١٤٠وقوله : إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ ... (١٤٠) و قرح. وأكثر القرّاء على فتح القاف. وقد قرأ أصحاب عبد اللّه : قرح ، وكأنّ القرح ألم الجراحات ، وكأنّ القرح الجراح بأعيانها. وهو فى ذاته مثل قوله : أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ «٢» ووجدكم وَالَّذِينَ لا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ «٣» وجهدهم ، ولا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها «٤» [ووسعها]. وقوله : وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا يعلم المؤمن من غيره ، والصابر من غيره. وهذا فى مذهب أىّ ومن كما قال : لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصى «٥» فإذا جعلت (٢) آية ٦ سورة الطلاق. والضمّ قراءة الجمهور ، والفتح قراءة الحسن والأعرج ، كما فى البحر. (٣) آية ٧٩ سورة التوبة. (٤) آية ٢٨٦ سورة البقرة. (٥) آية ١٢ سورة الكهف. مكان أىّ من الذي أو ألفا ولا ما نصبت بما يقع عليه كما قال اللّه تبارك : فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ «١» وجاز ذلك لأن فى «الذي» وفى الألف واللام تأويل من وأىّ إذ كانا فى معنى انفصال من الفعل. فإذا وضعت مكانهما اسما لا فعل فيه لم يحتمل هذا المعنى. فلا يجوز أن تقول : قد سألت فعلمت عبد اللّه ، إلا أن تريد علمت ما هو. ولو جعلت مع عبد اللّه اسما فيه دلالة على أىّ جاز ذلك كقولك : إنما سألت لأعلم عبد اللّه من زيد ، أي لأعرف ذا من ذا. وقول اللّه تبارك وتعالى : لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَؤُهُمْ «٢» يكون : لم تعلموا مكانهم ، ويكون لم تعلموا ما هم أكفار أم مسلمون. واللّه أعلم بتأويله. (١) آية ٣ سورة العنكبوت. (٢) آية ٤٥ سورة الفتح. |
﴿ ١٤٠ ﴾