١٤٩

 [٦٦ب]

وقال {ل ئلاّ يكُون ل لنّاس عليْكُمْ حُجّةٌ إ لاّ الّذ ين ظلمُواْ} فهذا معنى "لكنّ". وزعم يونس انه سمع اعرابياً فصيحا يقول: "ما أشْتك ي شيْئاً إلاّ خيْراً" وذلك أنه قيل له: "كيْف تج دُك". وتكون "إلاّ" بمنزلة الواو نحو قول الشاعر: [من الكامل وهو الشاهد الثلاثون بعد المئة]:

وأرى لها داراً بأغْد رة السـ * ـي دان لم يدْرُسْ لها رسْمُ

إلاّ رماداً هام داً دفعتْ * عنْهُ الرياح خوال دٌ سُحْمُ

أراد: أرى لها داراً ورماداً. وقال بعضُ أهْل الع لم ان الذين ظلموا ها هنا هم ناس من العرب كانوا يهوداً أو نصارى، فكانوا يحتجون على النبي صلى اللّه عليه، فاما سائر العرب فلم يكن لهم حجة وكانت حجة من يحتج منكسرة. الا انك تقول لمن تنكسر حجته "ان لك علي الحجة ولكنها منكسرة وانك تحتج بلا حجة وحجتك ضعيفة".

وقال {ولأُت مّ ن عْمت ي عليْكُمْ} يقول: "لأنْ لا يكُون للناس عليْكُمْ حُجة ولأُت مّ ن عْمتي عليكُم" عطف على الكلام الأول.

﴿ ١٤٩