٤٩و قوله : كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ ... (٤٩) يذهب إلى الطين «٣» ، وفى المائدة (فَتَنْفُخُ فِيها) «٤» ذهب إلى الهيئة ، فأنث لتأنيثها ، وفى إحدى القراءتين (فأنفخها) وفى قراءة عبد اللّه (فأنفخها) بغير فى ، وهو مما تقوله «٥» العرب : ربّ ليلة قد بتّ فيها وبتّها. (٣) فى الطبري : «الطير» وكل صحيح. (٤) آية ١١٠ (٥) من ذلك قول عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير : و من ليلة قد بتها غير آثم بساجية الحجلين ريانة القلب الحجل : الخلخال ، والقلب : السوار. وانظر السمط ٦٩٢ و يقال فى الفعل أيضا : و لقد أبيت على الطوى وأظلّه «١» تلقى الصفات وإن اختلفت فى الأسماء والأفاعيل. وقال الشاعر : إذا قالت حذام فأنصتوها فإن القول ما قالت حذام «٢» و قال اللّه تبارك وتعالى وهو أصدق قيلا : وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ «٣» يريد : كالوا لهم ، وقال الشاعر : ما شقّ جيب ولا قامتك نائحة ولا بكتك جياد عند أسلاب «٤» و قوله : (وَ ما تَدَّخِرُونَ) هى تفتعلون من ذخرت ، وتقرأ «٥» (وما تدخرون) خفيفة على تفعلون ، وبعض العرب يقول : تدّخرون فيجعل الدال والذال يعتقبان فى تفتعلون من ذخرت ، وظلمت «٦» تقول : مظّلم ومطّلم ، ومذّكر ومدّكر ، وسمعت بعض بنى أسد يقول : قد اتّغر «٧» ، وهذه اللغة كثيرة فيهم خاصّة. وغيرهم : قد اثّغر. فأما الذين يقولون : يدّخر ويدّكر ومدّكر فإنهم وجدوا التاء إذا سكنت واستقبلتها ذال دخلت التاء فى الذال فصارت ذالا ، فكرهوا أن تصير التاء ذالا فلا يعرف الافتعال من ذلك ، فنظروا إلى حرف يكون «٨» عدلا بينهما فى المقاربة ، فجعلوه مكان التاء ومكان الذال. (١) هذا شطر بيت لعنترة. وعجزه : حتى أنال به كريم المأكل (٢) فقوله : أنصتوها أي أنصتوا إليها. والمشهور فى الرواية : فصدّقوها. (٣) آية ٣ سورة المطففين. [.....] (٤) فقوله : قامتك أي قامت عليك. (٥) قرأ بهذا الزهري ومجاهد وأيوب السختياني. (٦) كذا ، والتعاقب فيهما ليس بين الدال والذال ، كما هو واضح بل بين الظاء والطاء. (٧) أي سقطت أسنانه الرواضع. (٨) وهو الدال ، ففيها شبه بالتاء والذال. و أمّا الذين غلّبوا الذال فأمضوا القياس ، ولم يلتفتوا إلى أنه حرف واحد ، فأدغموا تاء الافتعال عند الذال والتاء والطاء. ولا تنكرنّ اختيارهم الحرف بين الحرفين فقد قالوا : ازدجر ومعناها : ازتجر ، فجعلوا الدال عدلا بين التاء والزاى. ولقد قال بعضهم : مزجّر ، فغلّب الزاى كما غلّب التاء. وسمعت بعض بنى عقيل يقول : عليك بأبوال الظباء فاصّعطها فإنها شفاء للطحل «١» ، فغلب الصاد على التاء ، وتاء الافتعال تصير مع الصاد والضاد طاء ، كذلك الفصيح من الكلام كما قال اللّه عز وجل : (فمن اضطرّ فى مخمصة) «٢» ومعناها افتعل من الضرر. وقال اللّه تبارك وتعالى (وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْها) «٣» فجعلوا التاء طاء فى الافتعال. (١) هو عظم الطحال. وهو مرض. وقوله : اصعطها : هو افتعال من الصعوط وهو لغة فى السعوط بإبدال السين صادا : وهو ما يستنشق فى الأنف. (٢) آية ٣ سورة المائدة. (٣) آية ١٣٢ سورة طه. |
﴿ ٤٩ ﴾