١٨٥

وقوله : شَهْرُ رَمَضانَ ... (١٨٥)

رفع مستأنف أي : ولكم «٣» «شَهْرُ رَمَضانَ» الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ وقرأ الحسن نصبا على التكرير «٤» «وَ أَنْ تَصُومُوا» شهر رمضان «خَيْرٌ لَكُمْ» والرفع أجود.

(٣) أي الواحد منهم.

(٤) المعروف فى التكرير أنه البدل. وقد وجه هذا فى البحر بأن «شَهْرُ رَمَضانَ» بدل من «أَيَّاماً مَعْدُوداتٍ». والوجه الذي ذكره المؤلف لا يأتى على التكرير. بل على التقديم والتأخير ، إذ يربط «شَهْرُ رَمَضانَ» بقوله : «وَ أَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ» وكأن هنا سقطا. والأصل بعد قوله : «التكرير» أو على التقديم والتأخير ، أو أن التكرير محرف عن التأخير.

و قد تكون نصبا من قوله «كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ» «شَهْرُ رَمَضانَ» توقع الصيام عليه : أن تصوموا شهر رمضان.

وقوله فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ دليل على نسخ الإطعام. يقول : من كان سالما ليس بمريض أو مقيما ليس بمسافر فليصم وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ قضى ذلك. يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ فى الإفطار فى السفر وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ الصوم فيه.

وقوله : وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ ... (١٨٥)

«١» فى قضاء ما أفطرتم. وهذه اللام فى قوله «وَ لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ» لام كى لو ألقيت كان صوابا. والعرب تدخلها فى كلامها على إضمار فعل بعدها. ولا تكون شرطا «٢» للفعل الذي قبلها وفيها الواو. ألا ترى أنك تقول : جئتك لتحسن إلىّ ، ولا تقول جئتك ولتحسن إلىّ. فإذا قلته فأنت تريد : ولتحسن إلىّ «٣» جئتك. وهو فى القرآن كثير. منه قوله «وَ لِتَصْغى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ «٤» لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ» ومنه قوله «وَ كَذلِكَ نُرِي إِبْراهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ» «٥» لو لم تكن فيه الواو كان شرطا ، على قولك : أريناه ملكوت السموات ليكون. فإذا كانت الواو فيها فلها فعل مضمر بعدها «وَ لِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ» أريناه. ومنه (فى غير) «٦» اللام قوله «إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا بِزِينَةٍ الْكَواكِبِ» «٧» ثم قال «وَ حِفْظاً» «٨» لو لم تكن الواو كان الحفظ منصوبا ب «زَيَّنَّا». فإذا كانت فيه الواو وليس قبله شىء ينسق عليه

(١) فى أ: «و».

(٢) أي علة.

(٣) سقط فى أ.

(٤) آية ١١٣ سورة الأنعام.

(٥) آية ٧٥ منها.

(٦) فى أ: «بغير».

(٧) آية ٦ سورة الصافات.

(٨) آية ٧ منها.

فهو دليل على أنه منصوب بفعل مضمر بعد الحفظ كقولك فى الكلام : قد أتاك أخوك ومكرما لك ، فإنما ينصب المكرم على أن تضمر أتاك بعده.

﴿ ١٨٥