١٣٠

وقوله : إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ ... (١٣٠)

العرب توقع سفه على (نفسه) وهى معرفة. وكذلك قوله : «بَطِرَتْ مَعِيشَتَها» «١» وهى من المعرفة كالنكرة ، لأنه مفسّر ، والمفسّر فى أكثر الكلام نكرة كقولك :

ضقت به ذرعا ، وقوله : «فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْساً» «٢» فالفعل للذّرع لأنك تقول : ضاق ذرعى به ، فلمّا جعلت الضيق مسندا إليك فقلت : ضقت جاء الذّرع مفسرا لأن الضيق فيه كما تقول : هو أوسعكم دارا. دخلت الدار لتدلّ على أن السعة فيها لا فى الرّجل وكذلك قولهم : قد وجعت بطنك ، ووثقت رأيك - أو - وفقت ، [قال أبو عبد اللّه «٣» : أكثر ظنّى وثقت بالثاء] «٤» إنما الفعل للأمر ، فلمّا أسند الفعل إلى الرجل صلح النصب فيما عاد بذكره على التفسير ولذلك لا يجوز تقديمه ، فلا يقال : رأيه سفه زيد ، كما لا يجوز دارا أنت أوسعهم لأنه وإن كان معرفة فإنه فى تأويل نكرة ، ويصيبه النصب فى موضع نصب النكرة ولا يجاوزه.

(١) آية ٥٨ سورة القصص.

(٢) آية ٤ سورة النساء.

(٣) هو محمد بن الجهم السمري مستملى الفراء وراوى الكتاب عنه.

(٤) ما بين الخطين ساقط من ج ، ش - هذا - وجاء فى اللسان مادة «وفق» : «وفق أمره يفق قال الكسائي يقال رشدت أمرك ووفقت رأيك ، ومعنى وفق أمره وجده موافقا ، وقال اللحيائى :

وفقه وفهمه».

﴿ ١٣٠