد فقال له رجل من اهل اليمن يقال له ابو شاه اكتب لى يا رسول اللّه فقال اكتبوا له و قام رجل من قريش فقال يا رسول اللّه الا الاذخر قال الا الاذخر و فى رواية قام رجل فقال يا رسول اللّه انى قد عاهرت فى الجاهلية فقال عليه السلام من عاهر بامرأة لا يملكها او امة قوم آخرين ثم ادعى ولده بعد ذلك فانه لا يجوز له و لا يرث و لا يورث ولاء خالكم الا قد عرفتموها أقول قولى هذا و استغفر اللّه لى و لكم و نادى منادى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة من كان يومن باللّه و باليوم الاخر فلا يدع ما فى بيته صنما الا كسره فلما حانت الظهر امر بلالا ان يوذن بالظهر يومئذ فوق الكعبة يغبط بذلك المشركون و قريش فوق رؤس الجبال و قد فسر وجوههم و تعيبوا و ابو سفيان و خالد بن أسيد و حارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة فقال خالد بن أسيد لقد أكرم اللّه أسيدا ان لا يكون يسمع هذا و قال الحارث اما و اللّه لو اعلم انه محق لاتبعه و قال بعض بنى سعيد بن العاص لقد أكرم اللّه سعيدا إذ قبضه قبل ان يرى هذا الأسود على ظهر الكعبة و قال ابو سفيان لا أقول شيئا لو تكلمت لاخبرت عنى هذه الحصا فاتى جبرئيل بما قالو فاخبرهم رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بما قالوا فقالوا شهد انك رسول اللّه فاسلم اهل مكة و رمى بعض المسلمين أبا قحافة فشبحه فاخذت قلادة اسماء بنت فادركه ابو بكر و هو يستد من فمسح الدم على وجهه و جاء به الى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فقال هلا تركت الشيخ حتى ايته فمسح صدره فاسلم و كان راس ابى قحافة و لحيته كالثغامة فقال عليه الصلاة و السلام غيروا هذا الشي ء و جنبوه السواد فجلس رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم على الصفا و عمر أسفل منه يأخذ عن الناس البيعة على الايمان باللّه و شهادة ان لا اله الا اللّه وحده و ان محمدا عبده و رسوله فجاء الكبار و الصغار و الرجال و النساء فبايعهم و لما فرغ عن بيعة الرجال بايع النساء قالت عائشة و اللّه ما مست يد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم امرأة قط ما كان يبايعهن الا كلاما و روى مسلم عن ابى هريرة ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما فرغ من طوافه اتى الصفا فعلا منه حتى يرى البيت فرفع يديه و جعل يحمد اللّه تعالى و يذكره و يدعو بما شاء اللّه ان يدعوه و الأنصار تحته فقال بعضهم لبعض اما الرجل فادركته رغبة فى قربته و رافة فى عشيرته فجاء الوحى فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يا معشر الأنصار قالوا لبيك يا رسول اللّه قال قلتم كذا قالوا نعم قال فحاشا و كلا انى عبد اللّه و رسوله هاجرت الى اللّه و إليكم المحيا محياكم و الممات مماتكم فاقبلوا اليه يبكون و يقولون و اللّه يا رسول اللّه ما قلنا الذي قلنا الا للضنين باللّه و برسوله فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فان اللّه و رسوله بعد ردتكم بصدقاتكم و استقرض رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم من ثلثة نفر من قريش خمسين الف درهم من صفوان بن امية و أربعين الف درهم من عبد اللّه بن ربيعة و أربعين الف من حويطب بن عبد العزى فقسمها بين اهل الضعف من أصحابه فلما فتح اللّه هوازن ردها و قال انما جزاء السلف الحمد و الأداء و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لا تعزى مكة بعد اليوم و قال لا هجرة بعد الفتح و روى ابو يعلى و ابو نعيم عن ابن عباس قال لما فتح مكة ان إبليس ان رنة فاجتمعت ذريته فقال ايئسوا ان ترد امة محمد الى الشرك و روى ابن ابى شيبة عن مكحول لما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة تلقته الجن يرمونه بالشرر فقال جبرئيل عليه السلام تعوذ يا محمد بهؤلاء الكلمات أعوذ بكلمات اللّه التامة التي لا يجاوزهن برو لا فاجر من شر ما نزلا من السماء و ما يعرج فيها و من شر ما بث فى الأرض و ما يخرج منها و من شر الليل و النهار و من شر كل طارق يطرق الا طارق يطرق بخير يا رحمن و روى البيهقي عن ابن ابى بزى قال لما فتح مكة جاءت عجوز حبشية شمطاء تخمش وجها و تدعو بالويل فقيل يا رسول اللّه راينا عجوزا شمطاء حبشية تخمش وجهها و تدعو بالويل فقال تلك قائلة أيست ان تعبد ببلدكم هذا ابدا و نزلت يوم الفتح ان اللّه يأمركم ان تؤدوا الأمانات الى أهلها الآية فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم عثمن بن طلحة فدفع اليه المفتاح و قال خذها خالدة تالدة لا ينزعها منكم الا ظالم ان اللّه استامنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف و روى انه جاء جبرئيل فقال ما دام هذا البيت أوليته من لبناته قائمة فان المفتاح و السدانة فى ال عثمن فكان المفتاح