٢٠٨

قال {ادْخُلُواْ ف ي السّ لْم كآفّةً} و"السّ لْمُ": الإ سْلامُ.

وقوله {وتدْعُواْ إ لى السّلْم وأنتُمُ الأعْلوْن} ذلك : الصُلْح.

وقد قال بعضهم في "الصلح": "السّ لم.

وقال {ويُلْقُواْ إ ليْكُمُ السّلم} وهو الاستسلام.

وقال {وإ ذا خاطبهُمُ الجاه لُون قالُواْ سلاماً} أي: قالوا "براءةً م نْكُم" [٧٢ب] لأنّ "السّلام" في بعض الكلام هو: البراءة. تقول: "إنّما فلانٌ سلامٌ ب سلام" أي: لا يُخال طُ إ حداً.

قال الشاعر: [من الوافر وهو الشاهد الحادي والاربعون بعد المئة]:

سلامك ربّنا في كلّ فجْرٍ * بريئا ما تغنّثُك* الذُّمومُ

يعني تأوّبك، يقول: "براءتك".

وقال {إ ذْ دخلُواْ عليْه فقالُواْ سلاماً قال سلامٌ} وهذا فيما يزعم المفسرون: قالوا خيراً. كأنه - و اللّه اعلم - سمع منهم التوحيد فقد قالوا خيرا، فلما عرف انهم موحدون قال: "سلامٌ عليْكُم" فسلم عليهم. فهذا الوجه رفع على الابتداء.

وقال بعضهم: "ما كان من كلام الملائكة فهو نصب وما كان من الانسان فهو رفع في السلام". وهذا ضعيف ليس بحجة.

وقال {فاصْفحْ عنْهُمْ وقُلْ سلامٌ} فهذا يجوز على معنى: "سلامٌ عليْكُم" في التسليم. او يكون على البراءة الا انه جعله خبر المبتدأ كأنه قال "أم ري سلامٌ". اي: أمري براءة منكم، وأضمر الاسم كما يضمر الخبر. و

قال الشاعر: [من الطويل وهو الشاهد الرابع عشر]:

فيا ظبْية الوعْساء بيْن جلاج لٍ * وبين النّقا آأنْت أمْ أُمُ سال م

على: "أ أنْت ه ي أمْ أم سال م " أيْ: أشْكلْت عليّ ب شبه أمّ سال م ب ك . وكل هذا قد اضمر الخبر فيه. ومثل ذلك {لا يسْتو ي م نكُم [٧٣ء] مّنْ أنفق م ن قبْل الْفتْح وقاتل أُوْلائ ك أعْظمُ درجةً مّ ن الّذ ين أنفقُواْ م ن بعْدُ وقاتلُواْ}فلما قال {أُوْلائ ك أعْظمُ درجةً مّ ن الّذ ين أنفقُواْ م ن بعْدُ وقاتلُواْ} كان فيه دليلٌ* على معنى {لا يسْتو ي م نكُم مّنْ أنفق م ن قبْل الْفتْح } "ومن أنفق من بعد الفتح" أي لا يستوي هؤلاء وهؤلاء.

وقال {ولا تتّب عُواْ خُطُوات الشّيْطان } لان كل اسم على "فُعْلة" خفيف اذا جمع حرك ثانية بالضم نحو" ظُلُمات" و"غُرُفات" لان مخرج الحرفين بلفظ واحد اذا قرب أحدهما من صاحبه [كان]** أيسر عليهم. وقد فتحه بعضهم فقال: "الرُكبات" و"الغُرفات" و"الظُلُمات"، واسكن بعضهم ما كان من الواو كما يسكن ما كان من الياء نحو "كُلْيات" أسكن اللام لئلا تحوّل الياء واوا فاسكنها في "خُطْوات" لان الواو اخت الياء. وما كان على "فعْلة" نحو: "سلْوة" و"شهْوة" حرّك ثانية في الجمع بالفتح نحو "سلوات" و"شهوات" فاذا كان أوله مكسورا كسر ثانيه نحو "ك سْره" و"ك س رات"، و"س دْرة"، و"س د رات". وقد فتح بعضهم ثاني هذا كما فتح ثاني المضموم واستثقل الضمتين والكسرتين. وما كان من نحو هذا ثانيه واو أو ياء أو التقى فيه حرفان من جنس واحد لم يحرّك، نحو: "دُوْمة" و"دُومات"، و"وعُوذة" و"عوذات" وهي: المعاذة، و"بيْضة" و"بيْضات" [٧٣ب]، و"ميْتة" و"ميْتات". لان هذا لو حرّك لتغير وصار الفا فكان يغير بناء الاسم فاستثقلوا ذلك . وقالوا: "ع ضةٌ" و"ع ضات" فلم يحركوا لان هذا موضع تتحرك فيه لام الفعل فلا يضعف ولولا انه حرك لضعف وأكثر [ما] في "الظُلُمات" و"الك س رات" وما أشبههما ان يحرك الثاني على الأول. وقد دعاهم ذلك إلى أن قالوا "أذْكُر" فضموا الالف لضمة الكاف وبينها حرف فذلك أخلق.

وقد قال بعضهم: "أنا أُنْبُوك" و"أنا أُجُوك" فضم الباء والجيم لضمة الهمزة ليجعلها على لفظ واحد، فهذا اشد من ذاك.

وقال: "هذا هُو مُنْحدُرٌ من الجبل" يريد "مُنْحدرٌ" فضم الدال لضمة الراء، كما ضم الباء والجيم في "أُنْبُوك" و "أُجُوك".

﴿ ٢٠٨