٨٨وقوله : فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ (٨٨) يقول القائل : هل كان لهم قليل من الإيمان أو كثير؟ ففيه وجهان من العربية : أحدهما - ألّا يكونوا آمنوا قليلا ولا كثيرا. ومثله مما تقوله العرب بالقلّة على أن ينفوا الفعل كلّه قولهم : قلّ ما رأيت مثل هذا قطّ. وحكى الكسائي عن العرب : مررت ببلاد قلّ ما تنبت إلّا البصل والكرّاث. أي ما تنبت إلّا هذين. وكذلك قول العرب : ما أكاد أبرح منزلى وليس يبرحه وقد يكون أن يبرحه قليلا. والوجه الآخر - أن يكونوا يصدقون بالشيء قليلا ويكفرون بما سواه : بالنبي صلى اللّه عليه وسلّم فيكونون كافرين وذلك أنه يقال : من خلقكم؟ و من رزقكم؟ فيقولون : اللّه تبارك وتعالى ، ويكفرون بما سواه : بالنبي صلى اللّه عليه وسلّم وبآيات اللّه ، فذلك قوله : فَقَلِيلًا ما يُؤْمِنُونَ. وكذلك قال المفسرون فى قول اللّه : «وَ ما يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ» «١» على هذا التفسير. (١) آية ١٠٦ سورة يوسف. |
﴿ ٨٨ ﴾