١٠٤وقوله : يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقُولُوا راعِنا وَقُولُوا انْظُرْنا ... (١٠٤) هو «٣» من الإرعاء والمراعاة ، (وفى) «٤» قراءة عبد اللّه «لا تقولوا راعونا» وذلك أنها كلمة باليهودية شتم ، فلمّا سمعت اليهود أصحاب محمد صلى اللّه عليه وسلّم يقولون : يا نبىّ اللّه راعنا «٥» ، اغتنموها فقالوا : قد كنا نسبّه فى أنفسنا فنحن الآن قد أمكننا أن نظهر له السّبّ ، فجعلوا يقولون لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم : راعنا ، ويضحك بعضهم إلى بعض ، ففطن لها رجل «٦» من الأنصار ، فقال لهم : واللّه لا يتكلم بها رجل (٣) فى ج : «و هو». (٤) فى ج : «و هو فى». (٥) راعنا : أمر من المراعاة وهى الحفظ. وفى الصحاح : «أرعيته سمعى أي أصغيت إليه ، ومنه قوله تعالى : «راعِنا» قال الأخفش : «هو فاعلنا من المراعاة على معنى أرعنا سمعك ، ولكن الياء ذهبت للأمر». والأقرب أن المراعاة هنا مبالغة فى الرعي أي حفظ المرء غيره ، وتدبير أموره. وقراءة عبد اللّه بن مسعود «راعونا» على إسناد الفعل إلى ضمير الجمع للتوقير. (٦) هو سعد بن معاذ الأنصاري الأوسى رضى اللّه عنه وكان يعرف لغتهم. شهد بدرا وأحدا ، وتوفى سنة خمس من الهجرة بسبب جرح أصابه فى غزوة الخندق. إلا ضربت عنقه ، فأنزل اللّه «١» «لا تَقُولُوا راعِنا» ينهى المسلمين «٢» عنها إذ كانت سبّا عند اليهود. وقد قرأها الحسن البصرىّ : «لا تَقُولُوا راعِنا» بالتنوين ، يقول : لا تقولوا حمقا ، وينصب بالقول كما تقول : قالوا خيرا وقالوا شرّا. وقوله : وَقُولُوا انْظُرْنا أي انتظرنا. وانْظُرْنا : أخّرنا ، (قال اللّه) «٣» : « [قالَ ] أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ» يريد «٤» أخّرنى ، وفى سورة الحديد [يَوْمَ يَقُولُ الْمُنافِقُونَ وَالْمُنافِقاتُ ] «لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ» «٥» خفيفة الألف على معنى الانتظار. وقرأها حمزة الزيّات : «لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونا» على معنى التأخير. (١) فى ش ، ج زيادة قبل الآية : «ينهى المسلمين». (٢) فى نسخة أ: «ينهى المسلم». (٣) فى أ: «كقوله». (٤) فى ج ، ش : «يقول». (٥) آية ١٣ من السورة المذكورة. |
﴿ ١٠٤ ﴾