٢٨٥

وقوله : غُفْرانَكَ رَبَّنا ... (٢٨٥)

مصدر وقع فى موضع أمر فنصب. ومثله : الصلاة الصلاة. وجميع الأسماء من المصادر وغيرها إذا نويت الأمر نصبت. فأما الأسماء فقولك : اللّه اللّه يا قوم ولو رفع على قولك : هو اللّه ، فيكون خبرا وفيه تأويل الأمر لجاز أنشدنى بعضهم :

إن قوما منهم عمير وأشبا ه عمير ومنهم السفّاح

لجديرون بالوفاء إذا قا ل أخو النجدة السلاح السلاح

و مثله أن تقول : يا هؤلاء الليل فبادروا ، أنت تريد : هذا الليل فبادروا. ومن نصب الليل أعمل فيه فعلا مضمرا قبله. ولو قيل : غفرانك ربّنا لجاز.

وقوله لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها.

الوسع اسم فى مثل معنى الوجد والجهد. ومن قال فى مثل الوجد : الوجد ، وفى مثل الجهد : الجهد قال فى مثله من الكلام : «لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها».

ولو قيل : وسعها لكان جائزا ، ولم نسمعه «٤».

 (٤) هو قراءة ابن أبى عبلة.

و قوله رَبَّنا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنا إِصْراً والإصر : العهد كذلك ، قال فى آل عمران وَأَخَذْتُمْ عَلى ذلِكُمْ إِصْرِي «١» والإصر هاهنا : الإثم إثم العقد إذا ضيّعوا ، كما شدّد على بنى إسرائيل.

وقد «٢» قرأت القرّاء فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ يقول : فاعلموا أنتم به.

وقرأ قوم : فآذنوا أي فأعلموا.

وقال ابن عباس : فإن لم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة «٣» وقال : قد يوجد الكاتب ولا توجد الصحيفة ولا الدواة.

(١) آية ٨١

(٢) كان حق هذه الآية ذكرها فيما سبق. ولكنه لا يلتزم الترتيب. [.....]

(٣) كان حق هذه الآية ذكرها فيما سبق. ولكنه لا يلتزم الترتيب.

﴿ ٢٨٥