١٥٦وقوله : قالُوا إِنَّا لِلَّهِ ... (١٥٦) لم تكسر العرب (إنا) «٢» إلا فى هذا الموضع مع اللام فى التوجّع خاصّة. فإذا لم يقولوا (للّه) فتحوا فقالوا : إنا لزيد محبّون ، وإنا لربّنا حامدون عابدون. وإنما كسرت فى «إِنَّا لِلَّهِ» لأنها استعملت فصارت كالحرف الواحد «٣» ، فأشير إلى النون بالكسر «٤» لكسرة اللام التي فى «لِلَّهِ» كما قالوا : هالك وكافر ، كسرت الكاف (٢) المراد بالكسر هنا إمالة النون من (إنا) إلى الكسر كما فى النحاس عن الكسائي : إن الألف ممالة إلى الكسرة ، وأما على أن تكسر فمحال لأن الألف لا تحرك البتة ، وإنما أميلت فى «إنا للّه» لكسرة اللام فى للّه إلخ. وكذا الكلام على ما يأتى فى هالك وكافر من أن الكسر فى الألف إمالته مع الكاف. (٣ ، ٤) يريد أن (ناللّه) كالكلمة الواحدة ، فوقعت الألف فى (نا) قبل الكسرة (كسرة لام للّه) متصلّة ، وهذا سبب من أسباب الإمالة نحو عالم وكاتب ، وإن كان (نا) مما عد مشبها للحرف الذي لا إمالة فيه لأنه مبنىّ أصلىّ فهو اسم غير متمكن ، ولكنهم استثنوا من المشبه للحرف (ها) للغائبة ، (نا) للتكلم المعظم نفسه أو معه غيره خاصة ، فإنهم طردوا الإمالة فيهما لكثرة استعمالهما إذا كان قبلهما كسرة أو ياء ، فقالوا : مرّ بنا وبها ، ونظر إلينا وإليها ، بالإمالة لوقوع الألف مسبوقة بالكسرة أو الياء مفصولة بحرف. من كافر لكسرة الألف لأنه حرف واحد ، فصارت «إِنَّا لِلَّهِ» كالحرف الواحد لكثرة استعمالهم إياها ، كما قالوا : الحمد للّه. |
﴿ ١٥٦ ﴾