٢١

وقوله : وَقَدْ أَفْضى بَعْضُكُمْ إِلى بَعْضٍ ... (٢١)

الإفضاء أن يخلو بها وإن لم يجامعها.

وقوله مِيثاقاً غَلِيظاً الغليظ الذي أخذنه قوله تبارك وتعالى فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ.

وقوله : فَالصَّالِحاتُ (٣٤) وفى قراءة عبد اللّه فالصوالح قوانت «٢» تصلح فواعل وفاعلات فى جمع فاعلة.

وقوله : بِما حَفِظَ اللَّهُ القراءة بالرفع. ومعناه : حافظات لغيب أزواجهن بما حفظهن اللّه حين أوصى بهن الأزواج. وبعضهم يقرأ بِما حَفِظَ اللَّهُ فنصبه على أن يجعل الفعل واقعا كأنك قلت : حافظات للغيب بالذي يحفظ اللّه كما تقول : بما أرضى اللّه ، فتجعل الفعل لما ، فيكون فى مذهب مصدر. ولست أشتهيه لأنه ليس بفعل لفاعل معروف ، وإنما هو كالمصدر.

وقوله : فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا يقول : لا تبغوا عليهن عللا.

وقوله : وَاللَّاتِي تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ جاء التفسير أن معنى تخافون : تعلمون.

وهى كالظن لأن الظانّ كالشاكّ والخائف قد يرجو. فلذلك ضارع الخوف الظنّ والعلم ألا ترى أنك تقول للخبر يبلغك : أما واللّه لقد خفت ذاك ، وتقول : ظننت ذلك ، فيكون معناهما واحدا. ولذلك قال الشاعر :

و لا تدفننّى بالفلاة فإننى أخاف إذا ما متّ أن لا أذوقها «٣»

و قال الآخر :

أتانى كلام عن نصيب يقوله وما خفت يا سلّام أنك عائبى

 (٢) فى القرطبي زيادة : «حوافظ». [.....]

(٣) انظر ص ١٤٦ من هذا الجزء. وانظر أيضا الخزانة ٣/ ٥٥٠.

كأنه قال : وما ظننت أنك عائبى. ونقلنا فى الحديث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم قال : أمرت بالسواك حتى خفت لأدردن. كقولك : حتى ظننت لأدردن «١».

(١) انظر الموطن السابق.

﴿ ٢١