١٧٣

وقوله : الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ ... (١٧٣)

و (الناس) فى هذا الموضع واحد ، وهو نعيم بن مسعود الأشجعىّ. بعثه أبو سفيان وأصحابه فقالوا : شبّط محمدا - صلى اللّه عليه وسلّم - أو خوّفه حتى لا يلقانا ببدر الصغرى ، وكانت ميعادا بينهم «٣» يوم أحد. فأتاهم نعيم فقال : قد أتوكم فى بلدتكم فصنعوا بكم ما صنعوا ، فكيف بكم إذا وردتم عليهم فى بلدتهم وهم أكثر وأنتم أقلّ؟

فأنزل اللّه تبارك وتعالى :

 (٣) كذا فى ج ، وفى ش : «يومهم».

إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ ... (١٧٥)

يقول : يخوّفكم بأوليائه «فلا تخافوهم» ومثل ذلك قوله : لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ «١» معناه : لينذركم يوم التلاق. وقوله : «لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً» «٢» المعنى : لينذركم بأسا شديدا البأس لا ينذر ، وإنما ينذر به.

(١) آية ١٥ سورة غافر.

(٢) آية ٢ سورة الكهف.

﴿ ١٧٣