٤٥

باب الواو.

أما قوله {واسْتع ينُواْ ب الصّبْر والصّلاة وإ نّها لكب يرةٌ} فلأنه حمل الكلام على "الصلاة ". وهذا كلام منه ما يحمل على الأول ومنه ما يحمل على الاخر.

وقال {واللّه ورسُولُهُ أحقُّ أن يُرْضُوهُ} فهذا يجوز على الأول والآخر، وأقيس هذا اذا ما كان بالواو ان يحمل عليهما جميعاً. تقول: "زيد وعمرو ذاهبان". وليس هذا مثل "أو" لان "أو" انما يخبر فيه عن أحد الشيئين. وأنت في "أو" بالخيار ان شئت جعلت الكلام على الأول وان شئت على الآخر، وأن تحمله على الآخر أقيس لانك ان تجعل الخبر على الاسم الذي يليه [الخبر] فهو أمثل من أن تجاوزه الى اسم بعيد منه. قال {وإ ذا رأوْاْ ت جارةً أوْ لهْواً انفضُّواْ إ ليْها} فحمله على الأول، وقال في موضع آخر {وم ن رّحْمت ه جعل لكُمُ الْلّيْل والنّهار ل تسْكُنُواْ ف يه }

وقال {ومن يكْس بْ خط يئةً أوْ إ ثْماً ثُمّ يرْم ب ه بر يئاً} فحمله على الآخر.

قال الشاعر: [من البسيط وهو الشاهد الثامن والخمسون]:

أمّا الوسامةُ أو حُسْنُ الن ساء فقدْ * أُوتيت م نْهُ لو انّ العقل محتن كُ

وقال ابنُ أحمر: [من الطويل وهو الشاهد التاسع والخمسون]:

[٣٨ء] رماني بداءٍ كنتُ منهُ ووالدي * بريئاً ومن أجْل الطو يّ رماني

وقال الآخر: [من المنسرح وهو الشاهد الستون]:

نحنُ ب ما عندنا وأنت بما * عندك راضٍ والرأيُ مُخْتل فُ

وهذا مثل قول البرجمي: [من الطويل وهو الشاهد الحادي والستون]:

منْ يكُ أمْسى بالمدينة دارُهُ * فإنّي وقيّاراً ب ها لغر يبُ

وأما قوله {ب اتّ خاذ كُمُ الْع جْل فتُوبُواْ إ لى بار ئ كُمْ}

فانتصب {الْع جْل} لانه مفعول به، تقول: "عجبت من ضرب ك زيداً".

وقوله {بار ئ كُمْ} مهموز لانه من [٤٢ب] "برأ اللّه الخلق" "يبْرأُ" "برْءاً". وقد قرأ بعضهم هذه الهمزة بالتخفيف فجعلها بين الهمزة وبين الياء. وقد زعم قوم انها تجزم ولا أرى ذلك الا غلطا منهم، سمعوا التخفيف فظنوا انه مجزوم والتخفيف لا يفهم الا بمشافهة* ولا يعرف في الكتاب. ولا يجوز الاسكان، الا ان يكون اسكن وجعلها نحو "علْم" و"قدْ ضُرْب" و"قدْ سمْع" ونحو ذلك .

سمعت من العرب من يقول: {جآءتْ رُسُلْنا} جزم اللام وذلك لكثرة الحركة

قال الشاعر: [من السريع وهو الشاهد الثاني والسبعون]:

وأنت لو باكرت مشْمولةً * صهباء مثل الفرس الأشْقر

رُحْت وفي رجليك ما فيهما * وقد بداهنْك من الم ئز ر

وقال امرؤ القيس [من السريع وهو الشاهد الثالث والسبعون]:

فاليوم أشربْ غير مُستحقبٍ * إ ثماً من اللّه ولا واغ ل

وقال آخر: [من الرجز وهو الشاهد الرابع والسبعون]:

* إنّ بن ي ثمرةْ فُؤادي *

وقال آخر: [من الرجز وهو الشاهد الخامس والسبعون]:

يا علْقمة يا علْقمة يا علقمة * خير تميمٍ كلّ ها وأكرمهْ

وقال: [من الرجز وهو الشاهد السادس والسبعون]:

إذا اعوججْن صاحبْ قوّ م * بالدّوّ أمثال السفين العُوّم

ويكون "رُسُلْنا" على الادغام، يدغم اللام في النون ويجعل فيها غنة. [٤٣ء] والاسكان في {بارئْكُم} على البدل لغة الذين قالوا: "أخْطيْت" وهذا لا يعرف.

﴿ ٤٥