٤٦

وقوله : وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا ... (٤٦)

و الكهل «٣» مردود على الوجيه. (ويكلّم الناس) ولو كان فى موضع (ويكلّم) ومكلما كان نصبا ، والعرب تجعل يفعل وفاعل إذا كانا فى عطوف مجتمعين فى الكلام ، قال الشاعر :

بتّ أعشّيها بعضب باتر يقصد فى أسوقها وجائر «٤»

 (٣) يريد أن «كهلا» معطوف على قوله : «وجيها» فى الآية السابقة.

(٤) الضمير فى «أعشيها» للإبل ، يريد أنه ينحرها للضيفان. ويروى :

بات يعشيها : يقصد ...

وانظر الخزانة ٢/ ٣٤٥

و قال آخر :

من الذّريحيّات جعدا آركا يقصر يمشى ويطول باركا «١»

كأنه قال : يقصر ماشيا فيطول باركا. فكذلك (فعل) إذا كانت فى موضع صلة لنكرة أتبعها (فاعل) وأتبعته. تقول فى الكلام : مررت بفتى ابن عشرين أو قد قارب ذلك ، ومررت بغلام قد احتلم أو محتلم قال الشاعر :

يا ليتنى علقت غير خارج قبل الصباح ذات خلق بارج

أمّ الصبىّ قد حبا أو دارج «٢»

(١) قبله :

أرسلت فيها قطما لكالكا يقول : أرسل فى إبله فحلا قطما ، وهو الصئول الهائج. والكالك : بضم اللام : الصلب الضخم.

والذريحيات : الحمر ، يقال : أحمر ذريحىّ : شديد الحمرة. وآرك : يرعى الأراك أو يلزمه. وقوله :

يقصر يمشى ... أي يقصر إذا مشى لانخفاض بطنه وتقاربه من الأرض ، فإذا برك رأيته طويلا لارتفاع سنامه ، أي أنه عظيم البطن ، فإذا قام قصر وإذا برك طال. وانظر اللسان (لكك).

(٢) «خارج» كذا بالخاء المعجمة هنا ، وفى اللسان (درج). والأقرب أنه (حارج) بالحاء المهملة أي آثم. و«بارج» أي ظاهر فى حسن. وقوله : «أم الصبى» المعروف فى الرواية «أم صبى».

وعلقت : هويت وأحببت. ويقال : درج الصبى : مشى مشيا ضعيفا.

﴿ ٤٦