٥٢

وقوله : فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسى مِنْهُمُ الْكُفْرَ (٥٢) يقول : وجد عيسى. والإحساس : الوجود ، تقول فى الكلام : هل أحسست أحدا.

وكذلك قوله هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ «٥».

(٥) آية ٩٨ سورة مريم.

فإذا قلت : حسست ، بغير ألف فهى فى معنى الإفناء والقتل. من ذلك قول اللّه عز وجل إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ «١» والحسّ أيضا : العطف والرقّة كقول الكميت :

هل من بكى الدار راج أن تحسّ له أو يبكى الدار ماء العبرة الخضل «٢»

و سمعت بعض «٣» العرب يقول : ما رأيت عقيليّا إلا حسست له ، وحسست لغة.

والعرب تقول : من أين حسيت هذا الخبر؟ يريدون : من أين تخبّرته؟ [وربما «٤» قالوا حسيت بالخبر وأحسيت به ، يبدلون من السين ياء] كقول أبى زبيد.

حسين به فهنّ إليه شوس «٥» وقد تقول العرب ما أحست بهم أحدا ، فيحذفون «٦» السين الأولى ، وكذلك فى وددت ، ومسست وهممت ، قال : أنشدنى بعضهم :

هل ينفعنك اليوم إن همت بهمّ كثرة ما تأتى وتعقاد الرتم «٧»

(١) آية ١٥٢ سورة آل عمران.

(٢) جاء فى اللسان (حسس).

(٣) هو أبو الجراح ، كما فى اللسان.

(٤) زيادة من اللسان. [.....]

(٥) هذا عجز بيت صدره :

خلا أن العتاق من المطايا

صفحة ناقصة

و هو من أبيات يصف فيَكَرَ اللَّهُ

و المكر من اللّه استدراج ، لا على مكر المخلوقين.

(١) آية ٢ سورة النساء.

(٢) من التحوير أي التبييض. ويقال لمن يغسل الثياب : يحوّرها إذ كان يزيل درنها ويعيدها إلى البياض.

(٣) بضم الكاف وفتحها ، وهى الثقب فى الحائط.

﴿ ٥٢