١٤٢

وقوله : وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ (١٤٢) خفض الحسن «و يعلم الصابرين» يريد الجزم. والقرّاء بعد تنصبه. وهو الذي يسمّيه النحويّون الصرف كقولك : «لم آته وأكرمه إلا استخفّ بي» والصرف أن يجتمع الفعلان بالواو أو ثم أو الفاء أو أو ، وفى أوّله جحد أو استفهام ، ثم ترى ذلك الجحد أو الاستفهام ممتنعا أن يكّر فى العطف ، فذلك الصرف. ويجوز فيه الإتباع لأنه نسق فى اللفظ وينصب إذ كان ممتنعا أن يحدث فيهما ما أحدث

فى أوّله ألا ترى أنك تقول : لست لأبى إن لم أقتلك أو إن لم تسبقنى فى الأرض.

وكذلك يقولون : لا يسعنى شىء ويضيق عنك ، ولا تكرّ (لا) فى يضيق. فهذا تفسير «١» الصرف.

(١) انظر ص ٣٤ من هذا الجزء.

﴿ ١٤٢