٧

وقوله : هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ ... (٧)

مِنْهُ آياتٌ مُحْكَماتٌ يعنى : مبيّنات للحلال والحرام ولم ينسخن. وهنّ الثلاث الآيات فى الأنعام أوّلها : قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ «١» والآيتان بعدها.

وقوله : هُنَّ أُمُّ الْكِتابِ. يقول : هنّ الأصل.

وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ وهنّ : المص ، والر ، والمر اشتبهن على اليهود لأنهم التمسوا مدّة أكل «٢» هذه الأمّة من حساب «٣» الجمّل ، فلمّا لم يأتهم على ما يريدون قالوا : خلّط محمد - صلى اللّه عليه وسلّم - وكفروا بمحمد صلى اللّه عليه وسلّم.

(١) آية ١٥١

(٢) يجوز أن يقرأ بفتح الهمزة مصدرا ، ويراد به العيش ، فإن العيش يلزمه الأكل. ويجوز أن يقرأ بضم الهمزة ، وهو الرزق. ويقال للميت : انقطع أكله ، فهو رديف الحياة والعيش. وفى ش : «كل» وهو تحريف.

(٣) هو الحساب المبنى على حروف أبجد.

فقال اللّه : فَيَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغاءَ تَأْوِيلِهِ يعنى تفسير المدّة.

ثم قال : وَما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ثم استأنف «وَ الرَّاسِخُونَ» فرفعهم «١» ب «يَقُولُونَ» لا بإتباعهم إعراب اللّه. وفى قراءة أبىّ (ويقول الراسخون) وفى قراءة عبد اللّه «إن تأويله إلا عند اللّه ، والراسخون فى العلم يقولون».

(١) أي أن «الراسخون» مبتدأ خبره جملة «يقولون» وهذه الجملة هى الرافعة للمبتدأ كما أنها ارتفعت به لأن المبتدأ والخبر عندهم يترافعان. وقوله : «لا بإتباعهم إعراب اللّه» أي لا بالعطف على لفظ الجلالة.

﴿ ٧