٩٤

وقوله : قُلْ إِنْ كانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ... (٩٤)

يقول : إن كانالأمر على ما تقولون من أن الجنة لا يدخلها إلا من كان يهوديا أو نصرانيا فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ فأبوا ، وذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال : (واللّه لا يقوله أحد إلا غصّ بريقه) «٦». ثم إنه وصفهم فقال : وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا معناه واللّه أعلم : وأحرص من الذين أشركوا على الحياة. ومثله أن تقول : هذا أسخى

 (٦) هكذا نص الحديث فى كل الأصول ، ورواية البيهقىّ عن ابن عباس مرفوعا : (لا يقولها رجل منهم إلا غص بريقه) ولهذا الحديث روايات أخرى تطلب من مظانها.

النّاس ومن هرم. لأن التأويل للأوّل هو أسخى من الناس ومن هرم ثمّ إنه وصف المجوس فقال : يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وذلك أن تحيتهم فيما بينهم : (زه «١» هزار سال). فهذا تفسيره : عش ألف «٢» سنة.

وأما قوله : قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ ، ... (٩٧)

[يعنى القرآن ] «٣» عَلى قَلْبِكَ [هذا أمر] «٤» أمر اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلّم فقال : قل لهم لما قالوا عدوّنا جبريل وأخبره اللّه بذلك ، فقال : قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ يعنى قلب محمد صلى اللّه عليه وسلّم ، فلو كان فى هذا الموضع «على قلبى» وهو يعنى محمدا صلى اللّه عليه وسلّم لكان صوابا. ومثله فى الكلام : لا تقل للقوم إن الخير عندى ، وعندك أمّا عندك فجاز لأنه كالخطاب ، وأما عندى فهو قول المتكلم بعينه. يأتى هذا من تأويل قوله :

«سَتُغْلَبُونَ» و«سَيَغْلِبُونَ» «٥» بالتاء والياء.

(١) زه معناها فى العربية : عش ، وهزار معناها : ألف ، وسال معناها : سنة.

(٢) فى تفسير الطبري : عن ابن عباس فى قوله «يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ» قال هو قول الأعاجم : سال زه نوروز مهرجان ، وعن ابن جبير قال : هو قول أهل الشرك بعضهم لبعض إذا عطس :

زه هزار سال. [.....]

(٣) ساقط من أ.

(٤) ساقط من أ.

(٥) آية ١٢ سورة آل عمران ، والقراءة بياء الغيبة أي بلغهم أنهم سيغلبون ، وبتاء الخطاب أي قل لهم فى خطابك إياهم ستغلبون.

﴿ ٩٤