معه فلما مات دفعه الى أخيه شيبة فالمفتاح و السدانة فى أولادهم الى يوم القيمة و اقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم بمكة تسع عشرة ليلة يقصر الصلاة رواه البخاري و فى رواية ابى داود سبع عشرة و عند الترمذي و البخاري ثمان عشر وجه الجمع انه تسع عشر مع يوم الدخول و الخروج و سبع عشر باسقاطهما و ثمان عشر من حيث الساعات و ما روى خمس عشرة فضعفها النووي فى الخلاصة و لما فتح اللّه مكة قالت العرب بعضهم لبعض إذا ظفر محمد يا اهل الحرم و قد كان اللّه اجارهم من اصحاب الفيل فليس لكم به يدان فكانوا يدخلون فى دين اللّه أفواجا بعد ان كانوا يدخلون واحدا و واحدا و اثنين اثنين و هو قوله تعالى. ٢ وَ رَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللّه جملة يدخلون حال من مفعول رايت ان كان بمعنى روية البصر و الا فمفعوله الثاني أَفْواجاً حال من فاعل يدخلون قال مقاتل و عكرمة أراد بالناس اهل اليمن عن ابى هريرة عن النبي صلى اللّه عليه و سلم قال أمتكم اهل اليمن هم ارق افئدة و ألين قلوبا للايمان و الحكمة يمانية و الفخر و الخيلاء فى اصحاب الإبل و السكينة و الوقار فى اهل الغنم متفق عليه و جواب إذا جاء قوله تعالى. ٣ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ اى متلبسا بحمد ربك يعنى قل سبحان اللّه و بحمده متعجبا حامدا لما تيسر اللّه لك ما لم يخطر ببال أحد ان يفتح عنوة و قد منعها اللّه من اصحاب الفيل عن انس قال لما دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم مكة استشرفه الناس فوضع راسه صلى اللّه عليه و سلم على رحله متخشعا رواه الحاكم بسند جيد و عن ابى هريرة نحوه بلفظ ليمس وسط رحله و يقرب منها تواضعا حتى راى من فتح اللّه و كثرة المسلمين ثم قال اللّهم ان العيش عيش الاخرة رواه ابو يعلى وَ اسْتَغْفِرْهُ تواضعا و هضما لنفسك و استغفارا لعملك و استدراكا لما فات منك الأفضل باختيار الفاضل شفقة على الامة او المعنى استغفر لامتك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم انى لاستغفر اللّه فى اليوم و الليلة سبعين مرة و فى رواية اكثر من سبعين مرة و فى رواية مائة مرة رواه البخاري و النسائي و ابن ماجة و الطبراني و ابو يعلى من حديث ابى هريرة و انس و شداد بن أوس و تقديم التسبيح ثم الحمد على الاستغفار على طريقه النزول من الخالق الى الخلق و هذا من سنة الدعاء و لا بد لغير النبي صلى اللّه عليه و سلم تقديم الصلاة على النبي صلى اللّه عليه و سلم ايضا على استغفار إِنَّهُ لم يزل كانَ تَوَّاباً للمستغفرين منذ خلق المكلفين روى الثعلبي ان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم لما قرئها بكى عباس فقال عليه السلام ما يبكيك فقال نعيت نفسك إليك فقال انه لكما تقول قال البيضاوي وجه الاستدلال بالسورة على نعى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم دلالتها على تمام الدعوة و كمال امر الدين كقوله تعالى اليوم أكملت لكم دينكم الاية او لان الأمر بالاستغفار تنبيه له على دنو الاجل و روى البخاري عن ابن عباس قال كان عمر يدخلنى مع أشياخ بدر فقال بعضهم لم يدخل هذا الفتى معنا و لنا أبناء مثله فقال انه ممن قد علمتم قال فدعاهم ذات يوم و دعانى معهم قال و ما رايته دعانى يومئذ الا ليريهم منى فقال ما تقول إذا جاء نصر اللّه و الفتح حتى ختم السورة فقال بعضهم أمرنا ان نحمد اللّه و نستغفره إذا نصرنا و فتح علينا و قال بعضهم لا ندرى و لم يقل بعضهم شيئا قال لى ابن عباس كذلك تقول قلت لا قال فما تقول قلت هو أجل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم اعلمه اللّه إذا جاء نصر اللّه و الفتح فتح مكة فذاك علامة أجلك فسبح بحمد ربك و استغفره انه كان توابا قال عمر ما اعلم الا ما تعلم اخرج احمد عن ابن عباس قال لما نزلت إذا جاء نصر اللّه و الفتح قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم نعت الى نفسى اخرج الترمذي من حديث انس إذا جاء نصر اللّه و الفتح ربع القران و روى البخاري عن عائشة قالت كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يكثر فى ركوعه و سجوده سبحانك اللّهم و بحمدك اللّهم اغفر يتاول و روى مسلم عنها قالت كان يكثر من قول سبحان اللّه و بحمده استغفر اللّه و أتوب اليه قال أخبرني ربى الى سارى علامة فى أمتي فاذا رايتها اكثر من قول سبحان اللّه و بحمده استغفر اللّه و أتوب اليه رايتها إذا جاء نصر اللّه و الفتح فتح مكة و رايت الناس يدخلون فى دين اللّه أفواجا فسبح بحمد ربك و استغفره انه كان توابا قال الحسن اعلمه قد اقترب اجله فامر بالتسبيح و التوبة ليختم له بالزيادة فى العمل الصالح قال قتادة و مقاتل عاش النبي صلى اللّه عليه و سلم بعد نزول هذه السورة سنتين- و اللّه اعلم. |
﴿ ٠ ﴾