١٤٣

وقوله : وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً ... (١٤٣)

يعنى عدلا «١» لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ يقال : إن كلّ نبىّ يأتى يوم القيامة فيقول : بلّغت ، فتقول أمّته : لا ، فيكذّبون الأنبياء ، «٢» (ثم يجاء بأمّة محمد صلى اللّه عليه وسلّم فيصدّقون الأنبياء ونبيّهم) ، ثم يأتى النبىّ صلى اللّه عليه وسلّم فيصدّق أمّته ، فذلك قوله تبارك وتعالى : لِتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً ، ومنه قول اللّه : «فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ [وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً]» «٣».

(١) كذا فى أصول الكتاب بالإفراد. ووجه ذلك أن عدلا فى الأصل مصدر ، فيصلح للفرد والجمع.

وفى غير هذا الكتاب : «عدولا».

(٢) سقط ما بين القوسين فى أ.

(٣) آية ٤١ من سورة النساء.

وقوله : وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ ... (١٤٣)

أسند الإيمان إلى الأحياء من المؤمنين ، والمعنى فيمن مات من المسلمين قبل أن تحوّل القبلة. فقالوا للنبى صلى اللّه عليه وسلّم : كيف بصلاة إخواننا الذين ماتوا على القبلة الأولى؟ فأنزل اللّه تبارك وتعالى : وَما كانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمانَكُمْ

يريد إيمانهم لأنهم داخلون معهم فى الملّة ، وهو كقولك للقوم : قد قتلناكم وهزمناكم ، تريد : قتلنا منكم ، فتواجههم بالقتل وهم أحياء.

﴿ ١٤٣