٢٩

وقوله : ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ ... (٢٩)

الاستواء فى كلام العرب على جهتين :

إحداهما أن يستوى الرجل [و] «٣» ينتهى شبابه ،

أو يستوى عن اعوجاج ، فهذان وجهان.

ووجه ثالث أن تقول : كان مقبلا على فلان ثم استوى علىّ يشاتمنى وإلىّ سواء «٤» ، على معنى أقبل إلى وعلىّ فهذا معنى قوله : ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ واللّه أعلم. وقال «٥» ابن عباس : ثم استوى إلى السماء : صعد ، وهذا كقولك للرجل : كان قائما فاستوى قاعدا ، وكان قاعدا فاستوى قائما. وكلّ فى كلام العرب جائز.

فأما قوله : ثُمَّ اسْتَوى إِلَى السَّماءِ فَسَوَّاهُنَّ فإن السماء فى معنى جمع ، فقال «فَسَوَّاهُنَّ» للمعنى المعروف أنهنّ سبع سموات. وكذلك الأرض يقع عليها - وهى واحدة - الجمع. ويقع عليهما التوحيد وهما مجموعتان ، قال اللّه عزّ وجلّ : «رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» «٦». ثم قال : «وَ ما بَيْنَهُما» ولم يقل بينهن ، فهذا دليل على ما (قلت «٧» لك).

 (٣) فى الأصول «أو» بدل الواو.

(٤) فى ج ، ش : «استوى علىّ وإلىّ يشاتمنى» وكذا فى اللسان.

(٥) فى أ: «و قد قال».

(٦) آية ٥ سورة والصافات.

(٧) فى أ: (أخبرتك).

﴿ ٢٩