٥

{إ يّاك نعْبُدُ} فلأنه اذا قال "الحمدُ ل مال ك يوم الدين" فانه ينبغي ان يقول "إيّاهُ نعبد" فانما هذا على الوحي. وذلك ان اللّه تبارك وتعالى خاطب النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: "قل يا محمد": "الحمدُ للّه" وقل: "الحمدُ لمالك يوم الدين" وقل يا محمد: {إ يّاك نعْبُدُ وإ يّاك نسْتع ينُ}.

وأما قوله {إيّاك نعْبُدُ} ولم يقل "أنت نعبد" [ف] لان هذا موضع نصب. واذا لم يقدر في موضع النصب على الكاف أو الهاء وما أشبه ذلك من الاضمار الذي يكون للنصب جعل "أ يّاك" أو "إيّاهُ" أو نحو ذلك مما يكون في موضع نصب. قال: {وإ نّآ أوْ إ يّاكُمْ لعلى هُدًى} لان هذا موضع نصب، تقول: "إني أو زيداً منطلق". و {ضلّ منْ تدْعُون إ لاّ إ يّاهُ}. هذا في موضع نصب. كقولك: "ذهب القوم الاّ زيدا". [و] انما صارت {إ يّاك} [في {إ يّاك نعْبُدُ}]في موضع نصب من اجل {نعْبُدُ} وكذلك :

{إ يّاك نسْتع ينُ} أيضاً. واذا كان موضع رفع جعلت فيه "أنت" و "أنتما" و "أنتم"، و "هو" و "هي" واشباه ذلك .

 سورة ( الفاتحة )

﴿ ٥